السبت، يوليو 03، 2010

كيف تتعامل مع فضول الأطفال؟

عندما يبدأ الطفل بالتعرف على أجزاء جسمه وخاصة الجهاز التناسلي وتبدأ اسئلة الطفل تتكرر على الوالدين وعندما يرى الطفل طفلا اخر عاريا قد يفاجئ الوالدان بسؤال عن سبب اختلاف اعضائه كذكر عن اعضاء الطفل الانثى . الثقافة الجنسية والسؤال عنها غريزة وكبت ذلك قد يؤدي الى امراض نفسية والهروب من تلك الاسئلة ومواجهتها بالقمع ليس من اساليب التربية السليمة بل ان تسييسها في منظومة علمية وناضجة وشرح ذلك للطفل بأسلوب مبسط عندما يبدأ بتلك الاسئلة بتعريفه بان تلك الفروقات هي لانك ذكر وهي انثى هي اشباع لفضوله وتأسيس لثقافة غريزية فالطفل بطبعه محب للاستطلاع وعندما يواجهه سؤال سوف يبحث عن اجابته حتى يجدها ولا ينبغي الكذب على الطفل فالوالدان عندما يقوم احد اطفالهم بسؤالهم كيف جئت للحياة مثلا ونظرا لما قد يواجهانه من احراج يجيبان بإجابات كاذبة وغير مقنعة للطفل مثلا " وجدناك في المسجد " او عندما يسأل الطفل امه الحامل عند كبر حجم بطنها او يشير الى صدرها تواجهه بإجابات سلبية وقامعة . الطفل هو اذكى مما يعتقده الوالدان لذلك يجب الإجابة على اسئلتهم بطريقة علمية صادقة وتناسب اعمارهم فيرسخ في ذهن الطفل ان الله خلقك في بطن امك ثم خرجت الى الدنيا من رحم امك وخلق الله الثديين للانثى لترضع اطفالها ليكبروا . مجاراة الطفل بأسئلته في اجابات صحيحة ومقنعة مناسبة لعمره تخلق روح الرضا فيه وعدم البحث عن اجابات لتلك الاسئلة من خلال اشخاص اخرين قد يوصلون المعلومة للطفل بطريقة قد تضر به . اضافة الى ذلك وعندما يكبر الطفل يوضح له ان العلاقة بين المرأة والرجل والإنجاب هو من خلال الزواج الذي احله الله ويبين له ايضا ان الامراض التناسلية تنشأ عن العلاقات المحرمة .
طريقة تنشئة الطفل تنشئة سليمة تجنب الأهل الكثير من فضول الأطفال وتأثرهم بما قد يرونه من مشاهد فاضحة فالطفل لايجب ان يرى مثل ذلك ولكن الطفل الذي بنيت ثقافته الجنسية على مبدأ علمي وناضج سوف يكون اكثر وعيا لتجنب مثل تلك المشاهد وأقل فضولا .
كما يجب على الوالدين تجنب الذهاب واصطحاب الاطفال الى دور السينما التي تعرض افلاما لاتناسب اعمار اطفالهم فقد حذرت العديد من الدراسات من خطورة هذا السلوك على شخصية هؤلاء الأطفال لما تحويه هذه الأفلام من مشاهد عنف، فضلاً عن إمكان إصابتهم بأمراض نفسية واخلاقيه.
وأشارت بعضها إلى أن المخلوقات الخارقة أو الكائنات الخرافية في أفلام الكارتون تعد مادة جذب كذلك للصغار، وتتمثل المشكلة هنا في أن هذه الشخصيات هي غالباً ما تكون الأكثر عنفاً في هذه الأفلام كما أكد خبراء الاجتماع البريطانيون في بحث أجري مؤخراً أن السبب وراء سلوك العنف الذي يصيب تلاميذ المدارس الذين تتراوح اعمارهم بين 7-16 عاماً هي مشاهدة أفلام الفيديو التي تعرض أعمال العنف.
وقد أشار الخبراء إلى أن الأطفال يدمنون مشاهدة أفلام الفيديو بنفس طريقة الإدمان على تناول المخدرات.
وأكدوا أن ادمان الفيديو أسوأ انواع الإدمان لأن الطفل يقلد تماماً ما يشاهده بما فيها إدمان أي عادة من العادات السيئة.
وقد قرأنا خبرا يؤكد التأثير السيئ الذي يجنيه الاطفال من مشاهدة افلام الرعب حيث فوجئ أبوان سعوديان في محافظة الخرمة السعودية أثناء جلستهما العادية بدخول ابنهما ذو الخمس سنوات عليهما وهو يحمل مسدس والده الشخصي ويطلب منهما رفع أيديهم والاستسلام له.
 أنه نظرا لمعرفة الأب بوجود طلقات في المسدس كان الموقف مروعا، وتجاوب الأبوان مع الصغير، ووجه له عبارات تهدئة، ومطالبة برفع المسدس الى أعلى. وأثناء تحرك الأم نحو الطفل لأخذ المسدس منه، أطلق الصغير منه رصاصة واحدة أصابت الجدار المجاور لهما. اصيب الأبوان بالدهشة والذهول من تصرف الطفل. وبعد هدوء الوضع وسؤال الطفل عن سبب تصرفه، قال انه يقلد شخصية كرتونية في فيلم كان يشاهده قبل دخوله عليهما بالمسدس والذي كان في مكان لم يتوقع أن يصل الطفل إليه.
وقد تظهر تلك الافلام بآثارها السلبية على الطفل من خلال الخوف المستمر ، حدوث الكوابيس الليلية بصورة متكررة ، الخوف من البيئة التي يعيشون فيها ، استعادة تلك المشاهد المخيفة في مخيلته بصورة متكررة مما يؤثر على تركيزه ومذاكرته والاطفال في هذا العمر ليس لديهم القدرة على التفريق بين الخيال والواقع فهم يتوقعون ان أي شيء يشاهدونه على الشاشة او من خلال العرض السينمائي قد يكون هو موجودا في الواقع مما يجعل الخوف رفيقا لهم بعد تلك المشاهد المرعبة . اضافة الى ذلك فقد تعرض تلك الافلام بعض المقاطع الفاضحة التي يعتبر عرضها على الطفل هو نوع من الاعتداء على طفولته . ختاما لتكن رحلتنا ليست للترفيه فقط وإنما وسيلة جديدة لتنمية مدارك أطفالنا في أجواء تحفظ لهم براءة طفولتهم وتحميهم من أي سلوك منحرف فرحلة موفقة