تعد مرحلة الابتدائي وعلى أبعد تقدير مرحلة الإعدادي من أخطر المراحل على طريق التربية، فكل ما يتلقاه التلميذ فيها من خلق سينعكس على سلوكه في باقي المراحل الإعدادية والثانوية والجامعية وسائر حياته، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
فالطفل الذي نشأ بين أحضان معلم سيء الخلق سيعيد إحياء أخلاق مدرسه في باقي حياته إن لم يجد من يصوب سلوكه فيما بعد.
ما أريد التأكيد عليه هو أن المدرسين عموما يكونون هم الضحية الأولى لسلوكيات التلاميذ السيئة، سيتمرد التلاميذ أولا على أساتذتهم في مراحل الإعدادي والثانوي وسيذيقونهم الأذى المعنوي وحتى الجسدي.
ففي هذه المراحل ينشأ العنف ويبدأ التلاميذ في شرب السجائر ويستشري الكلام النابي والسلوك المشين داخل وفي محيط المدرسة.
في هذه الأثناء ستسقط هيبة المدرس وسيفقد كل إمكانية التأثير على التلاميذ وضبطهم خصوصا وقد اشتد عودهم وتشبعوا بمفاهيم الحرية الخاطئة.
حتى المعلم حسن الخلق الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه سيقع ضحية تمرد هؤلاء التلاميذ رغم أنه لم يشارك في صناعتهم.. "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" الأنفال 25
والسبب في ذلك أن الصورة السلبية التي يحمل التلاميذ عن المعلم تبقى راسخة في أذهانهم ويسقطونها على كل الأطر التعليمية..كما أن السبب الموضوعي قد يكمن في سلبيتهم اتجاه الظاهرة.
يتمرد هذا النوع من التلاميذ على كل الضوابط ويتحرر منها؛.
في مدارسنا اليوم شرب السجائر والمسكرات بأنواعها ظاهرة بادية للعيان، كما قل اهتمام التلاميذ بالتعليم وهم يركزون أكثر على اللهو وتضييع الوقت في ما لا يفيد..
قد يقول أحدهم أن هذه حالات معزولة، لكن أتساءل عن ما هي الجهود المبذولة للحد منها وضمان عدم توسعها
أقول لا شيء قدم، فالحكومات غارقة في معادلة السلطة والخبز والأسر غافلة عن دورها في مراقبة شؤون أبنائها لأطر التعليمية استسلمت ولسان حالها يقول : كم من أشياء قضيناها بتركها !
وأنا على يقين أنها ليست حالات معزولة فالإحصائيات تتحدث مثلا عن 10 أو20 في المائة من تلاميذ الإعدادي والثانوي يتعاطون للمخدرات!! وتتحدث عن ارتفاع نسبة الهدر المدرسي وووو
عن نفسي أجد أن تفشي الأخلاق السيئة داخل المدارس قد استفحل في عقد من الزمن، والفرق بين مدارس التسعينات من القرن الماضي ونظيرتها في هذه السنوات الأخيرة كبير جدا والوضع ينذر بالخطر.
هل فساد المدرسة تقتصر مظاهره على التلاميذ فقط، أم أن الفضاء المدرسي العام هو أيضا من الفساد؟
لربما وصلتكم الإخبار عن التحرش الجنسي وحتى الاغتصاب الذي يتعرض له بعض التلاميذ والجاني هو المعلم..
ربما تعيشون قصص واقعية عن الزبونية والمحسوبية وشراء الذمم داخل المدارس...
فولوج بعض المدارس العمومية يحتاج إلى وساطة وإلى لقب عائلي كبير..
بعض المعلمات تقضي حاجياتها المنزلية في المدرسة..
هناك من الأساتذة من أصبح يشكك في عقائد المسلمين:
أحدى المعلمات في الثانوي كانت ترفض تصدير ورقة الامتحان بالبسملة..
حاليا مدرس لغة فرنسة يشكك تلامذته في وجود الله عبر طرح أسئلة من قبيل أين؟ وكيف؟
نصيب اللغة العربية والتربية الإسلامية من البرنامج المقرر في الإعدادي والثانوي يدفعنا إلى الريبة والشك..
يحتار المرء حين يجول بفكره في هذه الحقائق؛ الفضاء التعليمي والتربوي أصبحا حقلا لتنامي مثل هذه القيم السلبية في الوقت الذي كان من الأجدى به أن يعيد إنتاج قيم المجتمع ويهذبها ويحافظ عليها..
هل سينطبق على المدرسة المثل القائل فداوني بالتي هي الداء...
إذا اعتبرنا أن الأسرة تقوم بدورها فإن جهودها ستذهب سدى إذا كانت المدرسة لا تقوم بدورها التربوي
أمَا والأسرة تعاني هي الأخرى من خلل في دورها التربوي فالتفكير في مستقبل أبنائنا أصبح أمرا مفروضا ويستحق منا الجهد والبذل ولا مخرج لنا إلا من تحمل المسؤولية الشخصية لكل واحد منا أولا، ولعل هذا قد يجرنا إلى الحلول والتي لسنا بصدد الحديث عنها الآن
فالطفل الذي نشأ بين أحضان معلم سيء الخلق سيعيد إحياء أخلاق مدرسه في باقي حياته إن لم يجد من يصوب سلوكه فيما بعد.
