السبت، مايو 16، 2009

جيل الإنترنت


منذ عهد آدم عليه السلام، وكل جيل يتعلم من آبائه فنون المهارات التي يحتاجها في هذه الحياة، ليعيش ويكسب منها، إلا جيل الإنترنت الذي يعيش بيننا، فهم الذين يعلمون آباءهم المهارات وفنون التقنيات بل ويقنعونهم بجدواها، خاصة وأن هذه التقنيات أصبحت مؤثراً كبيراً في المسيرة العلمية والاقتصادية لأي بلد. جيل الانترنت هم الشباب والشابات الذين ولدوا في هذا القرن الهجري، وانهمكوا في تقنيات الاتصالات والمعلومات، فتجد الواحد لديه صفحة شخصية أو مدونه يدخلها آلاف الناس، معظهم من خارج بلده، وكل خبر عنه يعلمه الجميع لحظة وقوعه، فبمجرد أن يكتب الطالب المبتعث في كاليفورنيا خبراً عن ابنه الجديد (ريان) في صفحته بالفيس بوك، إلا وتجد الخبر قد انتشروالجدة المسكينة لا تزال تتكتم على الخبر. جيل الإنترنت لا يهتم بالإذاعة ولا بالجريدة، فجهاز (آي بود) فيه مئات المقاطع الصوتيه والبودكاست التي توافيه المعلومة التي يحتاجها أولاً بأول، أما خدمة (ار إس إس) فتعطيه الخبر وقت وقوعه ولا يحتاج لأن ينتظر الى صباح الغد ليقرأة في الجريدة.
أجيال الانترنت يمكنها أن تنشئ تجمعات الكترونية بسهوله، ويمكن أن ينضم اليها المئات خلال أيام، فقد تجمعهم هواية الطيران مثلاً وقد تجمعهم تعلقهم بفلان من الناس أو علانة. جيل الانترنت يشاهد أكثر مما يقرأ، فتجد أحدهم يشاهد مئات المقاطع وعشرات الحلقات من مسلسل في يوم واحد، على عكس أيامنا عندما كنا نتسمر أمام الشاشة قبل حتى ان تفتح القناة حتى إذا اقتربت حلقة عدنان ولينا دعيت الله ألا يناديك أبوك في مهمة عائلية فتفوتك تلك الحلقة، وهذا ما جعل أحد الزملاء يشاهد مؤخرا كل حلقات عدنان ولينا دفعة واحدة في يومين كردة فعل نفسية منذ أيام الطفولة.
أما جيل الانترنت فهو يشاهد ما يريد وقت ما يريد بالكم الذي يريد، وبدون مبالغة فقد شاهد ابني صالح مثلاً ثلاثاً وثلاثين حلقة من المسلسل الياباني (ون بيس)، في خميس، علماً بأنه شاهد كل حلقات ناروتو وبليتش، فالله يستر مما حقن في دماغه. بل إن جيل الانترنت أصبح ينافس شركات الإنتاج التلفزيوني في اخراج أفلام قصيرة مؤثرة، مثل (انشقاق) أو (راتبي ألف ريال) فهم يفضلون المقاطع الصغيرة إذ لا وقت لديهم، لأنك تجد الواحد قد فتح خمس مواقع في كمبيوتره، ويدردش مع اثنين، وباذنه سماعة يستمع بها، ويرسل رسالة بهاتفه المحمول ، كل ذلك في وقت واحد.
جيل الانترنت يتعلم بسرعه، ويقرأ بسرعه أكبر ، ويحب التقنية ويقدر من يقدرها، ولا عجب أن تشاهد بعض أهل السياسة قد استمالوا قلوب هذا الجيل، فمثلا وظف باراك اوباما تقنية ( توتر ) ليرسل الى مؤيديه من هذا الجيل أحداث حملته الانتخابية أولاً بأول. وختاماً قد لا يدرك جيل الانترنت أن الانفتاح على الانترنت ، ونشر المعلومات الخاصة عنهم لكل الناس قد يسبب خطورة في اختراق خصوصياتهم وبريدهم مثلا، فلو أردت أن استعيد كلمة السر لبريد (خالد) مثلاً، ثم سألني برنامج البريد عن تاريخ أو مكان ميلادة كسؤال سري، فبمجرد أن اذهب الى صفحته في فيس بوك سأجدها متاحة وبكل سهوله، بل لا تستبعد أنك إذا ذهبت يوماً الى طلب وظيفة أو طلب يد خطيبتك أن يسألك أبوها عن عنوانك في فيس بوك، ليتاكدوا من شخصك الكريم على حقيقته!.