طنين الأذن هو الإحساس بسماع أصوات أو ضجيج في الأذنين ليس له سبب خارجي وإنما اسبابه صادرة من الدماغ. يسمع معظم الأفراد المصابين بطنين الأذن الطنين والأزيز والهسهسة. أما بعضهم الآخر فيسمع أصواتاً مثل قرص صرصار الليل أو هدير البحر، ويمكن أن تستمر هذه الأصوات أو تكون على نحو متقطع. كما يمكن أن تُسمع هذه الأصوات أو تكون على نحو متقطع. كما يمكن أن تسمع هذه الأصوات في احد الأذنين أو كليهما. ويمكن أن يحدث طنين الأذن صرف الانتباه، وفي بعض الحالات تكون مرتفعة بشكل كاف لإيقاظ الشخص من نومه. ويصاب العديد من الضحايا بفقدان بعض السمع وآلام بالأذن أو الدوار.
ما أسباب طنين الأذن؟
يقول العلماء ان السبب الرئيسي لطنين الأذن هو تلف عصبي في الأذن الداخلية. عادة نتيجة التعرض لضوضاء صاخبة. وقد يكون الطنين كذلك عرضاً لعدد كبير من الحالات الطبية بما فيها زيادة شمع الأذن وثقب طبلة الأذن وأنواع الحساسية التنفسية والتهاب الجيوب الأنفية وارتفاع ضغط الدم وانخفاضه ومرض السكر وأمراض القلب وإصابات الرأس والرقبة وأورام المخ. ويمكن أن يكون الطنين أثراً جانبياً لأدوية عديدة تشمل المضادات الحيوية الأمينو جليكوزيديه وكنيدين لضربات القلب وسيكيلاتين للسرطان والأسبرين المسيل للدم. ويزداد حدوثه في الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والخمسين. كما أن مرض منير الذي يصيب الأذن الداخلية يسبب طنيناً في الأذن ودرجات متفاوتة من ضعف حاسة السمع، وفقدان التوازن والدوار والغثيان والقيء وهذه الحالة قد تصيب احد الأذنين أو كليهما معاً. وتحدث الأعراض عندما يمتلئ التيه (شبكة القنوات المليئة بالسوائل في الأذن الداخلية التي تنظم التوازن) كثيراً بالسائل لدرجة أن الأغشية المحيطة تنفجر وتتلف الخلايا الحسية المجاورة. وسبب تجمع السوائل غير معروفة ولكنه قد يتأثر بعوامل عديدة منها عدوى الجهاز التنفسي أو الأذن الوسطى وإصابات الرأس واحتساء الكحول المفرط. ويكثر حدوث مرض منير في النساء. كما أن التهاب التيه يعتبر أحد أسباب طنين الأذن وينجم التهاب التيه في الأذن الداخلية عن عدوى فيروسية، وقد تنشأ العدوى في الأذن الوسطى ثم تنتشر إلى التيه، كما تشمل مصادر العدوى الأخرى الالتهاب السحائي البكتيري والأنفلونزا والحلا والحصبة والتهاب الكبد.
كيف يمكن تشخيص مرض طنين الأذن؟
يقوم الطبيب المختص بسؤال المريض عن الأعراض والتاريخ الطبي ويفحص الأذنين ليشخص أسباباً مثل تجمع شمع الأذن أو عدوى الأذن. وقد يلزم فحص آخر يقوم به اخصائي الأنف والأذن والحنجرة وكذلك فحوص سمعية يقوم بها أخصائي سمعيات لتشخيص أمراض أخرى كما تجرى فحوص أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية على الرأس والتصوير الوعائي من أجل الكشف عن الاعتلالات التركيبية أو الانسدادات في الأوعية الدموية.
علاجات مرض طنين الأذن:
هناك عدة علاجات تستخدم في علاج طنين الأذن وهي:
1- إزالة شمع الأذن: يتم هذا في الحقيقة في المنزل وذلك باستخدام الزيت المعدني أو فوق أكسيد الهيدروجين أو مستحضرات إزالة شمع الأذن وهي متوفرة في الصيدلية. ويمكن عمل ذلك في أي عيادة.
2- مقنَّعات الطنين والمساعدات السمعية: هناك مقنعات خاصة بطنين الأذن توضع هذه المقنعات في الأذن مثلما توضع المساعدات السمعية بحيث تولد صوتاً خفيفاً ساراً يخفض الضوضاء والطنين المزعج داخل الرأس. وعندما يكون الطنين متعلقاً بنقص السمع فقد تنفع المساعدات السمعية بتكبير الأصوات الواردة بحيث تحجب الأصوات الداخلية.
3- علاج الضغط: مرض منير يتميز بضغط السوائل في الأذن الداخلية وهناك الأجهزة المحمولة التي تزيد الضغط في الأذن يمكنها أن تخفف أعراض مرض منير.
4- الجراحة: عندما يكون سبب الطنين هو مرض منير فإن الأطباء في مثل هذه الحالة يوصون بالجراحة حيث لا يمكن السيطرة على أعراض هذا المرض بمعالجات أخرى. ويتضمن أحد الإجراءات الجراحية إحداث ثقب تصريف في الأذن الداخلية للتخلص من السائل الزائد. ويتضمن إجراء آخر قطع العصب الدهيليزي الذي يساعد على التحكم في التوازن. ولأن مرض منير يصيب أذناً واحدة فقط فإن هذا يجبر جهاز التوازن في الأذن الأخرى غير المختلة الاضطلاع بالمهمة.
نبات الجنكة
5- الأدوية: هناك أدوية مهمة مثل المضادات الحيوية التي تلعب دوراً في شفاء التهاب التيه والعدواي البكتيرية الأخرى. كما وجد أن المضادات الحيوية الموضعية التي تقطر في الأذن تخفف من مرض منير. كما أن مضادات الهستامين تلعب دوراً في السيطرة على حالات الحساسية التنفسية. ويمكن لمضادات الهستامين ومدرات البول أن تخفف مرض منير بتقليل كمية السائل في الأذن الداخلية.
وهناك أدوية عشبية تلعب دوراً مهماً في مرض منير مثل الأس البري الشائكButcher's Broom حيث يقوم بمقاومة احتباس السوائل وتحسين الدورة الدموية ويوجد منه مستحضر مقنن يؤخذ كبسولة واحدة مرتين يومياً.
كما أن نبات الجنكه المعروف باسم Ginkgo biloba وهذا المستحضر العشبي ينبه الدورة الدموية ومضاد للالتهابات يؤخذ كبسولة واحدة مرة في الصباح وأخرى في المساء.
وهناك بعض المكملات الغذائية مثل معدن المنجنيز الذي يسبب نقصه مرض منير. يؤخذ 5 مجم مرة واحدة في اليوم.
6- العلاج الطبيعي: وهذا النوع من العلاج يستخدم خاصة لمرض منير حيث أن هذا المرض تشتد أعراضه متى كان الجسم في أوضاع معينة. يمكن للعلاج الطبيعي أن يفيد بتعليمات طرقاً لتجعل هذه الأوضاع أقل إزعاجاً.
7- علاج الطنين بإعادة التدريب: هذا العلاج يهدف إلى مساعدة المرضى على التعود على أصوات الطنين حتى يتوقفوا عن ملاحظتها ويتحقق هذا بالإرشاد النفسي واستخدام أداة تولد صوتاً في الخلفية مثل مقنعات الطنين لثماني ساعات يومياً في الأقل وقد يأخذ هذا النوع من العلاج مدة طويلة تصل إلى سنتين قبل أن يستغني عن الأداة التي توضع داخل الأذن.