هو مرض يصيب الإنسان وخصوصاً النساء فوق سن الخمسين، وسببه هو وجود نقص شديد في كمية الأملاح والنسيج غير الملحي بصورة غير متوازنة في العظام، حيث تتكون العظام من طبقة خارجية قاسية تحوي في داخلها نسيجا يشبه في بنيانه خلايا النحل. هذا العظم يُهدم بشكل مستمر ولكن يتم تعويضه مباشرة بنسيج جديد مما يبقي تركيب العظم قوياً ومدعماً.
ويدعى مرض هشاشة العظام بالوباء الصامت لأنه غالباً ما يكون أحد كسور العظام هو أول دليل على وجوده.
وللحفاظ على كثافة العظام وقوتها، يجب إمداد الجسم بالكمية المناسبة من الكالسيوم والمعادن الأخرى، وأيضاً إنتاج الكمية المناسبة من الهرمونات اللازمة مثل هرمون الغدة الجار درقية وهرمون الكالسيتونين الذي يفرز من خلايا معينة في الغدة الدرقية ويلعب دورا في الحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم. لكن أهم الهرمونات التي لها دور مباشر وكبير جدا في بناء العظام والمحافظة على قوتها وصلابتها هما هرمون الإستروجين (الأنوثة) لدى السيدات، وهرمون التستوستيرون (الذكورة) لدى الرجال.
إن توفر كميهً مناسبة من فيتامين (D) يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الطعام وإمداد العظام به. وتزداد العظام في كثافتها حتى تصل إلى أقصى حد للكثافة في الثلاثين من العمر ثم تبدأ بعد ذلك العمر في الانخفاض ببطء.
وتزداد نسبة هذا الانخفاض في الكثافة إذا لم يستطع الجسم ضبط معدل المعادن في العظام، أو في حال النقص المبكر لأي سبب كان في هرمون الأنوثة لدى السيدات أو نقص هرمون الذكورة لدى الرجال. كذلك في حال وجود عوامل مساعدة لحدوث الهشاشة مثل وجود تاريخ مرضي للهشاشة في العائلة, وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين، ونقص كتلة الجسم (النحافة الزائدة) وتنتهي الحالة بهشاشة العظام. كذلك تجاوز عمر (35) سنة سواء عند الرجال أو النساء فإن عملية فقدان العظم تبدأ بالتغلب على عملية التعويض العظمي، مما يؤدي إلى فقد الكلس بشكل بطيء ولكن مستمر.
هشاشة العظام وأنواعه
توجد ثلاثة أنواع من هشاشة العظام وهي:
هشاشة العظام التي تحدث بعد انقطاع الدورة الشهرية للسيدات:
وتكون نتيجة لنقص هرمون الإستروجين، وهو هرمون أنثوي يساعد على دمج الكالسيوم في العظام وتحفيز الخلايا البانية للعظام على العمل بشكل مناسب. إن نقص الأستروجين يحدث طبيعيا عند حوالي سن الخمسين من العمر. ويحدث هذا النقص أعراضاً واضحة مثل نوبات التعرق الشديدة, وعدم انتظام الدورة الشهرية ومن ثم انقطاعها. وانقطاع الدورة الشهرية في عمر مبكر يعد من أهم مسببات الإصابة بهشاشة العظام سواء أكان ذلك الانقطاع بسبب جراحي أم نتيجة لأمراض أخرى مثل خلل هرمونات الغدة النخامية التي تتحكم في كل هرمونات الجسم.
هشاشة العظام التي تحدث
في سن الشيخوخة:
هذه الحالة بالطبع تحدث نتيجة نقص الكثافة العظمية بسبب تقدم العمر، وعدم وجود توازن بين العظام التي تهدم والعظام التي تبنى من جديد. وكلمة الشيخوخة تعني أن هذه الحالة لا تحدث إلا في الأعمار الكبيرة فوق سن السبعين، وتتضاعف نسب الإصابة عند السيدات أكثر من الرجال، بل قد تتعرض السيدات لكلا النوعين من هشاشة العظام بسبب طول فترة انقطاع الدورة بالإضافة للشيخوخة.
