الأربعاء، مايو 05، 2010

الزفاء فى الإسلام

أولا في معنى الوفاء في اللغة و في القرآن
إن الوفاء خلق كريم و عالي و شريف يتسم صاحبه بالحق في كل عطاء أو اخذ و هو ضد الغدر و هو أساس الاستقامة و الصدق و التقوى و هو من صفات الأبرارو به حصل سيدنا إبراهيم عليه و على نبينا الصلاة و السلام على مقامه الشريف أنه خليل الرحمن
إذ قال سبحانه و تعالى "و إبراهيم الذي وفى"فسيدنا إبراهيم في كل امتحاناته التي مر بها أثبت لله انه وفى البعض قد يقول لأنه نبي
حسنا تعالوا ننظر قبل النبوة سيدنا محمد "صلى الله عليه و سلم"كانت بضاعته الوفاء حتى من قبل البعثة
انظروا هذه القصة اللطيف
رجلا أعطاه موعدا فذهب الرسول في موعده و انتظر الرجل فترة طويلة لم يحضر الرجل عاد رسول الله "صلى الله عليه و سلم" في اليوم التالي و انتظر فترة طويلة لم يحضر الرجل عاد رسول الله "صلى الله عليه و سلم" في اليوم الثالث و انتظر فترة طويلة أخيرا حضر الرجل فماذا قال له حبيب الرحمن "صلى الله عليه و سلم"
الوفي بفطرته الصادق الأمين الذي يوفى بالعهد و لو لم يوفى من عاهده قال له "شققت علينا يا أخي"
إذن الوفاء بضاعة تستلزم مساحة داخلية من الرقة و الحساسية نحو الآو الحفاظ على شعوره و حاله و سبحان الله
هذا هو الوفاء تأخذ بالحق و تعطى بالحق
أن الله وصف الأبرار الذين هم أهل عليين أنهم الموفون بعهدهم إذا عاهدوو وصف قسوة القلب أنها نتاج عدم الوفاء بالعهو هي آفة بني إسرائيل
ألم تقسو قلوبهم عندما نقضوا عهدهم مع الله و قال تعالى فيه"فبما نقضهم ميثاقهم و كفرهم بآيات الله و قتلهم الأنبياء بغير حق و قولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"155 النساء ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسية ) 13 المائد
يشير المولى عز و جل إلى أن نقض العهد و الميثاق و الكفر و قتل الأنبياء من سلوكيات اليهود و هذه الأسباب التي أدت إلى غياب البصيرة و الإدراك و غياب الإيمان
إذن الوفاء هذا السلوك العالي الشريف و هو حساسية في الإدراك فقدانها يؤدى إلى فقدان الطريق إلى الله فقدان الوفاء يؤدى إلى قسوة القلب و الطبع على القلب بالكفر
لذلك كان الوفاء دوما بضاعة الأنبياء و الصديقين و المخلصين و صناعة الشرفاء الطيبين أهل الرقة و اللين الذين إن لم يكن بضاعتهم في البداياصار صناعتهم و بضاعتهم في النهايات بإذن الله و توفيقه
كل سلوك كريم استمرت به الدنيا حتى الآن و بقيت محتملة و مقبولة يتوقف على الوفاء بالعهد
و تذكر سورة البقرة في وصف طويل للبر و معناه"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوى القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون"
مع الوفاء بالعهد كان الصبر على البأساء و الضراء و أركان الإسلام الرئيسية و هذه أعلى درجات البر التي بها تصل إلى مقام المتقين الصادقين فالوفاء يحتاج للصبر على الإيمان بالله و الصلاة و الزكاة و الابتلاء و العطاءلكي تحتفظ بهذه البضاعة الغالية التي هي بضاعة المتقين الصادقين
وأهم العهود عهدك مع الله و ذلك العهد الذي تقطعه كل يوم على نفسك بإتباع سنة كريمة من سنن حبيب الله صلى الله عليه و سلم