الجمعة، مارس 12، 2010

نساء أوفياء

وفاء إدريس
هاجر أهلها من مدينة الرملة، التي احتلها الصهاينة عام 1948، واستقر بهم المطاف في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله، عاشت في ظروف اجتماعية صعبة، وهي الابنة الوحيدة لوالدتها. قامت وفاء بتوديع أمها وأشقائها وقالت لهم ((الوضع صعب وربما يستشهد الإنسان في أية لحظة)). تأخرت وفاء وجاء الليل، وبدأ أهلها بالبحث عنها وسألوا بعض صديقاتها فقلن أنها ودعتهن وكانت تطلب منهن الدعاء وهي تقول: سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن دون أن تفصح عن هذا العمل. وبقي الجميع في ارتباك حتى وصلهم الخبر بأن وفاء فجرت نفسها في شارع يافا بالقدس المحتلة بتاريخ 27/1/2002، ممّا أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة وجرح حوالي المائة.
زينب علي أبو سالم
في 22/9/2004 خرجت زينب علي أبو سالم (18 عاماً) من بيتها في مخيم عسكر بنابلس عازمة على أمر لم يكن يعرفه سوى القليل، وعندما وصلت إلى نقطة توقّف للباصات في حي التلة الفرنسية الاستيطاني في القدس الشرقية، اقترب منها جندي في حرس الحدود لكي يتحقق من محتوى حقيبتها، فقامت على الفور بتفجير شحنة كانت تحملها فقتلت جنديين وجرحت 16 شخصاً آخرين
دارين أبو عيشة
ابنة قرية (بيت وزن) القريبة من مدينة نابلس، كانت إحدى طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وكانت تدرس في قسم الدراسات الإسلامية ومن النشيطات البارزات في العمل الإسلامي في الجامعة. فجّرت نفسها عند حاجز صهيوني في الضفة الغربية بتاريخ 27/2/2002. تقول أمها: لقد كان قلبي يحدثني أن دارين ستستشهد لأنها كانت تقول لي دوماً: إدعي لي يا أمي أن أكون شهيدة في سبيل الله حتى أنال الجنة وتكوني معي بإذن الله.
آيات الأخرس
من مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم. عادت الطالبات من المدرسة إلى بيوتهن، لكن آيات بدأت تودعهن والدموع تبلل وجهها وقالت: إنني أريد إنجاز عمل دون أن تفصح عنه. وكتبت ورقة وأوصت إحدى زميلاتها المقربات منها أن تأخذ هذه الورقة وأن لا تفتحها إلا بعد يوم، لقد كانت تلك الورقة وصيتها. قامت آيات بحمل حقيبة مملوءة بالمتفجرات وتوجهت إلى أحد شوارع القدس وقامت بتفجيرها في 29/3/2002، مما أدّى إلى مقتل وإصابة العشرات من الصهاينة.
إلهام الدسوقي
فجرت نفسها أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمنزلها في مخيم جنين في شهر نيسان/أبريل 2002، وقد أسفرت العملية عن مقتل ضابطين وجرح عشرة آخرين من جيش الاحتلال الصهيوني.
عندليب طقاطقة
بعد انتهاء معارك مخيم جنين، كان لا بد من عمل يثبت للعالم فشل إرهاب شارون وعملية السور الواقي. ودّعت أمها وطلبت منها أن تحضر نفسها لأن خبراً سعيداً سيفاجئها مساءً، وظنت الأم أن خاطباً سيزورهم، ولكن عندليب نفذت العملية الاستشهادية في القدس يوم 12/4/2002 ، ممّا أدّى مقتل ثمانية صهاينة وجرح أربعين.
هبة ضراغمة
من قرية طوباس التابعة إدارياً لمدينة جنين، وكانت طالبة في جامعة القدس المفتوحة، قسم اللغة الإنجليزية. في تاريخ 19/5/2003 اتجهت هبة ضراغمة إلى مدينة العفولة في فلسطين المحتلة عام 1948، لتقتحم مجمع (هكعيم) التجاري، وفجّرت نفسها فقتلت ثلاثة إسرائيليين، وأصابت سبعين.
هنادي جرادات
محامية تبلغ من العمر 29 عاماً، قتل الصهاينة أخاها وخطيبها المسؤولَيْن في حركة الجهاد الإسلامي أمامها بدم بارد. وبعد أن ختمت الجزء الأخير من القرآن للمرة السابعة في عمرها قضت ليلتها تصلي وتبتهل إلى الله أن يوفقها في مهمتها. وفي اليوم التالي تمكّنت من تنفيذ عملية استشهادية في مطعم ((مكسيم)) في مدينة حيفا في 4/10/2003 أسفرت عن مقتل 22 إسرائيلياً وإصابة 50 آخرين، دخلت المطعم وكانت هادئة فطلبت طعاماً، ثم اتجهت لدفع الحساب بشكل طبيعي، ففجّرت الحزام الناسف حول خصرها، لتكون أولى استشهاديات العام الرابع للانتفاضة.
ريم الرياشي
أم لطفلين، عبيدة وضحى، وأول استشهادية من قطاع غزة. نفذت عمليتها الاستشهادية في 14/1/2004 حين ارتدت الحزام الناسف وانطلقت على عكازين نحو معبر ((إيريز))، سارت في طريقها حتى مرت على جهاز الفحص الإلكتروني الذي نبّه لوجود مواد معدنية معها، فقالت إن في ساقها قطعة بلاتين. وعندما كان الجنود يجهزون مكان التفتيش في غرفة مجاورة اقتربت منهم وضغطت على زر العبوة، لتنفجر مخلِّفة أربعة قتلى من الجنود وعشرة جرحى.
سناء قديح
من قربة عبسان بمحافظة خان يونس، أم لأربعة أطفال، يوم 21/3/2004 قامت قوات الاحتلال الصهيوني باجتياح قريتها قاصدة بيتها لاغتيال زوجها الشهيد باسم قديح أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام.
عندما اكتشف المجاهدان باسم وسناء القوات الخاصة الصهيونية بجوار منزلهما انطلقا للمقاومة، فكانت بداية المعركة بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها مسبقا بجوار المنزل. ولمّا اشتدت حمى المعركة طلب الشهيد باسم من زوجته الخروج من المنزل مع أبنائها ليستمر في المقاومة وحده، لكن الزوجة سناء أبت إلا أن تشاركه في المعركة، وبعد ساعات من القتال والحصار، وباسم وسناء يتنقلان من مكان إلى آخر داخل المنزل ورشاشاهما لم يصمتا، قام باسم بتفجير حزامه الناسف الذي لفه حول وسطه.. وما هي إلا دقائق قليلة حتى قصفت طائرات العدو سناء بصاروخ موجه إلى جسدها الطاهر لترتقي إلى عليين ولتكون الاستشهادية الثانية في قطاع غزة والتاسعة في فلسطين.