عن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك , قال : قل آمنت بالله ثم استقم ” رواه مسلم ,
شرح الحديث :
حديث واضح جلي وكل من يقرأ كتاب الله يجد آيات كثيرة في هذا المعنى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا …… ) الآية ( فصلت : 30)
يجدر بنا أن نعرف ما هي الإستقامة ؟
في الرياضيات الخط المستقيم هو الخط الذي لا ميل فيه
الإستقامة : هو سلوك الصراط المستقيم والدين القيم من غير تعريج أو ميلان عنه يمنة ويسرة ويشمل فعل الطاعات الظاهرة والباطنة وترك النواهي .
وهو المطلب العظيم .
والإمام النووي عقد باباً في كتابه رياض الصالحين عن الاستقامة وهذا من فقه الإمام النووي ومعظم أحاديث الأربعين النووية موجودة في رياض الصالحين .
هذه هي الإستقامة وهذا حديث سفيان رضي الله عنه يثبت لنا أن الإستقامة في الدين كله .
” قل آمنت بالله ” امنع عنك كل ما ينافي العقيدة ” ثم استقم ” على طاعة الله
من فوائد الحديث :
1 ـ حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أن يتعلموا ويسئلون عن أمور دينهم وسؤال الصحابة ليس للعلم فقط بل للعمل وعن حذيفة رضي الله عنه يقول : كان الناس يسئلون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ” .
2 ـ الخوف والحذر الشديد من الإنتكاس انظر لقول الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم في أول الحديث قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك , وفيه كذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وخوفه عليهم من الإنتكاس .
3 ـ سؤال الله دائماً الثبات على دينه وكان النبي دائما يقول ” اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ” . ولا يؤمن على حي فتنة فقد يكون على طاعة الله إلى قرابة موته فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها .
4 ـ الثبات على الإستقامة يعني بإذن الله خاتمة حسنة .
5 ـ هي أعظم حاوي للإنسان في هذا الزمن الذي فيه غربة / غربة الفتن والشهوات والشبهات .
6 ـ تعطيك الإستقامة محبة الناس فإن دخل مجلس قام إليه الناس واستمعوا لحديثه إذا نصحهم وتقديرهم وثقتهم فيه .