ونستعرض بعد ذلك بعض النصائح لمرضى الجهاز التنفسي الذين ينوون الحج.
وسنقسم حديثنا في هذا السياق إلى قسمين: في القسم الأول سنوجه نصائح عامة لكل الحجاج، وفي القسم الثاني سنركز على المرضى المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة.
1) نصائح للتقليل من التهابات الجهاز التنفسي:
اللقاحات:
كما ذكرنا في المقدمة، فإن زيادة الازدحام وكثرة الزائرين من مناطق مختلفة من العالم وبسبب الإجهاد فإن احتمالات انتقال الأمراض التنفسية المعدية تزداد في الحج وخاصة الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا. لذلك يُنصح الذين ينوون الذهاب إلى الحج بالحصول على اللقاحات الواقية من بعض الأمراض قبل الذهاب إلى الحج بما لا يقل عن 10 أيام حتى يتمكن جهازهم المناعي من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم. ومن اللقاحات المتوافرة والمفيدة التي ننصح الحجاج لقاح التهاب السحايا. وإن توفر لقاح الانفلونزا للعام 2015/2016 قبل بدء موسم الحج، فإننا ننصح من ينوون الحج بأخذ اللقاح. وكلا اللقاحين لا توجد لهما آثار جانبية تذكر، ويعملان بمشيئة الله على حماية الجسم من الإصابة بالمرض بنسبة كبيرة.
تجنب العدوى:
كما ننصح الحجاج بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الضيقة سيئة التهوية، والحرص على السكن في أماكن جيدة التهوية؛ لأن التهوية الجيدة تقلل من تركيز الميكروبات في الهواء المستنشق ومن ثم تقلل من احتمال الإصابة بالعدوى. ولابد من تجنب فرك العينين أو لمس الأنف بقدر الإمكان وخاصة عن لم تكن اليدين نظيفة، لأن ذلك قد يساهم في حدوث العدوى بالفيروسات. وينصح الحاج بحمل مطهر طبي معه وتطهير يديه بصورة منتظمة خاصة. كما أن الحصول على نوم كاف مهم لتقوية مناعة الجسم، حيث أظهر العديد من الأبحاث أن السهر ونقص النوم يضعف المناعة ويزيد من احتمال الإصابة بالعدوى الفيروسية.
في حال حدوث العدوى:
ننصح الحاج الذي يصاب بارتفاع في الحرارة أو السعال أن يسارع بمراجعة أقرب مركز صحي أو طبيب حملة الحج المرافق. وتصلنا أسئلة كثيرة تسأل عن جدوى استخدام الكمامات الواقية المتوافرة في الأسواق والتي تغطي الأنف والفم. ونحن ننصح الحجاج المصابين بالإنفلونزا أو الزكام باستخدام هذه الكمامات الجراحية؛ لأن هذا قد يقلل من فرص نقلهم العدوى للحجاج الآخرين. أما بالنسبة إلى بقية الحجاج ومدى فاعلية استخدام الكمامات المتوافرة في الأسواق للوقاية من العدوى فإنه لا توجد دراسات طبية توثق مدى فاعلية ذلك، ولكني شخصيًا لا أرى ضررًا من استخدام الكمامات لأنها قد تنفع ولكن لا بد من تغيير الكمامة بصورة مستمرة بعد كل استخدام. والحج فرصة أخرى للمدخنين للإقلاع عن التدخين.
2) نصائح للمرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي المزمن:
أما بالنسبة إلى المرضى المصابين بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو وانسداد الشعب الهوائية المزمنة وتكيسات القصيبات الهوائية فإن عليهم:
• مراجعة أطبائهم قبل السفر إلى الحج بفترة كافية للحصول على الإرشادات اللازمة، كل حسب حالته.
• عليهم التأكد من أخذ أدويتهم كاملة معهم خلال الحج والتأكد من أخذها بصورة منتظمة حسب توصيات الطبيب.
• ويفضل أن يكون لدى المريض تقرير مختصر عن حالته والأدوية التي يتناولها، وأن يحمل هذه التقارير معه بصورة مستمرة أو حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض معين لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابتهم بمكروه، لا قدر الله.
• وفي حال وجود طبيب خاص مرافق للحملة فإن على المريض أن يعطي الطبيب معلومات كاملة عن حالته قبل بدء الحج.
• يجب على الحاج الحصول على قدر كافٍ من الراحة قبل وبعد عمل أي منسك من مناسك الحج.
• يُنصح مرضى الربو بتناول البخاخ الموسّع للشعب قبل القيام بأي جهد، وأن يكون البخاخ في حوزتهم بصورة مستمرة لاستخدامه في حال ازدياد الأعراض.
• كما يُنصح الحاج المصاب بأمراض التنفس المزمنة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي مبكرًا في حال ازدياد الأعراض وعدم تجاهل الأعراض الأولية؛ لأن التأخر في الحصول على العناية الطبية قد يكون له آثار خطيرة جدًا.
• على الحجاج الذين يستخدمون أجهزة مساعدة للتنفس أو الأوكسجين المنزلي أن يستمروا في استخدامها خلال الحج، وأن يتم ترتيب ذلك مبكرًا مع بعثة الحج.
• التغير السريع في درجات الحرارة قد يؤثر في التنفس؛ لذلك يُنصح مرضى الجهاز التنفسي بتجنب التغير السريع في درجات الحرارة.
• تناول السوائل وتجنب الجفاف؛ لأن الجفاف يزيد من أعراض الجهاز التنفسي.
• محاولة أداء مناسك الحج في الفترات التي يخف فيها الازدحام قدر الإمكان.