السبت، مارس 19، 2011

مصر بين الأمس واليوم


شعر د. محمود السيد داود
الأستاذ المشارك بجامعة الأزهر وجامعة البحرين
قد شيَّعوكَ مع النظام دفينا = ورَمَوْكَ فى قاع الحياة مَهينا
فلكم أهنتَ الناسَ وهى عزيزةٌ = ولكم بخستَ من الحُلِىِّ ثمينا
كانت تئن الأرضُ تحت نظامكم = واليومَ نسمعُ للنظام أنينا
كان ال "سرور" مشرِّعاً ومبايعاً = واليوم قد عاد السرورُ حزينا
كان ال "نظيف" على موائد عِزِّكم = يستقذر الريحانَ والنسرينا
كان " الشريف " أمينكم ويقيننا = ما كان يوماً فى الحياة أمينا
كان ال "حبيب" لأجل أمْنِ نظامكم = يستعذب التعذيب والسكينا
ويحاكم الإنسانَ فى أفكاره = فإذا تُوُفِّىَ .. حاكم التأبينا
ويقودُ للسجَّان دون جريرة = واليوم قد بات ال " حبيب " سجينا
كان ال "جمال" على نحافة سُمِّه = يستصغر التمساحَ والتِّنِّينا
ويظن أن الناس تحت نِعَاِله = سَيُقَبِّلُون له الحصى والطينا
قد علموه بأن "جِيمَ" جماله = شَحَّت وليس له الغداة قرينا
والبدر يرقب فى السماء طلوعه = والكون ذاب لما لديه حنينا
واليوم قد سئم الجميعُ جمالكم = ما عاد شيئٌ عندكم يُرضينا
ولأجل خلع جذوركم ميدانُنا = فى قهركم أضحى هنا " حِطِّينا "
يا مصرُ يا أمَّ البلادِ جميعها = يا من حفظتِ لنا الهدى والدينا
يا من مددتِ الغربَ من أنوارنا = أعطيته من قبل أن يعطينا
يا من على مَرِّ الزمان شموخُها = أُمُّ الحضارة فى الشموخ تلينا
يا من تقول الشمسُ عند شروقها = نورُ الكنانة فى الدُّنا يكفينا
يا من لصدر الأرض كلُّ ريادةٍ = تدعوك ..مصرُ وتحرزُ التأمينا
يا من يُقَلِّدُك الزمانُ على العدا = ـ وهو الحلى ـ النصرَ والتمكينا
يا مصرُ يا أرضَ الكنانة والندى = ما عاد غيرك فى الورى يُغنينا
يا مصرُ يا أرضَ الكتائب فى الوغى = أضحت طغاة الأرض لا تعنينا
يا مصر يا بلدَ الشباب وروضَهُ = زهرُ الشباب على رُبَاك مبينا
قد أسقط الطاغوتَ من عليائه = ورمى عليه الذلَّ والغسلينا
يا مصر أُذِّن للعدالة بعدما = طال الظلامُ المُدْلَهَمُّ سنينا
يا مصر أُذِّنَ للكرامة بعدما = عظمَ الهوانُ فأسقط التقنينا
يا مصر قد شق الصباحُ ظلامنا = والفجرُ عند بزوغه يُغرينا
فاستخرج الأبطالُ وقتَ مخاضه = يامصرُ من رَحِمِ الحياة جنينا
اليومَ يا مصرُ : الحياةُ جميلةٌ = عادت تبث الشمسُ عدْلاً فينا
عادت رياحُ الأمن وسْط جداولٍ = فى الأرض تُنبت راحةً ويقينا
عادت تغرِّد فى الرياض بلابلٌ = عادت .. ومن نَغَمِ السما تُسقينا
عاد السحابُ الغُرُّ فى إحسانه = يروى لنا الآمالَ فى وادينا
والنجمُ عاد إلى المواقع باسماً = يرنو إلى العلياء كى يهدينا
عادت مياهُ النيل فى أرجائنا = تُغْنِى الفقيرَ وتُسعد المسكينا
لا تحزنى ياقدسُ .. عاد مكاننا = وكتائبُ "التحرير" لا تخزينا
لا تحزنى يا قدسُ .. عاد جهادنا = لا تحزنى .. والنصرُ فى أيدينا
لا تحزنى يا قدس .. لا تتألمى = ما عاد شيئٌ فى الورى يطوينا
ما عاد شيئٌ للطغاة يَرُدُّنا = أو عن ثَراك وطهره يُثنينا
قد أُسْقِطَ العملاءُ فى ناديهُمُ = واللهُ أعلى فى الورى نادينا