ما أريد التأكيد عليه هو أن المدرسين عموما يكونون هم الضحية الأولى لسلوكيات التلاميذ السيئة، سيتمرد التلاميذ أولا على أساتذتهم في مراحل الإعدادي والثانوي وسيذيقونهم الأذى المعنوي وحتى الجسدي.
ففي هذه المراحل ينشأ العنف ويبدأ التلاميذ في شرب السجائر ويستشري الكلام النابي والسلوك المشين داخل وفي محيط المدرسة.
في هذه الأثناء ستسقط هيبة المدرس وسيفقد كل إمكانية التأثير على التلاميذ وضبطهم خصوصا وقد اشتد عودهم وتشبعوا بمفاهيم الحرية الخاطئة.
حتى المعلم حسن الخلق الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه سيقع ضحية تمرد هؤلاء التلاميذ رغم أنه لم يشارك في صناعتهم.. "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" الأنفال 25
والسبب في ذلك أن الصورة السلبية التي يحمل التلاميذ عن المعلم تبقى راسخة في أذهانهم ويسقطونها على كل الأطر التعليمية..كما أن السبب الموضوعي قد يكمن في سلبيتهم اتجاه الظاهرة.
يتمرد هذا النوع من التلاميذ على كل الضوابط ويتحرر منها؛.
في مدارسنا اليوم شرب السجائر والمسكرات بأنواعها ظاهرة بادية للعيان، كما قل اهتمام التلاميذ بالتعليم وهم يركزون أكثر على اللهو وتضييع الوقت في ما لا يفيد..
قد يقول أحدهم أن هذه حالات معزولة، لكن أتساءل عن ما هي الجهود المبذولة للحد منها وضمان عدم توسعها
أقول لا شيء قدم، فالحكومات غارقة في معادلة السلطة والخبز والأسر غافلة عن دورها في مراقبة شؤون أبنائها لأطر التعليمية استسلمت ولسان حالها يقول : كم من أشياء قضيناها بتركها !
وأنا على يقين أنها ليست حالات معزولة فالإحصائيات تتحدث مثلا عن 10 أو20 في المائة من تلاميذ الإعدادي والثانوي يتعاطون للمخدرات!! وتتحدث عن ارتفاع نسبة الهدر المدرسي وووو
عن نفسي أجد أن تفشي الأخلاق السيئة داخل المدارس قد استفحل في عقد من الزمن، والفرق بين مدارس التسعينات من القرن الماضي ونظيرتها في هذه السنوات الأخيرة كبير جدا والوضع ينذر بالخطر.
هل فساد المدرسة تقتصر مظاهره على التلاميذ فقط، أم أن الفضاء المدرسي العام هو أيضا من الفساد؟
لربما وصلتكم الإخبار عن التحرش الجنسي وحتى الاغتصاب الذي يتعرض له بعض التلاميذ والجاني هو المعلم..
ربما تعيشون قصص واقعية عن الزبونية والمحسوبية وشراء الذمم داخل المدارس...
فولوج بعض المدارس العمومية يحتاج إلى وساطة وإلى لقب عائلي كبير..
بعض المعلمات تقضي حاجياتها المنزلية في المدرسة..
هناك من الأساتذة من أصبح يشكك في عقائد المسلمين:
أحدى المعلمات في الثانوي كانت ترفض تصدير ورقة الامتحان بالبسملة..
حاليا مدرس لغة فرنسة يشكك تلامذته في وجود الله عبر طرح أسئلة من قبيل أين؟ وكيف؟
نصيب اللغة العربية والتربية الإسلامية من البرنامج المقرر في الإعدادي والثانوي يدفعنا إلى الريبة والشك..
يحتار المرء حين يجول بفكره في هذه الحقائق؛ الفضاء التعليمي والتربوي أصبحا حقلا لتنامي مثل هذه القيم السلبية في الوقت الذي كان من الأجدى به أن يعيد إنتاج قيم المجتمع ويهذبها ويحافظ عليها..
هل سينطبق على المدرسة المثل القائل فداوني بالتي هي الداء...
إذا اعتبرنا أن الأسرة تقوم بدورها فإن جهودها ستذهب سدى إذا كانت المدرسة لا تقوم بدورها التربوي
أمَا والأسرة تعاني هي الأخرى من خلل في دورها التربوي فالتفكير في مستقبل أبنائنا أصبح أمرا مفروضا ويستحق منا الجهد والبذل ولا مخرج لنا إلا من تحمل المسؤولية الشخصية لكل واحد منا أولا، ولعل هذا قد يجرنا إلى الحلول والتي لسنا بصدد الحديث عنها الآن