أجمع محترفوا تصميم الإنترنت والذين يولون قابلية الاستخدام أو ما يسمى بـ(Usablility) الكثير من الاهتمام أن المبالغة في التفاصيل والمؤثرات في تصاميم المواقع واختيار ألوان وأساليب عرض غريبة ومبهرة تشكل نقطة سلبية في أي موقع يراد منه الاستمرار في استقطاب الزوار لفترات أطول وبشكل متكرر، حيث أن التجارب أثبتت أن المواقع التي تتحلى بتصميم خفيف وسريع وجميل وغير مبالغ فيه يعطي المردود الأكبر في عملية استمرار الزوار وراحتهم، وبالرغم من أن الزوار يجمعون أحياناً على روعة مؤثرات معينة أو ألوان صارخة إلا أن هذا النوع من التصاميم في الحقيقة لا يهم بشكل مستمر إلا المصممين لحبهم تلقي الإلهام بين فترة وأخرى ولا يجدي نفعا في الاحتفاظ بالكثير من الزوار.
عند رغبة أصحاب موقع ما في وضع تصميم ممتاز يخدم زوار الموقع ويساهم في استمرارية زواره فترة أطول، دائماً ما ينصح في إعطاء كل ذي حق حقه، فما يعتبر تصميما جيداً للمواقع الإخبارية كمثال، ليس بالضرورة مناسباً لمواقع الويب2 ، ونوعية الألوان التي تحتويها مواقع الأطفال قد تكون مزعجة ومنفرة في مواقع أخرى، وعند التصميم لكل نوع موقع ينبغي الحرص على استخدام تقنيات مناسبة تخدم ذلك الموقع، فلم يعد أحد يستخدم ذلك المؤشر الفلاشي الذي يجعل الزهور تتساقط من مؤشر الفأرة! بينما تشكل تقنيات التحديث المباشر كالأجاكس (Ajax) وغيرها مطلباً ملحاً للمواقع ذات الزوار الكثر والمحتوى المتجدد.
عند الرجوع إلى الأساسيات، نجد أن تصاميم مواقع الإنترنت وجدت أساسا لتعمل على تجميل الواجهة الأمامية للمواقع بشكل يخدم ويريح مستخدمي تلك المواقع، اعرف من هي الشريحة المستهدفة من قبل موقعك، واحرص على أن يكون التصميم الموفر فعالاً لهم ويتناسب مع نوع الخدمة المقدمة ومع نوعية زوار الموقع، واجتنب التقنيات غير اللازمة والمؤثرات المبالغ بها، فهي تبهر زوارك في بادئ الأمر ثم لا تلبث أن تشعرهم بعدم الارتياح، وتذكر دائماً أن التصميم الجميل وسيلة لغاية أهم وهي إيصال مضمون الموقع إلى زوار موقعك بأسلوب أسهل والمحافظة على زياراتهم له لمدة أطول.
