الخميس، يوليو 22، 2010

برنامج للتعرف على عادات الشراء من خلال الوجوه

يعكف باحث في كارلسروه، بألمانيا، على برنامج لتمييز الوجوه، يمكن أن تستخدمه متاجر التجزئة لتكوين افتراضات بشأن عادات التسوق. وهناك أمثلة عديدة عن طرق استخدام الشركات للتكنولوجيا لمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن عملائه. إعلانات الإنترنت الموجهة وبطاقات العملاء التي تخزن بيانات عن عاداتهم الشرائية واستطلاعات السوق التي لا تعد ولا تحصى ما هي إلا نماذج معدودة. وكلها تستخدم البيانات التي يتم جمعها لوضع منتجاتها بأكبر قدر ممكن من الدقة في موقعها الصحيح في السوق، كي تتمكن من جذب انتباه العميل. وتمكن الباحثون في كارلسروه من تطوير برنامج جديد كحيلة جديدة لجمع بيانات عن العملاء، من شأنه أن يفيد المتاجر. البرنامج الجديد يمكنه تمييز الوجوه ونوع العميل ­ذكرا أم أنثى ­وأيضا عمره. كما أن البرنامج يتتبع ما يتطلع إليه العميل، ويستطيع طاقم المبيعات في المتجر مثلا أن يعرفوا المدة التي تقضيها امرأة ما في قسم الأحذية وأين ستذهب بعد ذلك. ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يهتمون بمسألة حماية البيانات الشخصية سيصرخون مؤكدين أن ما يحدث يعد انتهاكا، لكن العلماء الذين يعملون على البرنامج مستعدون لطمأنة هؤلاء إلى أن البيانات ستبقى سرية وغير مرتبطة بأشخاص. يقول راينر شتايفل هاجن أحد الباحثين المشاركين في المشروع، إن البرنامج يعلم موظفي المتجر، ان العميل رقم 300 على سبيل المثال، اشترى زوج من الأحذية ثم شيكولاته. الموانئ الجوية يمكنها هي الأخرى استخدام البرنامج، يمكنها استخدام تحليل الصورة والفيديو للتحكم في بوابات الدخول والخروج ومن ثم تحسين الأداء الأمني. شتايفل هاجن واحد من مجموعة باحثين في معهد المقاييس البشرية في جامعة كارلسروه، ويعملون جميعا في مجال الذكاء الإصطناعي وقدرات التعلم لدى الآلات. ويعكف هو وثمانية من رفاقه على تطوير برنامج تمييز الوجوه والعثور عليها وتصنيفها. ويعمل البرنامج باستخدام كاميرا بسيطة مركزة على الجبهة والأنف والعينين والذقن. ويتم مقارنة الصورة بقاعدة بيانات ليبدأ البحث عن الصورة ذات نفس الخصائص. بعد ذلك تظهر النتائج على شاشة. إن البرنامج لا يميز الوجوه فحسب بل يوضح أيضا أين ينظر ذلك الشخص، النموذج غير المكتمل في المعهد يميز وجوه كل العاملين فيه، ليس وجوههم فحسب بل أسماؤهم أيضا. يقول شتايفل هاجن " نعمل على تدريب الآلة على أن تكون أكثر طبيعية" ، ينبغي أن تكون قادرة على تحديد من يتحدث ومن يقف أمامها. إن موضوع تمييز الوجوه، يشغل بال الكثير من الشركات، الملايين تنفق على تطوير هذه البرامج وأموال طائلة أخرى تنفق ببذخ على الأبحاث. والهدف ليس الخروج بآلة يمكنها تمييز الوجوه أو التعرف عليها فحسب، بل القدرة على تسجيل الحركة أيضا. يقول شتايفل هاجن "ينبغي ألا تميز الآلة أنني أحرك يدي فحسب.. بل أنني احاول الإمساك بزجاجة بعينها".