الأب .. كلمة صغيرة في حروفها ، كبيرة في معناها . تتكون من حرفين ، يشكلان مع كلمة الأم أساس الأسرة وجوهر كيانها .
ولو أننا طلبنا من بعض الأطفال رسم صورة لشخصية الأب ، فإن الصورة تتطابق مع مايقوم به الأب من عمل ، وما يحمله من حب وحنان داخل المنزل . وتتنوع هذه الصور أو الرسوم بتنوع مهنة كل أب وبراعة الطفل في التصوير والرسم . والأب في هذا العصر يعيش تحت ضغوط مختلفة ، وتتحكم به أشياء كثيرة مثل مايجنيه من مال وما يقابله من مشكلات في العمل أو مايتعرض له من علاقات اجتماعية وإمكانات مادية . أما في المنزل ، فهناك علاقاته المتشابكة مع الزوجة والأولاد . فكل واحد منهم يطالب بحرية أكبر ، ويعود ذلك إلى انفتاح العصر على مظاهر الحياة البراقة بالإضافة إلى إدمان مشاهدة الفضائيات والانترنت والسفر إلى الخارج .... إلخ .ومن أجل أن يكون للأب دور مهم في الأسرة فلا بد أن يكون هناك ترسيخ لثقافة الحوار في الأسرة ، وأن يتحمل الأب مسؤولية القيادة ، والقدرة على نشر ثقافة الحوار بين جميع أفراد الأسرة . وفي حالة غياب الأب فإن الأم تقوم بدور أساسي في الحوار وتقريب وجهات النظر بين الأبناء ، وربما يكون من المناسب تخطيط النواحي المالية للأسرة ، بالإضافة إلى عقد بعض الحوارات المستمرة في كل مايؤدي إلى تماسك ووحدة الأسرة لمجابهة أي ضغوط محتملة .وينبغي أن يكون لكل فرد في الأسرة دور يؤديه مهما كان صغيراً ، حتى تنجح الأسرة في الحياة .ولا شك أن للأم دوراً لا يقل عن دور الأب في تماسك الأسرة وتوحيد أهدافها، وينبغي أن تكون الأم قدوة لأبنائها في التضحية ومساندة الأسرة ، ومساعدة الأب في تجاوز مشكلات الحياة وصعوباتها . ومن أجل أن تكون الحياة أجمل ، لابد من نشر ثقافة الحوار والتسامح داخل الأسرة حتى يسود الوئام وتتحقق الأحلام