الحادي عشر من سبتمبر.. الذي اتخذت له أمريكا احتياطات مواجهة كما لو كانت تريد أن تتصدى لدولة مرتفعة إلى مستوى كفاءتها العسكرية.. هذا اليوم هو التوثيق العملي ضد الإسلام بأنه دين خصومات ومجال استباحة فقهية لدم أي إنسان غير مسلم.. هل هذا صحيح؟.. بالطبع لا.. الإسلام في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء الراشدين كان دين تسامح ودين عرض لاحترام مبكر والأول في كثافة حمايته لحياة الإنسان وحقوقه.أتت بعد ذلك حكومات ابتكرت فكرة الجهاد التي كانت وسيلة جذب بالعنف لأموال الآخرين ورفض عمر بن عبدالعزيز ذلك.إن مَنْ يتأمل حياة النبي الكريم وظروف دخول الدولة الإسلامية الناشئة لحروب متعددة يجد أن الجانب الإنساني كان باهر الوضوح والمقارنة بين الرسالة السماوية وأدعياء النبوة يوضح جيداً أن الإسلام بشمول عنايته وتسامحه كان هو أول حضور إنساني لم يستهدف غيره بأشنع وسائل التدميرقبل نظام القاعدة وأساليبه الدموية كنا نجزم أنه لو توفرت وسائل إيضاح للمجتمعات المسيحية عن حقائق الإسلام لتوفر له انتشار واحترام في الوقت نفسه.كنا ندين الثقافة العربية على تراجعها ونبحث عن وسائل إيضاح تتوغل في المجتمعات الحضارية وذلك لموضوعية رؤيتها للأوضاع والأحداث والمفاهيم.. لكن ماذا تقول أو تبرّر تجاه عمليات غزو لم تكن تستهدف عدوّاً معيّناً لاسترداد حق مسلوب أو كبح عداوة متسلطة.. لا شيء من ذلك.. الذين أطلقتهم القاعدة كي يسيئوا للإسلام هم فئات منغلقة يتصورون أن الموت المباشر لبعضهم ومثله مَن يموت معهم ممن يعتبرونهم أعداء وهم مواطنون لا علاقة لهم بأي عمل عسكري عدواني.. سيذهبون إلى الجنة مباشرة ويذهب ضحاياهم إلى النار.ثم إن الواقع العملي لسلوكيات القاعدة رغم ضخامة الجريمة الكبرى في أمريكا يثبت أن كثيراً من الدول الإسلامية وبالذات مجتمعنا اُستهدفت بمحاولات قتل بدائية ليست دوافعها من الإسلام في شيء.
إن مطارة الانغلاق ضرورة إسلامية ووطنية.. لأن الانغلاق في أي مجتمع هو مصدر التموين البشري لهذا النظام الذي ليس من الإسلام في شيء.