الجمعة، مارس 12، 2010

الآباء "يستهينون" بمخاطر شبكة الإنترنت (دراسة بالداخل)

أفاد تقرير نشر مؤخرا بأن الآباء لا يزالون غير مدركين للمخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم لدى استخدامهم لشبكة الإنترنت بالرغم من أن 75% من المراهقين يستخدمون شبكة الإنترنت في منازلهم.
وذكرت الدراسة، التي أعدتها كلية الاقتصاد بلندن، أن 57% من المراهقين طالعوا مواقع إباحية، إلا أن أغلبهم تصفح هذه المواقع بطريق الصدفة وذلك إما عن طريق النوافذ المزعجة التي تظهر فجأة أمام المستخدم أو الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها.
وأوضحت الدراسة أن 16% فقط من الآباء يعتقدون أن أطفالهم تصفحوا مواقع إباحية.
وذكرت الدراسة أن الأطفال على دراية كافية بسبل الأمان على الإنترنت، إلا أن الآباء يحتاجون لمزيد من التوعية بشأن كيفية الحديث عن المزايا والعيوب والخبرات السيئة والجيدة التي يمكنهم المرور بها عبر شبكة الإنترنت.
ويخشى الأبناء، الذين تتراوح إعمارهم ما بين 9 و19 عاما، أن يحظر عليهم استخدام الإنترنت أو أن يبالغ الآباء في ردود فعلهم إذا أبلغوهم بأنهم مروا بتجارب سيئة على شبكة الإنترنت.
وسيلة إيجابية
وقالت معدة الدراسة، سونيا ليفنجستون، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بلندن، في حديث لبي بي سي نيوز أونلاين "لقد صدمني أن أجد أن عددا من الآباء لا يعرفون ما يتعين عليهم فعله على شبكة الإنترنت، وقد يرجع ذلك إلى أنهم يعتبرونها وسيلة إيجابية، لذا فهم لا يدركون مخاطرها."
ويعني هذا أن الآباء لن يكونوا قادرين على تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم عند تصفحهم لشبكة الإنترنت.
ويمثل النمو السريع في أعداد الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت نقلة نوعية في أسلوب تعلم الأبناء، وهو ما يعود بالتالي على الآباء والمدرسين.
وأظهر التقرير أن معظم الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و19 عاما يستخدمون الإنترنت بصفة منتظمة قد تكون مرة أسبوعيا على الأقل، لكن الأوقات التي يستغرقونها في جلسوهم أمام الإنترنت معتدلة.
ومع النمو المتزايد للشبكات فائقة السرعة أصبح في الإمكان توافر أكثر من جهاز كمبيوتر في المنزل الواحد.
وأوضح التقرير أن خمس الأطفال يدخلون على الإنترنت من غرف نومهم. كما أفاد 79% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة بأنهم يستخدمون الإنترنت دون الخضوع لأي رقابة.
كما أشار ثلث الأطفال الذين شملتهم الدراسة إلى أنهم لم يتلقوا أي دروس في المدرسة لتوعيتهم بكيفية استخدام الإنترنت بالرغم من أن معظمهم يستخدمون الإنترنت في أداء واجباتهم المنزلية.
وأظهرت الدراسة أن 21% فقط من الأطفال يدخلون إلى غرف الحوار عبر شبكة الإنترنت وأن معظمهم يفضلون برامج التراسل الفوري.
وقالت ليفنجستون إن إغلاق موقع "إم إس إن" لغرف المحادثات العالمية ساهم إلى حد كبير في تراجع نسبة مستخدمي هذه الغرف.
وأضافت ليفنجستون "كانت برامج التراسل الفوري هي ضالتهم على أية حالة وخاصة بعد أن باتت واسعة الانتشار. هناك تفضيل قوي لإجراء محادثات على الشبكات الخاصة حيث يعرف جميع المشاركين بها بعضهم البعض. إنهم لا يفضلون أن يجروا محادثات مع غرباء."
تناقضات
ولا يلم الآباء بصورة كافية بما يواجهه الأطفال على شبكة الإنترنت من تناقضات ومشكلات.
وفي المقابل، يدرك العديد من الأطفال ما يجب أن يفعلوه على شبكة الإنترنت وما يتعين عليهم أن يتجنبوه، إلا أن خبراتهم على الإنترنت تحمل الكثير من التناقضات.
يذكر أن نحو 46% من الأطفال البريطانيين يعطون معلومات خاصة بهم لبعض الجهات أو المواقع على شبكة الإنترنت، إلا أن خمسة بالمئة فقط من الآباء على دراية بذلك.
ولا يملك الكثير من الأطفال أي خيار عندما يتطلب تحميل بعض البرامج أو استخدام بعض المواقع إدخال بياناتهم الشخصية في إطار عملية التسجيل بهذه المواقع أي للحصول على حق استخدام البرامج.
وقالت ليفنجستون "قد يعرف المرء القاعدة القائلة بأن القيام بذلك ليس آمنا، إلا أنه عند ارتياد أي موقع يطلب البيانات الشخصية للمستخدم فإنه يضطر لتقديمها."
وخلص التقرير إلى أنه يتعين على الآباء التعرف على مخاطر الإنترنت والفرص التي تقدمها واحترام خصوصية الأطفال في ذات الوقت من أجل مساعدتهم على تصفح الإنترنت بأمان
وقالت ليفنجستون "يبدو أن الآباء يشعرون بأنه لا تتوافر لديهم الموارد الكافية والمعلومات والفهم الصحيح للإنترنت. بل يميل البعض إلى القول بأن أطفالي يعلمون أكثر مني في هذا الشأن."
ويتعين على الآباء متابعة المخاطر التي قد تمثلها الإنترنت وذلك من خلال الحديث الدائم عما يمكن أن يواجهه الأطفال من أمور غير محببة.
وستوفر هذه المتابعة للأباء فهما أفضل لما يمكن أن تقدمه الإنترنت للأطفال وكيفية مواجهة أية مشكلات تطرأ مع زيادة معدل استخدام الشبكة.
ويتحمل واضعوا السياسات التي تحكم تصفح الإنترنت والشركات التي تقدم خدمات الإنترنت جزءا من مهمة حماية الأطفال. فتساهم جهود مكافحة الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها في حجب المحتوى غير المرغوب فيه عن الأطفال.
وبالرغم من أن شركات خدمات الإنترنت وبعض المنظمات الأخرى تبذل جهودا حثيثة لتقديم النصح فيما يتعلق بسلامة الأطفال على الإنترنت، إلا أن العديد من الأطفال لا يزالون لا يعرفون جيدا كيفية التعامل مع المحتوى غير المرغوب فيه إذا ظهر أمامهم.
وأشارت ليفنجستون إلى ضرورة بناء بوابة يمكن للأطفال الحصول منها على كل ما يريدون.
يذكر أن الدراسة، التي أطلق عليها اسم "الأطفال البريطانيون على الإنترنت" ومولها مجلس الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، شملت 1511 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 9 و19 عاما و906 من الآباء.