(1)من وسائل التنمية البشرية استعراض النماذج الإنسانية الناجحة، ومراقبة تصرفاتهم وسلوكهم في لحظات الضعف والأزمات، واستنباط الوسائل التي سلكوها أو كتبت لهم للخروج من هذه الأزمات. وتصنيف هذه السمات، ثم تعميمها في صورة ضوابط عامة تصلح للإنسان في كل مكان.
وإذا استعرضنا تلك النماذج وجدناها محصورة في ميادين دنيوية؛ فهي إما رجال أعمال مشتغلون بالمال والأعمال، وإما مشهورون في عالم الرياضة أو التمثيل أو الغناء أو ... إلخ.
وإذا كان هناك شيء إيجابي في استعراض هؤلاء يتمثل في استنباط وسائل النجاح فهناك شيء سلبي قد يفوق هذا الإيجاب.
ما هو؟
هذا الشيء يتمثل في الصعود الدنيوي، هذا الصعود الذي لا يربطك بدين بل بقيم إيجابية في الحياة، ولا يقربك من ربك.
وماذا في ذلك؟
فيه أنه يحبسك في سجن الغفلة ويتركك مع الأسباب وحدها.
وهل هناك بديل؟
نعم.
كيف؟
أحاول هنا نقل النماذج الإنسانية التي تقف على قمة عالم الإنسان، نماذج كل لحظة معهم نجاح وتفوق مهما كانت اللحظة التي تختارها لهم.
من هم؟
إنهم الرسل والأنبياء والأولياء.
ماذا كانوا يفعلون عند أزماتهم؟ هل تختلف وسائلهم؟ أم تتفق وتنحصر في بند واحد؟
إنهم بدءا من أبينا آدم وأمنا حواء، وانتهاء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومرورا بما بين البدء والمنتهى- ينتهجون شيئا واحدا.
ما هو؟
الالتجاء إلى الله تعالى؛ فهم عباد، والعبد دائما يلجأ إلى معبوده عند الأزمات.
وهذا المعنى لا تنقله لنا تلك النماذج التي تختارها التنمية البشرية، وهذا يوقعنا في شيء يفزعنا.
ما هو؟
إنهم يعظمون الإنسان بعيدا عن ربه، وليست هناك عظمة بعيدا عن الله تعالى.
تعالوا لنستعرض بعضا من هذه النماذج التي تقف على قمة بني آدم استعراضا عاما؛ فالمهم أن نعيش مع الآيات لا مع كلام التحليل في مختلف جوانب الحياة لنرى عبودية العبد ونصرة الرب المعبود.
وسيكون هذا الاستعراض في جانبين: أولهما في التمثل، والآخر في التعجل.
(2)
الجانب الأول- التمثل
أ- نبدأ مع بدء البشرية، مع آدم وحواء عندما نجح الشيطان في إغوائهما فأرداهما في أزمة المعصية.
ماذا فعلا؟
قال تعالى في سورة [الأعراف: 20- 22]: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
ب- وإذا كان هذا مع أزمة المعصية بعد الوقوع فيها فإن سيدنا يوسف التجأ إلى ربه قبل الوقوع في أزمة المعصية.
كيف؟
قال تعالى في سورة [يوسف: 33، 34]: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
ج- وليست الأزمات الواردة في القرآن الكريم عن هؤلاء الرموز في المعصية فقط، بل في عالم الحياة بكل ما فيها.
كيف؟
ها هو سيدنا يعقوب عليه السلام يعاني أزمة فقد الابن الحبيب إلى القلب، فماذا فعل؟
يقول تعالى في سورة [يوسف: 83 - 86]: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}.
د- وإذا كان فقد الابن مصيبة كبرى وأزمة عظمى فإن فقد السكن والأهل والوطن مصيبة أكبر ومصيبة أعظم، وهذه المصيبة وقع فيها سيدنا موسى عليه السلام، فماذا فعل؟
يقول تعالى في سورة [القصص: 24-28]:{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)} [القصص: 25 - 28]}.
هـ- وتعيش السيدة مريم عليها السلام أزمة الاتهام الذي يكون واقع المتهِم أقوى من واقع المتهَم، فكيف كان الحل؟
قال تعال في سورة [مريم: 26]: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}.
و- وليس هذا الموقف الأول والأخير في حياة السيدة مريم.
كيف؟
هناك موقف آخر رأت فيه السيدة مريم نفسها مع رجل في خلوتها، فماذا فعلت؟
قال تعالى في سورة [مريم: 17 - 19]:{اتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}.
ز- وإذا كان الموقف الأخير مع السيدة مريم موقفا فرديا فإن سيدنا موسى وقف مع قومه الذين فزعوا عندما رأوا فرعون وجنوده موقفا جماعيا.
ماذا قال سيدنا موسى؟
قال تعالى في سورة [الشعراء: 61 - 66]: {لَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ}.
ح- ولم يختلف موقف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الموقف المشابه لموقف سيدنا موسى.
كيف؟
في رحلة الهجرة، وعند تأزم الموقف- ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه؟
قال تعالى في سورة [التوبة: 40]: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
ط- ويعيش سيدنا نوح أزمة عدم الاستجابة الفاعلة، فماذا يفعل؟
قال تعالى في سورة [القمر: 9 - 16]: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.
ي- ويعيش سيدنا زكريا زمنا تكون فيه أزمة عدم استجابة الحياة الزوجية للإنجاب، فماذ فعل عندما هزه موقف السيدة مريم ورزقها؟
قال تعالى في سورة [آل عمران: 37- 38]: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}.
وقال تعالى في سورة [الأنبياء: 89، 90]: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
وقال تعالى في سورة [مريم: 1 - 7]: {كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}.
ك- وإذا كانت أزمة سيدنا زكريا عدم وجود الولد فقد كانت أزمة سيدنا أيوب ذهاب الولد والمال والصحة، فماذا فعل؟
قال تعالى في سورة [الأنبياء: 83، 84]: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.
الجانب الآخر- التسرع
أ- وعلى الرغم من أنهم قمة النماذج الإنسانية فقد يفعل أحدهم فعلا قبل أن يؤذن له فتكون الأزمة التي ترده إلى ربه ومعبوده.
كيف؟
قال تعالى عن سيدنا يونس في سورة [الأنبياء: 86 - 88]: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
ب- وإذا كان موقف سيدنا يونس أنتجه عدم استجابة قومه فإن موقف سيدنا يوسف أنتجته لحظة، فماذا حدث له وهو من رسل الله عز وجل؟
قال تعالى في سورة [يوسف: 42]: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}.
ج- وقد عاش سيدنا سليمان لحظة لسبب آخر، فماذا فعل؟
قال تعالى في سورة [ص: 31 - 33]: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}.
(3)
بعد هذه الجولة التي عشنا فيها مع رسل الله تعالى وأنبيائه وأوليائه في قرآنه الكريم- أدعو الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل، وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء أبصارنا وذهاب أحزاننا وهمومنا، وأن نجد فيه ما ينفعنا في دنيانا وميولنا وتخصصاتنا وحياتنا.
اللهم، آمين!