الأربعاء، مارس 17، 2010

المراهقون.. والسلوك المتهور!!


في حالات كثيرة نجد أن بعض الدول المتقدمة لا تحاول إثارة أو استثارة قطاع الشباب من المراهقين، أو ما فوق أعمارهم بقليل، لأنهم يتصرفون بغرائزهم قبل عقولهم، ومن هنا بدأت المحاذير تجاههم تأخذ بمبدأ عدم الاصطدام بأي حال كانت، ولذلك صارت القوى الإرهابية، أو الإجرامية الأخرى تختار أصحاب هذه الفئات العمرية لتنفيذ خططها الخطيرة، لأنهم أصحاب القابلية للمجازفة سواء بالانتحار، أو الإقدام على أشياء لا يقبل التصرف بها مَن هم يملكون التدقيق بأي تصرف ما وفق منطق العقل وحكمته..
هناك جدل بين علماء القانون والاجتماع، ودارسي السلوك العام، بأن الموانع التي تخلق في وجه هذه الفئات العمرية التي تريد إبراز معالم شخصياتها ووجودها كثيراً ما تتعرض للقمع، وأن الحوار، وليس تلبية كل متطلباتها، هو السلوك الذي ينقذ الفئتين من تهور المراهقين، لكن إذا ما فهمنا أن لكل مجتمع سماته وكوابحه الذاتية والأخلاقية فإن المراهق في الغرب قد لا تتطابق معه حالات بلدان أخرى، وهذه المسألة بالذات تعني أن معظم دول العالم تتكئ على الأسرة كأساس للوحدة الاجتماعية، وتنسج سلوكياتها وأخلاقياتها وفق معاييرها، وحتى لا ندخل في مقارنات وتحليلات طويلة فإننا نجد أن العوارض لدينا لا تخرج عن بعض تصرفات دول أخرى لكنها تبقى مخالفة للمعيار الأخلاقي والعرفي للمجتمع..
من المظاهر التي تصدمك في مدننا أو خارجها أن جرأة الشباب التي تصل حدّ التهور، بل والخروج عن القواعد العامة، تأتي من مؤثرات كثيرة، وأمام اتساع التواصل مع العالم ومحاولة جلب تقاليده السلبية والحميدة، فإن ما هو أكثر إيلاماً أنك في مدن عربية وأجنبية كثيراً ما تحاول الأسر المحافظة، والمرتبطة بسلوكها العام وخاصة أثناء الإجازات العامة أن تنأى بنفسها عن السكن في فنادق، وعمارات، وحتى أحياء يتكاثر فيها شبابنا لأن المضايقات تصل إلى حدود غير منطقية، في الوقت الذي لا تواجه هذه المشكلات مع أصحاب البلد الذي تتجه له، والمشكلة هنا أن الشباب الذي يشعر بكبت أسري واجتماعي في بلده، يشعر، أو هكذا يتصوّر أنه حر من القيود الاجتماعية وعوائقها، وبالتالي فهو يتصرف بشعور هذا الوهم، وكثيراً ما شهدت عواصم عربية تصرفات غير لائقة حتى إن وسائل الإعلام صوّرت هذه التصرفات بأنها جزء من كبرياء الأثرياء على الفقراء، وتطرفت إلى أن هؤلاء هم مصدر فساد مجتمعهم، وبصرف النظر عن هذا التعميم القسري إلا أن النماذج التي تطرح نفسها في الشارع العام هي الصورة المشاهدة، وحتى لا نقع في تناقضات مع مجتمعنا وأخلاقياته، فإن المخارج كثيرة تبدأ من الأسرة والمدرسة، وتنتهي إلى فهم طبيعة حياتنا وكيف نطوّر أدواتها بما يتلاءم وواقعنا لا نقيضه..