إن أقل من 5% من الأشخاص يصابون بهشاشة العظام بسبب حالات طبية أخرى أو العقاقير. وتتمثل الحالات الطبية في: فشل مزمن في الكلى، أو خلل في بعض الهرمونات (هرمون الغدة الدرقية، أو الجار درقية, وهرمونات الغدة النخامية), وتناول بعض العقاقير مثل مركبات الكورتيزون بأنواعها "Corticosteroids " مضادات التشنجات Barbiturates. كما يساعد تناول كمية كبيرة من الخمور والتدخين على التسبب في الحالة وصعوبة الشفاء منها.
هشاشة العظام التي تحدث عند الشباب:
هي حالة نادرة وغير معروفة السبب، وتحدث في الأطفال والشباب في الأعمار الصغيرة. وهذه الحالات لا تعاني من أي خلل في مستويات الهرمونات الأنثوية أو الذكورية. ويجب استبعاد وجود نقص في مستويات فيتامين (د) قبل تشخيص هذه الحالات بأنها مصابة فعليا بهشاشة العظام.
الأسباب المؤدية إلى هشاشة العظام
توجد عدة أسباب لهشاشة العظام نلخصها بالاتي:
نقص في الهرمونات الجنسية، بسبب نقصان فعالية المبايض أو بعد عمليات استئصال المبايض.
العمر والجنس: يبدأ فقدان العظام في كل من الذكور والإناث البالغين بعد سن الأربعين، إلا أن الإناث أكثر من الذكور بسبب نقص انتاج هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث.
الوراثة
نمط الحياة والعادات
الخمول وقلة الحركة والخضوع للراحة التامة لمدة طويلة
التدخين: يساهم بالاصابة بهشاشة العظام ويسبب نقصان في كثافة وكتلة العظام لدى كبار السن المدخنين من الرجال والنساء.
الحالة الطبية
تناول بعض أنواع الأدوية مثل الكورتيزون، الهيبارين،
بعض الأمراض كفرط نشاط الغدة الدرقية وجارات الدرقية أو مرض كوشينغ (زيادة إفراز الكورتيزون من الغدة فوق الكلوية).
سوء امتصاص الأطعمة نتيجة لوجود مرض معوي مثل (حساسية القمح)، وبعض أمراض الكبد والقنوات الصفراوية.
سوء التغذية
الوزن الناقص بشدة حيث تكون كتلة الجسم أقل من ١٩
كثرة تناول البروتينات والصوديوم والكافيين.
تناول المشروبات الغازية حيث ان تناول المشروبات الغازية مع الغذاء يؤثر سلبا على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وذلك بسبب وجود حامض الفوسفوريك والستريك اللذين يتحدان مع الكالسيوم الموجود في الغذاء الذي يتناوله الإنسان، وهذا يمكن ان يسبب نقصا في كمية الكالسيوم التي تصل إلى الدم، وبالتالي إلى العظام وتؤدي إلى هشاشة وضعف العظام مما يجعلها أكثر عرضة للكسر.
أعراض هذا المرض
أهم هذه الأعراض ما يلي:
معظم المصابين والمصابات بهشاشة العظام لا يشكون من أي أعراض.
ينخفض مستوى كثافة العظام ببطء شديد بعد سن الثلاثين، لذلك ففي بداية مرحلة المرض لا تظهر أعراض لهشاشة العظام، والغالبية العظمى من المرضى لا تظهر لديهم أعراض على الإطلاق.
عندما تنخفض كثافة العظام لدرجة إمكانية حدوث كسر فيها، تبدأ ظهور آلام في العظام.
يحدث ألم مزمن في الظهر في حالة حدوث تلف في فقرات الظهر.
كسور فقرات الظهر الضعيفة تحدث فجأة بدون أي إصابات أو بعد حدوث إصابة بسيطة، ويحدث الألم عادة بشكل مفاجئ ويبدأ في منطقة معينة في الظهر ويسوء إذا حاول الشخص الوقوف أو الحركة.
يمكن أن يحدث التهاب في المنطقة، ولكن عادة يختفي هذا الالتهاب بعد عدة أسابيع أو شهور.
إذا حدث كسر في أكثر من فقرة يحدث انحناء غير طبيعي في العمود الفقري.
يمكن أن يحدث كسر في بعض العظام الأخرى، وعادة يحدث ذلك بسبب ضغط خفيف على العظم أو عند السقوط الخفيف الذي من المتفرض ألا يؤدي إلى كسر في شخص ذي عظام سليمة.
