سنقسم حديثنا في هذا السياق إلى قسمين، في القسم الأول سنوجه نصائح عامة لكل الحجاج وفي القسم الثاني سنركز على المرضى المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة. كما أسلفنا سابقا فإن زيادة الإزدحام وكثرة الزائرين من مناطق مختلفة من العالم وبسبب الإجهاد فإن احتمالات انتقال الأمراض التنفسية المعدية يزداد في الحج وخاصة الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا. لذلك ينصح الذين ينوون الذهاب إلى الحج بالحصول على اللقاحات الواقية من بعض الأمراض قبل الذهاب إلى الحج بما لا يقل عن 10أيام حتى يتمكن جهازهم المناعي من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم. ومن اللقاحات المتوفرة والمفيدة التي ننصح الحجاج بالحصول عليها لقاح الأنفلونزا ولقاح التهاب السحايا. وكلا اللقاحين لا توجد لهما آثارا جانبية تذكر ويعملان بمشيئة الله على حماية الجسم من الاصابة بالمرض بنسبة كبيرة.
كما ننصح الحجاج بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الضيقة سيئة التهوية والحرص على السكن في أماكن جيدة التهوية لأن التهوية الجيدة تقلل من تركيز الميكروبات في الهواء المستنشق ومن ثم تقلل من احتمال الإصابة بالعدوى. كما ننصح الحاج الذي يصاب بارتفاع في الحرارة او السعال أن يسارع بمراجعة أقرب مركز صحي أو طبيب حملة الحج المرافق حتى يتم الكشف عليه وصرف العلاج المناسب واستبعاد الأمراض التي تحتاج لعناية خاصة. وتصلنا أسئلة كثيرة تسأل عن جدوى استخدام الكمامات الواقية المتوفرة في الأسواق والتي تغطي الأنف والفم. ونحن ننصح الحجاج المصابين بالأنفلونزا أو الزكام باستخدام هذه الكمامات لأن هذا قد يقلل من فرص نقلهم العدوى للحجاج الآخرين. اما بالنسبة لبقية الحجاج ومدى فعالية استخدام الكمامات المتوفرة في الأسواق للوقاية من العدوى فإنه لا توجد دراسات طبية توثق مدى فعالية ذلك ولكني شخصيا لا أرى ضررا من استخدام الكمامات لأنها قد تنفع. والحج فرصة أخرى للمدخنين للإقلاع عن التدخين..
ويخشى بعض الحجاج التعرض لانفلونزا الطيور أو الإصابة بها ولهولاء نقول، لم يثبت حتى الآن أن انفلونزا الطيور تنتقل من إنسان لآخر لذلك لا داعي للقلق من انتقال هذا المرض بين الحجاج. ولكننا ننصح الحجاج بعدم اقتناء أو التواصل القريب مع الطيور الحية ايا كانت كما ننصحهم بعدم الإقتراب من الطيور الميتة. وأما اكل الطيور أو البيض فلا يوجد خطر من ذلك بمشيئة الله طالما أن اللحم أو البيض يطبخ بطريقة جيدة حتى يستوي لأن الفيروس يموت عند وصول درجة الحرارة إلى 70درجة مئوية.
أمراض التنفس المزمنة
أما بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو وانسداد الشعب الهوائية المزمنة وتكيسات القصيبات الهوائية فإن عليهم:
@مراجعة أطبائهم قبل السفر إلى الحج بفترة كافية للحصول على الإرشادات اللازمة كل حسب حالته.
@ نؤكد على هؤلاء المرضى ضرورة الحصول على لقاح الانفلونزا قبل الذهاب للحج لأن احتمالات الإصابة الشديدة لديهم أعلى من غيرهم كما أن احتمال ظهور مضاعفات العدوى تكون اكثر من غيرهم من الأصحاء.
@ عليهم التأكد من اخذ أدويتهم كاملة معهم خلال الحج والتأكد من اخذها بصورة منتظمة حسب توصيات الطبيب.
@ ويفضل أن يكون لدى المريض تقريرا مختصرا عن حالته والأدوية التي يتناولها وأن يحمل هذه التقرير معه بصورة مستمرة أو حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض معين لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابتهم بمكروه لا قدر الله.
@ وفي حال وجود طبيب خاص مرافق للحملة فإن على المريض أن يعطي الطبيب معلومات كاملة عن حالته قبل بدء الحج.
@ يجب على الحاج الحصول على قدر كاف من الراحة قبل وبعد عمل أي منسك من مناسك الحج.
@ وبشئ من التفصيل ينصح مرضى الربو بتناول البخاخ الموسع للشعب قبل القيام بأي جهد وأن يكون البخاخ في حوزتهم بصورة مستمرة لاستخدامه في حال ازدياد الأعراض.
@ كما ينصح الحاج المصاب بأمراض التنفس المزمنة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي مبكرا في حال ازدياد الأعراض وعدم تجاهل الأعراض الأولية لأن التأخر في الحصول على العناية الطبية قد يكون له آثار خطيرة جدا.
@ على الحجاج الذين يستخدمون أجهزة مساعدة للتنفس أو الأكسجين المنزلي أن يستمروا في استخدامها خلال الحج وأن يتم ترتيب ذلك مبكرا مع بعثة الحج.
@ التغير السريع في درجات الحرارة قد يؤثر على التنفس لذلك ينصح مرضى الجهاز التنفسي بتجنب التغير السريع في درجات الحرارة.
@ تناول السوائل وتجنب الجفاف لأن الجفاف يزيد من أعراض الجهاز التنفسي
@ محاولة أداء مناسك الحج في الفترات التي يخف فيها الازدحام قدر الإمكان.
@ من خلال مشاركتي في الخدمات الطبية في حج العام الماضي فقد وجدت ان الجو في المشاعر يكون باردا في مثل ذلك الوقت وخاصة في الليل مما ينتج عنه إصابة بعض الحجاج بنزلات برد شديدة تؤثر على جهازهم التنفسي لذلك وجب التنبيه وأخذ الحيطة مبكرا.