الخميس، فبراير 03، 2011

ثورة المهمشين

موجات العنف القادمة في العالم العربي لن يكون منشؤها الإرهاب بل سيكون الدافع الأول فيها هو الدافع الاجتماعي والسوشيوبولوتيكال.
سيتلاشى الإرهاب ولو بعد حين لأنه مسخ لاينتمي إلى دين ولا منطق، ولكن ذلك لايعني الاستقرار بل سيخرج إلى السطح عنف من نوع جديد يجتاح العالم العربي يكون دافعه الأول اجتماعيا وسياسيا. إن إهمال أي منطقة من الوطن، والتضييق على الحريات يُضعفان الولاء للوطن ويدفعان الناس للبحث عن الحلول حتى في الخارج. وهذه ليست عبارة فارغة فالدليل موجود في دارفور والعراق وجنوب لبنان التي وجدت في الصديق الخارجي ملاذا من أعداء الداخل.
ومن هنا تأتي أهمية استيعاب هذه الدروس وتفاديها في مصر ودول الخليج والشام.
إن بؤر الصراع تبدأ في الأجزاء المهملة من البلد.
إن من الأهمية بمكان أن ندرك أن الإهمال ليس منشؤه الفقر ولا قلة إمكانات البلد، ولكن الفساد يسلب الأوطان مقوماتها ويكدسها حيث المحسوبيات والمجاملات. الفساد الذي أخرج مئات "المليارديرية" وقضى على الطبقة الوسطى.
بعض البلاد العربية تعيش العنف وتحاول أن تعالجه - خطأ - بالقوة مما يعني قتل مواطنين وخراباً وفوضى.
وبعض البلاد ترى أن الحل في زيادة رواتب أو بدلات هنا وبدلات هناك.
الحقيقة أن الحل أكبر من ذلك بكثير.
الحل يتطلب إصلاحات كبيرة وجرأة سياسية..
لابد من تفعيل دور المؤسسات الرقابية ومعاقبة عراب الفساد.
إيجاد بيئة وطنية صحية تتكافأ فيها الفرص بين أبناء الوطن الواحد.
العدالة في التنمية ومراجعة ماتحقق وإنصاف المظلومين.
توفير حاجات المواطن الأساسية كالسكن والتعليم والأمان والصحة.
إعطاء مساحة للحرية لنقد التعثر في التنمية وفضح الفساد، فقد استفاد المتنفذون من كتم الحريات وتحركوا بحرية تامة.
لقد سمعنا الكثير ولكننا بحاجة إلى أن نلمس نتائج نطمئن إليها.
الوطن وطن الجميع، ولا يمكن أن يزايد أحد على المواطنة.
أتمنى أن يكون وطني رائدا في عملية التغيير الإيجابية بعيداً عن فوضى العنف.