الثلاثاء، مايو 04، 2010

شوارعنــا

شوارعنــا ليــست مجرد..طريق أسود اللون مخطط بطلاء واصفرتسير فوقه المركبات وتقف عند إشاراته المروريةاليوم.. رأيت في شوارعنا معان كثيرة وتراءت لي صورة أخرى لمفهوم الشارع العربي وانعكس على طريقه صورة ملونه وتقرير وافي لواقعن و عاداتنا وما تخبأه الحياة هنا
شوارعنــاتستطيع من خلالها..أن تعرف أنماطناعادتنا..هموم شبابنا وفتياتنا ربما من خلاله تستطيع تقييم كل شيء يعنين او السير فيه..يعرفك قيمة كل شيءالوقت..الأرواح..والذوق العام شوارعنا ترى فيها ما ينبغي..ومالا ينبغي ما يليق ومالا يليق..ترى فيها طبقات المجتمع جميعها ومستويات التعليم بفروعهاوتجسد لك شوارعنا إبعاد كثيرة..لقضايا تهنا في حلها وبعضها غابت عن أذهاننااو انشغلنا عنها..رغم انا نراها هنا
 في شوارعنـــــا  ترى فتاة في الثامنة عشر من عمرها..وقد رافقت أخاها الذي يرقص طربا على أنغام موسيقى غربية صاخبة..لا باس قد يكون المنظر مألوفا..لكن العجيب..أن هذا الشارع عكس لنا مستوى الأدب عند بعض الفتيات..أنها تتمايل هي الأخرى طربا ونشوى ترفع يدها وتخفضها..تهز رأسها.. كل ذلك في شوارعنا.. امرأة فقيرة..على رأسها عباءة عتيقة.. يكاد البرد ينزع وجههاويمزق ثيابها..تحمل في يديها طفلا رضيعا..تتنقل بين نوافذ المركبات تطلب مالا..تطلب زادا..تحمل برهان فقرها..ذاك الرضيع البائس..تتجول بين أرقى أنواع المركبات..بشتى أنواعها.. معظمهم يستكثر سماعها..ويكتفي بإشارة يد..(لك الله) ومن رأف بحالها أعطاها بضع ريالات..وقد يكوم منهم من يعطيها ويرحم وضعها..وقليل ما هم..كل ذلك في شوارعنا
أطفال صغار..لسعتهم جمرة الشمس ولهيبها..يخرجون من مدارسهم لتكون هذه الشوارع هي مأواهم..يتكسبون من خلالها..مناديل معطرات..ازهار..عقود فل..ساعات..العاب اطفال..كثير منهم كادت تذهب روحه ثمن هذه المبيعات الزهيدة..طفولة بريئه تقتلهاعجرفة المدنيةوالعولمة التي لم تجتر لنا سوى الفقر..والعوز..والعيش بمستوى الكفاف..كل ذلك في شوارعنا
شباب مراهقون..اعمار ربيعيه..وطاقات عظيمة..تراها تهدر في امتطاء دراجات ناريه..واحذية ذات عجلات..ودراجات.. وتجمعات ضحكات بلا معنى..وجلسات بلا هدف..بدايتها املاء الفراغ.. ونهايتها تعاطي المخدرات..مشغولون دائماً بلا شغل..يعطلون السير ويثيرون الضجه والبلبه.. فشلوافي دراستهم..فاحتوتهم شوارعنا لتخرج لنا في المستقبل جيلا يرى الحياة في جلسه ع الرصيف..وسمر..وكله في شوارعنا.
شوارعنــا مضمار للسباق..مركبات تتخاطف من جنباتك كالبرق..ولا اعلم السر وراء ذلك ..هل هو الحرص على الوقت؟؟ لا اظنه سوىاهدار لقيمة الارواح..رخيصة هي لحومنا في شوارعنا..أرخص من لحم الدجاج انها تذهب في لحظة تهور..وسرعة طائشة..كم من شباب ضاع واهدر كم من ام ترملت..وبنت تيتمت..كم من دمعةسكبت..لايثمنون الوقت الا هنا..وجل عمرهم في ضياع....لاترى منهم من يقف لتعبر.. او يساعد الكبير على العبور..حتى المراه لم تعد تحترم في شوارعنا..تراها حينما تستقل مركبتها الذي يقودها سائقها..تكاد الأعين تخترق زجاج النافذه..وربما ترى بعض الأوراق تتطاير نحوها..وكله في شوارعنا..
شوارعنــا ربما تسير المرأة فيها..لتقضي غرضا لها..ربما ايضا تسيير الفتاه وقد خرجت من مدرستها..لكنها حتما لن تسلم من بعض المطاردات والمعاكسات..وقد يصل الامر لحد الاختطاف..وكله في شوارعنا.
شوارعنــا
توقف سيارتك أمام دارك..تنام..وتصحى باكرا لعملك..لترى زجاج النافذه قد كسر..وسرق منه هاتفك المحمول..ولعل هذا اهون ماقد تراه..لا تفاجأ يوما ان لم ترى عجلات مركبتك..وكله في شوارعنا.
شوارعنــالا نعرف اين الطريق الصحيح الذي يوصلنا الى المكان السليم كل ما دخلنا ..في جاده نرئ الدمار فيها واقع ..
شوارعنــااصبحت السرعه فيها كل يوم تزداد ..ويسرعون لقتل انفسم في شوراعنا .... ويبقى السؤال الى متى تبقى شورِاعُنا هكذا ....!!؟؟