الاثنين، يناير 28، 2013

فاتح مصر يقدم الحل لما يحدث لمصر


من بين ما توقفت امامه طويلا تعقيب داهية العرب عمرو بن العاص علي ما قاله نبينا المعصوم في حديثه الكريم " تقوم الساعة والروم أكثر الناس" ..فعندما روي المستورد القرشي ما سمعه من رسول الله علي عمرو بن العاص قال له"لئن قلت ما قلت ان فيهم لخصالا اربعا وهي انهم لأحلم الناس عند فتنة ..وأسرعهم افاقة بعد مصيبة ..وأوشكهم كرة بعد فرة ..وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ..وخامسة حسنة وجميلة "وأمنعهم من ظلم الملوك" والحديث وتعقيب عمرو ورد في صحيح مسلم .
والحقيقة اني رأيت في تفسير حكيم وداهية العرب بن العاص ما يوجب ان نتفهمه ونتوقف عنده كثيرا خاصة اننا أحوج ما نكون هذه الايام الي هذا التفسير البديع من حكمة ابن العاص التي كشفتها بصيرته واستشرافه للمستقبل منذ اكثر من اربعة عشر قرنا.
والروم في عصر بن العاص هم الغرب في عصرنا بمن فيهم الامريكان الذين هم امتدادا طبيعيا لنفس الثقافة الغربية وتقريبا نفس الشعوب التي نزحت من اوروبا واستعمرت امريكا منذ اكثر من مائتي عام.
وما وصف به ابن العاص الغرب يظهر اعجابه "المستحق" بالقيم التي جعلت من الغرب قوة باقية الي زماننا هذا مثلت بالنسبة للعرب والمسلمين تحديا ضخما علي مر القرون وقوة ضاغطة ما زالت تحاصرنا وتستقوي علي معظم ارجاء المعمورة.
واول ما رآه ابن العاص في اسباب قوة الغرب هو "أحلمهم عند فتنة" وهو ما اشد ما نحتاجه اليوم كي تتماسك جبهتنا الداخلية التي ان اصابها عور فالنتيجة الحتمية هي التفكيك والتفتيت ما يسهل للاعداء النيل منا "وهو ما نوشك ان نقع فيه الان".
والخصلة الحميدة الثانية التي رصدها ابن العاص"اسرعهم افاقة بعد مصيبة" فلا يستسلمون كثيرا للبكاء علي مااصابهم من جلل وسرعان ما يبدأون في البناء بعد الهدم وهو ما بدا واضحا بعد الحرب العالمية الثانية فسرعان ما قامت اوروبا التي انهكتها الحرب الضروس الي الوقوف علي قدميها بسرعة وخلال سنوات معدودات.
وربما يري البعض في الخصلة الثالثة مديحا لهم في الشجاعة "أوشكهم كرة بعد فرة" فهم لا يتوقفون عن الاستعداد للحرب والانفاق عليها سواء بالتكنولوجيا الحديثة او بالامكانيات التي تجعلهم قادرين علي الانتصار مجددا وهو ما حدث في الاندلس حتي بعد اقامة العرب والمسلمين فيها لما يزيد عن ثمانية قرون .
والخصلة الرابعه وهي "خيرهم لمسكين ويتيم وضعيف" ورأينا ذلك وما نزال نراه في كثرة عملهم في المجالات الخيرية وحب كثير من اثريائهم التبرع لهذه الجمعيات الاهلية التي تهتم بالفقراء واليتامي والمرضي لدرجة ان بيل جيتس تبرع بكل حصيلته من العمل علي مدار سنوات لهذه الجمعيات وهو ما نشر مؤخرا.
اما الخصلة التي وصفها ابن العاص ب"الحسنة الجميلة " فهي "أمنعهم من ظلم الملوك" وهي الديمقراطية التي يتعذر علينا ادراكها في بلاد العرب ويتمتع بها شعوبهم و نلهث نحن وراءها ولا نمسك في نهاية النفق دائما الا سرابا ووهما ..فنادرا ما تجد لديهم من يتعبد شعوبهم ويجسم علي انفاسهم عقودا طويلة كما يحدث لدينا .
ابن العاص تفهم بحكمته مغزي حديث نبينا المعصوم الذي لا ينطق عن الهوي وساق المولي عز وجل علي لسانه هذا التفسير المحكم للحديث الشريف لعلنا نفهم في اخر الزمان ما لم نتفهمه وتأبي عقولنا علي استيعابه حتي بعد ان اشار اليها محمد عبده منذ اكثر من قرن من الزمان وقال"رأيت –يقصد في الغرب-اسلاما بلا مسلمين" ..فمتي -يا قوم- نصبح مسلمين بالاسلام "يا رب نفهم ".