الأحد، مايو 24، 2009

الأرفش

أعتاد ميخائيل نعيمه أن يرتاد أحد المقاهي البسيطه والمتناثره في بيروت العتيقةلم يكن يهتم بفخامة المكان ولم يكن يأبه لشريحة مرتاديه فهو المكان الذي ارتاده لأول مره وألفه واصبحت عادة لا يمكن الفكاك منها لايوجد شيء غريب أو مخالف للعاده أو التصور في هذا المقهى الشعبي فقد كان كغيره من المقاهي .. مايمكن أن تلاحظه بعد عدة زيارات متكرره وتستغربه هو النادلفلم يكن ينطق بكلمة واحده .. بل ينفذ فقط وبعد عدة زيارات ينفذ قبل أن تطلب منه حتى ظن ميخائيل أن هذا النادل مخبول طيلة الأربع سنوات التي كان يرى بها هذا النادل حتى أنه سأل صاحب المقهى عنه بعد أن أكله الفضولفأخبره صاحب المقهى بأنه لايذكر أنه سمع صوته ولايذكر إلا أنه حضر يوما ليعمل لديه ومن ذلك اليوم وهو يعمل .. ولايذكر أنه سأله عن أجره يوما حتى وأن تأخر بل أنه لم يطلب يوما زيادة أو يلمّح لها ... الأدهى أنه لايذكر أنه تذمر من العمل في يوم في يوم زار ميخائيل المقهى كعادته وتفاجئ لعدم وجود هذا النادل أو الأرقش كما أطلقوا عليه وذهب يسأل صاحب المقهى عنه ليجده حزينا ً ومهموما فقد رحل الأرقش فجأة كما حضر ذهب ميخائيل ليفتش عن الأرقش وفي نهاية رحلة بحثه وصل إلى الغرفة التي كان يقطن بها وهناك تفاجئ حين فضحت له الغرفة أمر الأرقش فقد وجد مذكرات دونّها الأرقش بيده ووجده قد كتب بعدة لغات لايعرف منها ميخائيل إلا واحده لقد كان الأرقش شخص غير مخبول .. بل شخص يقرأ ويتكلم ويكتب بعد سنوات أصدر ميخائيل كتابا ً بعنوان " مذكرات الأرقش " وهي الأوراق التي دونها الأرقش وتركها في غرفته بعد رحيله كانت هذه المدونات البسيطه أبواب واسعه في الفلسفه لم ولن يستطيع ميخائيل فهمها في أحدها يقول الأرقش شيء يشابه هذا " جميع الناس يتحدثون .. بسبب أو دون سبب .. إنهم يتحدثون بكل شيء ولكل شيء ولأي شيء .. إنهم يتحدثون في الشارع وفي المقهى وفي العمل وقبل النوم وبعده .. ولا أعلم من منهم يستمع .. من منهم لايتحدث أنا سوف أصمت رغبة مني وهربا من هذا العالم .. لم تعد لدي رغبه بالحديث والجميع يتحدث توجّد ميخائيل على الأيام التي ذهبت دون أن يحاول محادثة الأرقش وعلى الأيام التي ضحك وصحبه فيها من الأرقشومن تاريخ إختفائه
لم تعرف للأرقش وجهه حتى الآن