تحدث عادة أخطر حالات الكسور في الفخذ (الورك)، مما يعوق القدرة على المشي.
ومن الكسور الشائعة لدى مرضى هشاشة العظام؛ كسور عظمة الذراع وهي التي تقوم بربط معصم اليد بالذراع وتحدث هذه الكسور عادة في عمر أصغر من حالات كسور الورك أو العمود الفقري.
إن حالات الكسور يتم شفاؤها ببطء عند مرضى هشاشة العظام مقارنة بالأصحاء.
تشخيص هشاشة العظام
يوجد هناك جهاز شعاعي مختص بالكشف عن هذا المرض، يقوم بفحص كثافة العظم في الفقرات وعنق الفخذ. ويسمى هذا الجهاز بفاحص دكسا, حيث بإمكانه إعطاء قراءات لكثاقة العظم في الفقرات القطنية للظهر وعظم عنق الفخذ والتي تشخص الهشاشة على أساسها.
من يحتاج هذا الفحص
إن النساء بعد سن 60 سنة يصبحن أكثر عرضةً لهذا المرض، لذلك فمن الضروري لهن إجراء هذا الفحص. وفي الواقع فإن 50% من النساء فوق سن الـ (60) قد يكون لديهن بعض العلامات الدالة على وجود المرض.
يمكن أيضاً للجميع معرفة كمية الكلس في عظامهم بشكل تقريبي بقياس كمية الكالسيوم ومستوى هرمون جار الدرقية أو قياس مستوى فيتامين (د) إذا رأى الطبيب ذلك. ويمكن بعدها التنبؤ إن كانوا عرضة لهشاشة العظام، وبالتالي إن كانوا بحاجة إلى مزيدٍ من الكلس أو فيتامين د بجرعات عالية للوقاية من المرض على المدى البعيد.
طرق الوقاية من المرض
إن ما يجعل مرض هشاشة العظام كارثة حقيقية، هو أنه من الممكن في معظم الحالات تجنب حدوثه، فقد أصبح الطب في وقتنا الحاضر أكثر درايةً بهذا المرض ومن هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة به.
وللوقاية من هذا المرض الخطير يجب الحرص على ما يلي:
تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د)
التعرض بشكل كافٍ لأشعة الشمس لأخذ حاجة الجسم من فيتامين (د)
التقليل من تناول القهوة والشاي والامتناع عن تناولهما مع أو بعد الوجبات
تقليل تناول الصوديوم مثل ملح الطعام، الأطعمة المعلبة والمخللات، مكعبات مرق الدجاج أو اللحم.
تناول كمية معتدلة من البروتينات حيث ان زيادة تناولها يؤدي إلى طرح الكالسيوم في البول وعدم الاستفادة منه.
تقليل تناول الأغذية الغنية بالفسفور مثل منتجات القمح الكامل، والكاكاو، والعدس.
الامتناع عن شرب المشروبات الغازية.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
الكشف المبكر عن هذا المرض لعلاجه قبل فوات الأوان.
الامتناع عن التدخين
طرق العلاج
يوجد عدة خيارات دوائية للوقاية وعلاج هشاشة العظام وللمساعدة على إعادة تعويض أو حتى بناء العظم المفقود.
إن جميع هذه الأدوية يجب تناولها بعد استشارة طبيب مختص، و بعد إجراء أشعة دكسا لتشخيص الهشاشة، ولا ينصح بتناولها أبدا قبل التأكد من وجود هشاشة فعليا OSTEOPOROSIS وليس مجرد نقص في الكثافهة لم يصل لحد الهشاشة فعليا وهو مايسمى بالأوستيوبينيا OSTEOPENIA
ويجب على المصاب بهشاشة العظام العمل والحرص والانتباه ما أمكن من التعثر والسقوط وأخذ الحذر من أي عوائق موجودة أثناء المشي والبعد عن الأدوية التي قد تحدث دوخة أو دوارا، والتأكد من لبس احذية مريحة مانعة للانزلاق، وعدم المشي والحركة في الظلام والابتعاد عن مناطق الازدحام والتدافع خلال موسم الحج، ومن المهم حمل بطاقة تعريف بالحاج مدون عليها اسم الحاج والامراض المزمنة والادوية التي يتناولها الحاج ليسهل التشخيص في حالات الطوارئ