كُلُّ شيء أَقْسَمَ الله به إذا سَبَّهُ شَخْصٌ سَـبًّا مُنافِـيًا للقرآن يَكْفُرُ ، وذلكَ كأَنْ قال هذا ليسَ له شَأْن أَو قال هذا خَلْقٌ خَسِيْس ..
الله تعالى أقسم بالشَّمس والقمرِ لأنهما من الآيات الباهرة ولما لهما من المنافع العظيمة . ووَرَدَ ذكرُ فوائدَ للرِّيح في القرآن . لذلك من سَبَّ الرِّيحَ أو الشَّمْسَ أو القمرَ على الوجه الذي ينافي ما جاء في الدِّين من أمرِهم يَكْـفُرُ . وليس أيُّ سـبٍّ يكون كفـرًا ، فلو قال شخص :" الشَّمْسُ مؤذية " أو نحوَ ذلك لا يَكْـفُرُ . أما لو قال :" الشَّمْسُ ما فيها فائدة بالمرَّة " أو قال :" هي خَلْقٌ خسيس " فقد كَفَرَ إلا أنْ يكون مثلَ قريب عهد بالإسلام لا يعرفُ شيئًا من منافعها الشَّرعية كمعرفة وقت الظُّهْرِ والعصرِ والمغرب فهذا لا يُكَفَّـرُ ..
وَرَدَ النهيُ عن سبِّ الرِّيح في الحديث . قال رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :" لا تسبُّوا الرِّيحَ فإذا رأيتم ما تكرهونَ فقولوا اللَّهُمَّ إنا نسألكَ من خيـرِ هذه الرِّيح وخيـرِ ما فيها وخيـرِ ما أُمِرَتْ به ونعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ هذه الرِّيح وشَرِّ ما فيها وشَرِّ ما أُمرَتْ به " .. روى هذا الحديثَ الترمذيُّ في (سننه) وصَحَّحَه .. ورواه ابنُ ماجَةَ أيضًا في (سننه)
بلفظ :" لا تسُـبُّوا الرِّيحَ فإنها مِنْ رَوْحِ الله تأتي بالرَّحمةِ والعَذَاب ، ولكنْ سَلُوا الله مِنْ خيـرها وتعَوَّذُوا بالله مِنْ شَرِّها " .
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم :" مِنْ رَوْحِ الله " معناه من رحمةِ الله