الأربعاء، يوليو 07، 2010

توبة امرأة عن عمل السحر

عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: قدمت امرأة من دومة الجندل .. تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك تسأله عن شيء .. دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به، قالت عائشة لعروة: يا ابن أختي! فرأيتها تبكي حتى إني لأرحمها. تقول: إني أخاف أن أكون قد هلكت: كان لي زوج فغاب عني فدخلت علي عجوز فشكوت ذلك إليها. فقالت: إن فعلت ما آمرك به تجعليه يأتيك فلما أتانا الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر، ولم يكن كشيء حتى وقفنا ببابل فإذا برجلين معلقين بأرجلهما. فقالا: ما جاء بك؟ فقلت: أتعلم السحر. فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري وارجعي، فأبيت. وقلت: لا. قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، فذهبت ففزعت فلم أفعل فرجعت إليهما. فقالا: أفعلت؟ فقلت: نعم. فقالا: هل رأيت شيئاً؟ قلت: لم أر شيئاً. فقالا: لم تفعلي! ارجعي إلى بلدك ولا تكفري فأبيت. فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، ثم إني ذهبت فاقشعر جلدي وخفت ثم رجعت إليهما. فقلت: قد فعلت. فقالا: ما رأيت؟ فقلت: لم أر شيئاً. فقالا: كذبت لم تفعلي فارجعي إلى بلدك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك، فذهبت فبلت فيه فرأيت فارساً متقنعاً بحديد خرج مني .. فذهب في السماء وغاب عني حتى ما أراه وجئتهما. فقلت: قد فعلت. فقالا: ما رأيت؟ قلت: رأيت فارساً متقنعاً بحديد خرج مني فذهب في السماء حتى ما أراه. فقالا: صدقت! ذلك إيمانك خرج منك اذهبي. فقلت للمرأة: والله ما أعلم شيئاً وما قالا لي شيئاً. فقالت: بلى! لن تريدي شيئاً إلا كان، خذي هذا القمح فابذري فبذرت، فقلت: أطلعي فأطلعت، فقلت: الحقي فلحقت، ثم قلت: افركي ففركت، فقلت: أيبسي فيبست، ثم قلت اطحني فطحنت، ثم قلت: اخبزي فخبزت، فلما رأيت أني لا أريد شيئاً إلا كان، سقط في يدي وندمت .. والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئاً قط ولا أفعله أبداً؛ فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم متوافرون فما دروا ما يقولون لها، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه .. إلا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان عنده: لو كان أبواك حيين أو أحدهما! قال ابن أبي الزناد: وكان هشام يقول: إنهم كانوا أهل ورع وخشية من الله وبعدا من التكلف والجرأة على الله.