أن البعض ينقسم
والجزء لا ينقسم ، والجزء يقتضي جمعا والبعض يقتضي كلا، وقال بعضهم يدخل الكل على أعم
العام ولا يدخل البعض على أخص الخاص، والعموم ما يعبر به الكل والخصوص ما يعبر عنه
البعض أو الجزء، وقد يجئ الكل للخصوص بقرينة تقوم مقام الاستثناء كقولك: لزيد في كل
شيء يد، ويجئ البعض بمعنى الكل كقوله تعالى " إن الانسان لفي خسر" وحد البعض
ما يشمله وغيره اسم واحد، ويكون في المتفق والمختلف كقولك: الرجل بعض الناس، وقولك
:السواد بعض الالوان، ولا يقال الله تعالى بعض الاشياء، وإن كان شيئا واحدا يجب إفراده
بالذكر لما يلزم من تعظيمه، وفي القرآن " والله ورسوله أحق أن يرضوه " ولم
يقل يرضوهما، وقيل حد البعض التناقص عن الجملة، وقال البلخي رحمه الله: البعض أقل من
النصف، وحد الجزء الواحد من ذا الجنس، ولهذا لا يسمى القديم جزءا كما يسمى واحدا.
من كتاب الفروقات اللغوية لأبي هلال العسكرية.