السبت، يناير 15، 2011

فضل حفظ القرآن الكريم

قال الله تعالى :بسّم الله الرَحمّن الرَحِيم“وَرَتّل القُرآن َ ترَ ْتِيــلاَ “يحق لنا قبل أن نتكلم أو نخوض فى علم القراءات أن نذكر أولا وقبل كل شئ{ فضل قراءة القرآن آدابها }

هذه كلمات في فضل حفظ  القرآن الكريم نذكر منها :

فنقول والله المستعان بعد أن نحمد الله حمدا كثيرا ًونشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
ونشهد أن محمدا ًعبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما ًكثيرا ً .. أما بعد :
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” من قرأحرفا ًمن كتاب الله تعالى فله حسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها ”
الحديث : رواه الترمذى
وعن معاذ بن أنس رضى الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
” من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا ًيوم القيامة ضوءه أحسن
من ضوء الشمس فى بيوت الدنيا ،فما ظنكم بالذى عمل بهذا ” رواه أبو داود
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
” ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه
بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة
وذكرهم الله فيمن عنده” رواه مسلم

وينبغى للقارئ أن يراعى الأدب مع القرآن بأن يستحضر فى نفسه أن يناجى الله تعالى ،
وأن يكون على طهارة وفى مكان طاهر نظيف ، وأن ينظف فاه ُبالسواك إذا أراد القراءة ،وأن يستقبل القِبْلَة وأن يجلس بسكينة ووقار وإذا أراد الشروع بالقراءة إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ،فإذا شرع بالقراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبُر ،قال الله تعالى :
” أفلاَ يتَدبرُون القُرآن ”
ويستحب البُكاء مع القراءة بأن يتأمل ما فى القرآن من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهودثم يتأمل تقصيره فى ذلك ، فإن لم يحضُرهُ حُزن وبكاء على ذلك فليبكِ على فقده منهُ،فإنه من أعظم المصائب …
قال عليه الصلاة والسلام :
” إقرأوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ”
ويُسْتحب الدعاء ُ عقب الختم لأنه مستجاب ورَدَ فى الحديث الشريف :
” من قرأ القرآن ثم دعا أمّنَ عليه أربعة الاف مَلك ٍ ”
وينبغى أن يُلحّ فى الدعاء وأن يدعو بالأمور المهمة وأن يُكثر من ذلك فى صلاح المسلمين
ومما يجب الإعتناء به إحترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين فى المُجْتمعات
كالضحك واللغط واللعب وشرب الدُخان وغير ذلك 

1. حفظ القرآن سنة متبعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان   يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة.

2. حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار , قال النبي صلى الله عليه وسلم:”لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق” رواه أحمد.

3. يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأهله وحفاظه قال النبي صلى الله عليه وسلم:”اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه”.

4. أن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات كما في الحديث:”يقال لصاحب القرآن اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها”.

5.حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم لما جاء في الحديث :”إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه … الحديث”

6. حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته ففي الحديث :” إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ”.

7. أن من حفظ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يو حى إليه.

8. حافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة ففي الحديث :”مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة”.

9. حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين”.

10. حافظ القرآن أحق الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث “يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله”.

11. أن الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن ففي الحديث :”لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار”…….الحديث”.

12. أن حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث :”أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل”.

13. حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة فهو أكثرهم جمعا لأجر التلاوة ففي الحديث:”من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها”.

 

14. حفظ القرآن سبب لحياة القلب ونور العقل فعن قتادة قال: “أعمروا به قلوبكم, وأعروا به بيوتكم” وعن كعب رضي الله عنه قال :”عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل , ونور الحكمة , وينابيع العلم , وأحدث الكتب بالرحمن عهدا وقال في التوراة:”يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا”.

 

فضائل أخرى في حفظ القرآن الكريم

1) التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان عليه الصلاة والسلام يحفظه،ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه.
2) التأسي بالسلف: قال ابن عبد البر: (طلب العلم درجات ورتب لا ينبغي تعديها،
ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه… ا هـ )
3) حفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم.
بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلاً عن الأطفال.
4) حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل … كيف؟!حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل والخمول فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى،
بل إنه لو لم يحفظ شيئاً فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات.
5) حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً.
6) حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم
وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه … الحديث) فأين المشمرون؟
7) الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث
(لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل … الحديث).
8) حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل) وتذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال وأغلاه.
9) حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)
وتذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام.
10) حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
11) حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً.
12) وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب.
13) حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) رواه أحمد وغيره. ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن.
14) إن حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها.
15) حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث – واللفظ للبخاري – : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ) (عبس من الآية 13 :16) .
16) حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).
17) حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ماشياً ومستلقياً، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟
18) حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه وخطبه ومواعظه وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها.
فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