السبت، سبتمبر 10، 2016

الاحتياطات التي يجب عليهم اتباعها خلال الحج

يصاحب أي تجمع حشود كبيرة احتمالات انتقال الكثير من الأمراض التنفسية المعدية أو تفاقم الأمراض التنفسية المزمنة. وبسبب زيادة الازدحام خلال الحج وزيادة الجهد وزيادة احتمالات الإصابة بالإنفلونزا والتهاب السحايا وغيرهما من الأمراض المعدية يتساءل المرضى عن الاحتياطات التي يجب عليهم اتباعها خلال الحج.
سنتحدث في هذا المقال عن الأمراض التنفسية والاحتياطات الواجب اخذها في الحج. وسنقسم حديثنا في هذا السياق إلى قسمين: في القسم الأول سنوجه نصائح عامة لكل الحجاج، وفي القسم الثاني سنركز على المرضى المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة.
نصائح عامة:
 إن زيادة الازدحام وكثرة الزائرين من مناطق مختلفة من العالم وبسبب الإجهاد فإن احتمالات انتقال الأمراض التنفسية المعدية تزداد في الحج وخاصة الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا.
اللقاحات:
لذلك يُنصح الذين ينوون الذهاب إلى الحج بالحصول على اللقاحات الواقية من بعض الأمراض قبل الذهاب إلى الحج بما لا يقل عن 10 أيام حتى يتمكن جهازهم المناعي من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم. ومن اللقاحات المتوافرة والمفيدة التي ننصح الحجاج بالحصول عليها لقاح الإنفلونزا ولقاح التهاب السحايا. وكلا اللقاحين لا توجد لهما آثار جانبية تذكر، ويعملان بمشيئة الله على حماية الجسم من الإصابة بالمرض بنسبة كبيرة.
تجنب أماكن الازدحام
بقدر الإمكان:
كما ننصح الحجاج بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الضيقة سيئة التهوية، والحرص على السكن في أماكن جيدة التهوية؛ لأن التهوية الجيدة تقلل من تركيز الميكروبات في الهواء المستنشق ومن ثم تقلل من احتمال الإصابة بالعدوى. كما ننصح الحاج الذي يصاب بارتفاع في الحرارة أو السعال أن يسارع بمراجعة أقرب مركز صحي أو طبيب حملة الحج المرافق.
هل الكمامات مفيدة؟
وتصلنا أسئلة كثيرة تسأل عن جدوى استخدام الكمامات الواقية المتوافرة في الأسواق والتي تغطي الأنف والفم. ونحن ننصح الحجاج المصابين بالإنفلونزا أو الزكام باستخدام هذه الكمامات؛ لأن هذا قد يقلل من فرص نقلهم العدوى للحجاج الآخرين. أما بالنسبة إلى بقية الحجاج ومدى فاعلية استخدام الكمامات المتوافرة في الأسواق للوقاية من العدوى فإنه لا توجد دراسات طبية توثق مدى فاعلية ذلك. والحج فرصة أخرى للمدخنين للإقلاع عن التدخين.
أما بالنسبة إلى المرضى المصابين بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو وانسداد الشعب الهوائية المزمنة وتكيسات القصيبات الهوائية فإن عليهم:
• مراجعة أطبائهم قبل السفر إلى الحج بفترة كافية للحصول على الإرشادات اللازمة، كل حسب حالته.
• نؤكد على هؤلاء المرضى ضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا قبل الذهاب للحج؛ لأن احتمالات الإصابة الشديدة لديهم أعلى من غيرهم، كما أن احتمال ظهور مضاعفات العدوى تكون أكثر من غيرهم من الأصحاء.
• عليهم التأكد من أخذ أدويتهم كاملة معهم خلال الحج والتأكد من أخذها بصورة منتظمة حسب توصيات الطبيب.
• ويفضل أن يكون لدى المريض تقرير مختصر عن حالته والأدوية التي يتناولها، وأن يحمل هذه التقارير معه بصورة مستمرة أو حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض معين لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابتهم بمكروه، لا قدر الله.
• وفي حال وجود طبيب خاص مرافق للحملة فإن على المريض أن يعطي الطبيب معلومات كاملة عن حالته قبل بدء الحج.
• يجب على الحاج الحصول على قدر كافٍ من الراحة قبل وبعد عمل أي منسك من مناسك الحج.
• يُنصح مرضى الربو بتناول البخاخ الموسّع للشعب قبل القيام بأي جهد، وأن يكون البخاخ في حوزتهم بصورة مستمرة لاستخدامه في حال ازدياد الأعراض.
• كما يُنصح الحاج المصاب بأمراض التنفس المزمنة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي مبكرًا في حال ازدياد الأعراض وعدم تجاهل الأعراض الأولية؛ لأن التأخر في الحصول على العناية الطبية قد يكون له آثار خطيرة جدًا.
• على الحجاج الذين يستخدمون أجهزة مساعدة للتنفس أو الأوكسجين المنزلي أن يستمروا في استخدامها خلال الحج، وأن يتم ترتيب ذلك مبكرًا مع بعثة الحج.
• التغير السريع في درجات الحرارة قد يؤثر في التنفس؛ لذلك يُنصح مرضى الجهاز التنفسي بتجنب التغير السريع في درجات الحرارة.
• تناول السوائل وتجنب الجفاف؛ لأن الجفاف يزيد من أعراض الجهاز التنفسي.
• محاولة أداء مناسك الحج في الفترات التي يخف فيها الازدحام قدر الإمكان.
• للحد من انتقال العدوى يتوجب غسل اليدين بشكل مستمر.
الحج عبادة فاضلة يعيش فيها الحاج جوا روحانيا عظيما، فهنيئا لكل من كتب له الحج هذا العام، ولكن كل هذا لا يمنع من أن يتذكر الحاج كل الأمور المتعلقة بصحته وأن يأخذ كل الاحتياطات اللازمة للتمتع بصحة جيدة خلال الحج تساعده على أداء المناسك بشكل جيد.