الاثنين، يوليو 05، 2010

يأجوج و مأجوج

قال الشوكاني في فتح القدير ( وقد وقع الخلاف في صفتهم فمن الناس من يصفهم بصغر الجثث وقصر القامة ومنهم من يصفهم بكبر الجثث وطول القامة ومنهم من يقول لهم مخالب كمخالب السباع وإن منهم صنفاً يفترش إحدى أذنية ويلتحف بالأخرى , ولأهل العلم من السلف ومن بعدهم أخبار مختلفة في صفاتهم وأفعالهم ). والذي ذكره الشوكاني في صفاتهم من رواية وهب من منبه ولنقرأ قول أبن كثير في قول وهب.
قال إين كثير في تفسيره ( وقد ذكر إين جرير عن وهب بن منبه أثراً طويلاً عجيباً وفيه طول وغرابة ونكاره في أشكالهم وصفاتهم وطولهم وقصر بعضهم وآذانهم وروى أيضاً إبن أبي حاتم عن أبيه في ذلك أحاديث غريبة لاتصح أسانيدها والله أعلم ). ومن خلال قراءة الاحاديث النبوية ظهر لي أن أقرب الناس شبهاً بهم هم الأتراك مع وجود القصر فيهم للحديث الذي
أخرجه ابن المنذر والحاكم وصححه وإبن مردويه عن إبن عباس
رضي الله عنهما قال ( يأجوج ومأجوج شبر وشبران وأطولهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم ). ومعلوم أن الخلق في تناقض من ناحية الطول فكل قرن أقصر من القرن الذي سبقه.
قال الحافظ إبن كثير في البداية و النهاية : والصحيح أن
يأجوج ومأجوج من بني آدم وعلى أشكالهم وصفاتهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [ إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعاً ثم لم
يزل الخلق ينقص حتى الآن ]. إذاً صفات الأتراك مطابقة لصفات يأجوج ومأجوج ولننظر إلى صفات الأتراك كما بينتها
الأحاديث النبوية.
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماًنعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الانف كأن وجوههم المجان المطرقة ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال [ لا تقوم الساعه حتى يقاتل المسلمون الترك قوماً
وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر ].
وعن خالد بن عبدالله بن حرملة عن خالته مرفوعاً ( إنكم تقولون لا عدو وإنكم لاتزالون تقاتلون يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار
العيون صهب من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة ].
وعن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ تقاتلون بين يدي الساعه قوماً نعالهم الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة حمر الوجوه,صغار الأعين ].مجمل هذه الأحاديث يبين لنا بوضوح تام صفات يأجوج ومأجوج
فهم عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة , والمجان جمع مجن وهو الترس , والمطرقة التي قد عُليت بطارق وهو الجلد الذي يغشاه , فشبه وجوههم في عُرضها ونتؤ وجناتهابالترس قد ألبست الأطرقة. قال إبن الأثير : كأن وجوههم المجان المطرقة أي التراس التي ألبست العقب شيئاً فوق شئ , ومنه طارق النعل اذا صيرها طاقاً فوق طاق وركب بعضها فوق بعض . ( ذلف الانف ) قال إبن الاثير : الذلف قصر الأنف.وإنبطاحه وقيل إرتفاع طرفه مع قصر أرنبته. وقال الخطابي :
يقال أنف أذلف , أذا كان فيه غلظ وإنبطاح.
عــــددهــــــم
أعلم عزيزي القارئ أن عددهم كثير بكثرة هائله حتى أن أولهم يمر ببحيرة طبريا فيشربها فيمر أواخرهم فيقولون لقد كان بهذه مره ماء. وفي حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال[ والذي نفسي بيده إنكم لمع خليقتين ماكانتا مع شئ قط إلا كثرتاه يعني " يأجوج ومأجو" ] . قال إبن كثير في البداية والنهاية : يعني ماكانتا مع شئ إلا غلبتاه كثرةوهذا يدل على كثرتهم وأنهم أضعاف الناس مراراً عديدة , فهم أمم وخلق لاعلم عددهم إلا الذي خلقهم.وعن عبدالله بن عمرو قال ( إن الله جزأ الخلق عشرة أجزاءفجعل تسعة أجزاء الملائكه وجزء سائر الخلق , وجزأالملائكة عشرةأجزاء , فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لايفترون وجزء لرسالته , وجزء الخلق عشرةأجزاء فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء سائر الخلق ). ولكثرة عددهم فهم يأخذون الحيز الاكبر من الأرض فقد أخرج الداني في سننه عن الأوزاعي قال :قال ابن عباس رضي الله عنهما ( الأرض ستة أجزاء فخمسةأجزاء فيها يأجوج ومأجوج وجزء فيه سائر الخلق ).
وأخرج إبن عدي وإبن أبي حاتم والحاكم والطبراني وإبن مردويه والداني في سننه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه , فقلت يارسول الله وما يأجوج ومأجوج ؟ قال[ يأجوج أمه ومأجوج أمه , كل أمة أربعمائة ألف أمة , لايمو الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف عين تطرف ما بين يديه من صلبه ]. قال إبن حجرفي فتح الباري شرح صحيح البخاري : الحديث ضعيف لكن لبعضه شاهدصحيح , أخرجه غبن حبان من حديث عبدالله بن مسعود رفعه ( إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفاً من الذرية ].
