الخميس، مارس 18، 2010

حماية المعلومات المالية والشخصية

لا يمكن تصور مجتمع مفتوح لا تصدر منه أو إليه تهديدات، لاسيما وإن لم تكن هناك وسائل للحماية والوقاية، ونحن ندرك – بطبيعة الحال – أن الحماية الكاملة مجرد حلم.
فحتى على المستوى الإلكتروني سجلت الكثير من الجرائم الإلكترونية والتهديدات والسرقات، إذاً فالجريمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمجتمعات تقل أو تكثر، وهناك تناسب عكسي ما بين الجريمة والعقاب، فكلما زادت العقوبة قلت نسبة الجريمة.
لذا – قارءنا الكريم – لا تركن إلى الأمن (الإلكتروني) مهما بلغت قوة برنامج الحماية في جهازك، خصوصاً إن كانت لديك بيانات خاصة أو مالية، فيجب أن تكون هناك مستويات مقبولة من الحماية سواء الجدران النارية أو البرامج المضادة للفيروسات أو تلك الواقية من برامج التجسس وانتهاك الخصوصية.
فأنا – حقيقة – أتعجب وأندهش جداً من الذي يركن سيارته قرب أحد مقاهي الإنترنت ليجري عملية تحويل مالي من أحد أجهزة المقهى الذي يمر عليه عشرات الزبائن على مختلف توجهاتهم، وتعشعش داخله عائلات وقبائل من ملفات التجسس ورواصد العمليات المهمة، فقبل فترة جرى حديث وقصص حول توفر المئات من أرقام بطاقات الائتمان بكامل بياناتها من شتى بقاع الأرض، السؤال هنا؛ لمَ هؤلاء فقط تم الاستيلاء على بياناتهم المالية والبنكية؟! هل هم أغنى الناس؟ أم أن النقطة تدحرجت من الأعلى إلى الأسفل؟! وهل نتوقع – مثلاً – أن مثل قوائم الشرف (!!) هذه ليس من بينها أرقام تخص عربا أو سعوديين تحديداً؟! هل أحطنا أنفسنا بحصانة ضد عمليات الاستيلاء الإلكتروني على بياناتنا؟! أم أننا تهاونا وتعاملنا - كما العادة – بحسن النية، على طريقة (كله على الله) أو (الحامي الله)، ليس لدينا أدنى شك في أن الله الحامي، ومن حمايته – سبحانه – لنا دلالتنا على سبل الحماية، والأمر بأخذ كل الاحتياطات (قبل التوكل) عملاً بالقاعدة (إعقلها وتوكل) ..ونحن نذكر بين الحين والآخر ببعض أساليب الحماية والأمن المعلوماتي، ولعلنا في هذه العجالة نتطرق لأهم وسائل الأمن والحماية، مع التركيز على البرامج المجانية، مع دعوتنا للابتعاد عن البرامج المشرخة أو كما يصفها البعض بالمكركة (مكسورة الحماية)، والتي يقدمها بعض الأشرار كطعم يوقعون به ضحاياهم. وفيما يلي عرض لبعض وسائل الحماية:
أولاً: اتباع وسائل الوقاية: فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وأهم وسائل الوقاية عدم زيارة المواقع المشبوهة والتي عادة ما تكون مجمعاً للفيروسات والبرامج الضارة، سواء كانت المواقع الإباحية أو مواقع كسر البرامج المحمية.
ثانياً: استخدام برامج وأنظمة أصلية، مع الحرص الشديد على الحصول على البرامج المجانية من مواقع آمنة، وهناك الكثير من المواقع التي تقدم هذه البرامج بعد أن تتأكد من سلامتها من أي برامج أو إجراءات انتهاك خصوصية (بما في ذلك الإعلانات القسرية). ومن أشهر هذه المواقع: freewarehome.com وموقع freewarefiles.com .
ثالثاً: متابعة التحديثات الأمنية لنظام التشغيل أو برامج التصفح، مع الوقوف على آخر أخبار الثغرات الأمنية في تلك الأنظمة والبرامج.
رابعاً: تركيب برنامج حماية من الفيروسات، لاسيما وأن البرامج أسعارها ليست باهظة، فبرنامج كاسبر سكاي لا يتجاوز ثمنه 40 دولاراً، هذا غير البرامج المجانية التي لا تقل عن البرامج التجارية بالقوة ومن أبرزها برنامج AVG وموقعه: free.avg.com، وبطبيعة الحال أي برنامج مهما تكن قوته ومقدرته يبقى ضعيفاً إذا لم تتم مداومة تحديثه بشكل مستمر، لأن الفيروسات تتغير والبعض منها تتطور، ولعلنا نشاهد عائلات من الفيروسات في تطور مستمر منذ سنوات.
خامساً: تركيب جدار ناري، ولا يجب الاعتماد على الجدار الناري المصاحب لنظام ويندوز، فالجدار الناري مهمته التصدي لهجمات المخترقين والمتجسسين، ويعمل على إغلاق الأبواب الخلفية والتحكم بالاتصالات الداخلة والخارجة من الجهاز، وعدم السماح بأي اتصالات مشبوهة.
سادساً: تجنب استخدام برامج المحادثات الفورية في الأجهزة التي تحتوي على معلومات ذات حساسية كبيرة، أو تجرى منها عمليات مالية، لأن هذه البرامج مع برامج تبادل الملفات عبر بروتوكولات المشاركة مثل التورنت، كلها وسيلة سهلة لانتشار الفيروسات والبرامج الضارة.
سابعاً: يجب المحافظة على البريد الإلكتروني وعدم الإفصاح عن كلمات المرور الخاصة بحسابات البريد الإلكتروني، كذلك عدم استخدام نفس كلمة المرور لأكثر من حساب، ولا يجب أن تكون كلمات المرور المستخدمة سهلة التخمين، بل يجب أن تكون معقدة بأحرف كبيرة وصغيرة ورموز وأرقام (على ألا يقل طولها عن ثماني خانات).
ثامناً: عدم الدخول إلى أي حسابات بنكية أو إدخال أي بيانات هامة من الأجهزة العمومية سواء الموجودة في مقر العمل أو مقاهي الإنترنت، أو على الأقل اقتناء إحدى توزيعات لينكس ذات التشغيل التلقائي من القرص المدمج Live CD ومن أسهلها توزيعة Ubuntu والتي يمكن الحصول عليها (مجاناً) من موقعها على الإنترنت: ubuntu.com، حيث يمكن استخدامها في إجراء عملية الاتصال بالإنترنت من أي جهاز، لاسيما وأنها سهلة الاستخدام، وبذلك يجري أي عمليات بشكل آمن، لاختلاف البيئة، ولأن الفيروسات وبرامج التجسس الموجهة لويندوز لا تعمل مع لينكس.
تاسعاً: الحذر – كل الحذر – من استخدام وسائط التخزين المتنقلة (ذاكرة الفلاش) دون أن يكون هناك برنامج حماية قوي، فلقد لاحظت من خلال تجاربي أنها أكثر وسيطة تخزين تنقل الفيروسات، وأغلب التهديدات التي تواجه المنشآت والشبكات تبدأ من وسائط التخزين المتحركة.