وأخرج النسائي من رواية عمرو بن أوس عن أبيه رفعه( إن يأجوج ومأجوج يجامعون ماشاءوا ولا يموت رجل
منهم إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً ). وأخرج الحاكم عبد بن حميد وإبن المنذر والطبراني وإبن مردويه والبيهقي في البعث وإبن عساكر عن إبن عمروعن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم
ولا يموت منهم رجل إلاماترك من ذريته ألفاً فصاعداً وإن من ورائهم ثلاث أمم تاويل وتاريس ومنسك ].
هـــل هـــم مـــوجـــودون الآ
عندما نقرأ قـصة ذي الـقـرنـيـن من سـورة الـكـهـف فـإن الآياـت الـقـرآنـيـة تـشـيـر إلـى وجـودهمـ خلــف الـسـد الذي أغلقه ذو القرنين قال تعالى (ثُم أتبعَ سَبَباً حتَى إذَا بَلَغَ بَينَ السَدين وَجَد من دُونِهمَا قوماً لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولاًقَالُوا ياذا القَرنَين إن يأجوجَ وَمَأجُوجَ مُفسدُون فِي الأرِض فَهَلنَجعَلُ لَكَ خَرجاً عَلى أن تُجعَل بَينَنَاوبَيَنهُم سَداًقَالَ مَا مَكني فِيه رَبٌي خَيرٌ فَأعِنُونِي بِقوةٍ أجعَل بَينكُمُ وَبَينَهُم رَدماًءاتُونِي زُبَرَ الحَديِد حَتى إذَا سَاوَى بَينَ الصدَفَين قَالَ انفُخُوا حَتى لإذَا جَعَلَةُ نَارا قَالَ ءَاتُونِي أفرغ عَلَيِه قِطراًفَمَا استطَاعُوا أن يَظهرُوهُ وَمَا استطَاعُوا لَهُ نَقباً  ).ذو القرنين : - القول الراجح فيه أنه ملك مسلم من ملوم اليمن ,أعطى العلم والحكمه سمي بذلك لانه ملك مشارق الارض ومغاربها , يسرالله له أسباب الملك والفتح والعمران وأعطاه كل مايحتاج إليه للوصول إلى غرضه من أسباب العلم والقدرة والتصرف.بينت الآيات القرآنية أنه سلك طريقاً جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة حتى إذا وصل إلى منقطة بين حاجزين عظيمين وجد هنالك قوماًلايخالطون الناس لبعدهم فثقل كلامهم , فأخبروا ذاالقرنين عن يأجوج ومأجوج وإنهم مفسدون في الأرض وطلبوا منه أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حاجزاً , فأجابهم وبنى السد الذي سيأتي وصفه فيما بعد , وهم الآن محجوزون خلفه لا
يستطيعون الصعود عليه أو ثقبه ومحاولاتهم لتسوره غير مجديه لعلوالسد وملاسته , ومحاولة خرقه من أسفل لا طاقة لهم بها لصلابته
وثخانته , وقد ورد في الحديث( أن ياجوج ومأجوج يحاولون كل يوم فتح ثغرة بالسد للخوج منه منذ أن بنى ذو القرنين عليهم السد إلى أن يأذن الله لهم بالخروج ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع
الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً , فيعودون إليه كأشد ما كان , حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم إلى
الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم أرجعوا غستحفرونه غداً ( إن شاء الله ) فيعودون إليه وهو كهيئته
حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس ).وقال تعالى [ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ]. قال القرطبي في تفسيره والضمير في تركنا لله تعالى , أي تركنا الجن والأنس يوم القيامة يموح بعضهم في بعض. وقيل تركنا يأجوج ومأجوج وقت كمال السد يموج بعضهم في بعض واستعارة الموج لهم عبارة عن الحيرة وتردد بعضهم في بعض كالمولهين من هٌم وخوف فشبههم بموج الحبر الذي يضطرب بعضه في بعض. وقيل تركنا يأجوج ومأجوج يوم إنفتاح السد يموجون في الدنيا مختلطين لكثرتهم , قلت – أي
القرطبي – فهذه ثلاثة أقوال أظهرها أوسطها وأبعدها أخرها وحسن الأول.فالقرطبي يرجح القول بأنهم مضطربون , خائفون , ويموج بعضهم في بعض من بعد مابنى عليهم ذو القرنين السد , وحيرتهم هذه هي الدافع لهم لحفر السد كل يوم ليجدوا المنفذ للخروج.إذاً يأجوج ومأجوج موجودن الآن حتى ان البعض يعتقد أنهم أهل الصين لتشابه صفاتهم معهم , وهذا توهم لا اساس له من الصحه ,فيأجوج ومأجوج لايستطيعون الخروج حتى يأذن الله لهم , فهم موجودن لكن أين ؟؟ لا يعلم ذلك إلا الله تعالى . وقد يتسائل البعض لو كانوا موجودين لتم أكتشافهم فالاقمار الصناعية والوسائل العلمية التي توصل إليها العلماء اليوم كفيلة بتصوير كل ماعلى الأرض والجواب على ذلك أن مكان وجودهم يدخل تحت حكم الغيب الالهي كالجن والملائكة وكلهم موجودون وهم أكثر من ياجوج ومأجوج ولكن هل نراهم ؟؟.هم يشاركوننا سُكنى الأرض ومنهم من يسكن السماء ومنهم من يسكن على الماء لكن كيف لانراهم لانعرف لأن إرادة
الله إقتضت أن يحجب عنا معرفة ذلك ومثلهم يأجوج ومأجوج فهم محجوبين عن الأنظار إلى حين خروجهم والله أعلم.