يعتبر الصداع من أشد المضايقات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان؛ وقد يصيب الصداع أي شخص وفي أي وقت، وليس هناك من لم يصبه الصداع في وقت أو آخر في حياته.
ان معظم الناس يعرفون أن الصداع عادة لايعني مرضا خطيرا، وفي أكثر الأحوال ينتج عن القلق أو العصبية، وهناك أيضا اعتقاد شائع خاطئ يعتقده معظم الناس؛ وهو أن إجهاد العين واحتياجها للنظارات الطبية هو من أكثر مسببات الصداع. وفي الواقع إن إجهاد العين والعيوب الانكسارية بها لا تشكل أسبابا رئيسية للصداع.
أسباب الصداع وأعراضه:
هناك نوعان أساسيان من الصداع هما: الصداع الرئيسي والصداع الثانوي .
أنواع الصداع الرئيسية:
وتشمل الصداع الناتج عن التوتر والصداع النصفي والصداع العنقودي، وهي ليست ناتجة عن حالات صحية خطيرة.
أنواع الصداع الثانوية :
والتي تتسبب فيها المشكلات الخطيرة الأخرى ، مثل إصابات الرأس أو النزيف أو الأمراض الأخرى شديدة الخطورة ، مثل ارتفاع الضغط في السائل الدماغي وأخطرها أورام المخ .
أنواع الصداع الرئيسية:
يعد الصداع الناتج عن التوتر أكثر أنواع الصداع شيوعا وقد يصاب العديد من الأشخاص بالصداع الناتج عن التوتر مرة أو مرتين كل شهر أو نحو ذلك. وأحيانا يتطور الصداع ويتكرر كثيرا، خصوصا في فترات التعرض للضغط النفسي . ويعاني 3 % من الأشخاص من صداع ناتج عن التوتر في معظم الأيام.
ويستمر الصداع الناتج عن التوتر لساعات قليلة فقط ، غير أن بعض الأشخاص قد يصابون بصداع يستمر لفترة أطول تصل إلى عدة أيام.
وقد يكون الصداع الناتج عن التوتر نتيجة للضغط والحالات النفسية السيئة وعوامل أخرى ، لكن السبب الرئيسي ليس مفهوما بالكامل. وتتكرر الإصابة بالصداع الناتج عن التوتر بشكل أكبر لدى السيدات عن الرجال. وتشمل أعراض الصداع ألما مستمرا يؤثر على جانبي الرأس مع توتر في عضلات الرقبة وشعور بضغط خلف العينين . وعادة لا يصاحب الصداع الناتج عن التوتر أى أعراض أخرى.
أما الصداع العنقودي فيبدأ سريعا ويصيب جانبا واحدا من الرأس ويستمر لمدة قصيرة ، وهو من أشد أنواع الصداع إيلاما. وتتكرر الاصابة بالصداع العنقودي لمدة تصل إلى عدة أسابيع ثم تهدأ الحالة ، غير أنه قد تحدث نوبة أخرى من الصداع بعد ذلك بأشهر أو سنة. وغالبا لا يستريح الأشخاص المصابون بهذا النوع من الصداع في النوم ، مما يتسبب في استيقاظهم في نفس الوقت كل ليلة. وفي أغلب الأحوال تلتهب وتدمع العين الموجودة بالجانب المصاب بالصداع ، وقد تنسد فتحة الأنف الموجودة بنفس الجانب.
ويعتبر هذا الصداع من أنواع الصداع النادرة حيث لا تتجاوز النسبة واحدا من كل ألف شخص ويمثل الرجال 80 % تقريبا من الأشخاص المصابين.
الصداع الناتج عن التوتر أكثر أنواع الصداع شيوعاً
التشخيص:
غالبا يتم تشخيص أنواع الصداع الناتج عن التوتر والصداع العنقودي ذاتيا. وفي أغلب الأحيان لا يكون من الضروري إجراء الفحص من قبل الطبيب الممارس العام، نظرا لعدم وجود اختبار تشخيصي محدد للصداع الناتج عن التوتر. واذا ظهرت لديك أعراض ذات صلة بالمرض ، مثل تشوش الرؤية والقيء والنعاس وما إلى ذلك ، عليك بزيارة الطبيب لإجراء فحوص وأبحاث أخرى . وقد يساعد الاحتفاظ بمذكرة يومية عن الصداع على تحديد نوع الصداع.
الأعراض:
الصداع الناتج عن التوتر:
- ألم خفيف أو متوسط عادة ما يتم الإحساس به على شكل ضغط (شد) على كل من جانبي الرأس.
- قد يكون هناك شعور بالضغط خلف العينين وشد في عضلات الرقبة.
- الألم يكون مستمرا وملحا (يمكن وصفه وكأنه ناتج عن شريط مشدود محكم حول الرأس ويمكن أن يتطور تدريجيا خلال اليوم.
- الألم لا يتفاقم بسبب النشاط الجسدي اليومي.
- لا يرتبط الصداع بالدوار أو القيء أو الحساسية غير العادية للضوء أو الصوت.
- يستمر الصداع في أغلب الأحوال لساعات قليلة أو نحو ذلك.
- غالبا ما يصاب المريض بالصداع خلال النهار.
الصداع العنقودي:
- يكون الألم حادا للغاية، لكن نوبة الصداع تكون قصيرة المدى نسبيا، ولا يستمر لأكثر من ساعة واحدة أو ساعتين (أقل من ساعة في الغالب).
- الألم يبدأ سريعا بدون إنذار، وغالبا ما يوصف بأنه شديد.
- الألم يؤثر دائما على أحد جانبي الرأس، وقد يتركز حول إحدى العينين ويؤثرعلى نفس الجانب في النوبات التالية على الرغم من أنه لا ينتقل إلى الجانب الآخر لدى بعض الأشخاص.
- التهاب العين وامتلاؤها بالدموع وانسداد فتحة الأنف بالجانب المصاب من الوجه، من الأعراض الشائعة المرتبطة بالصداع .
وتتجمع نوبات الألم في مجموعات (غالبا من 1-3 نوبات يوميا ، رغم أنها قد تكون أكثر من ذلك) وعادة تستمر لمدة شهرين ، وتليها في الأغلب فترة ينتهي فيها الألم لمدة أشهر أو سنوات ( متوسط سنة واحدة، على الرغم من أن 10% من الأشخاص يعانون من نوبات صداع عنقودي تحدث فيها النوبات بانتظام بدون أن تتخللها فترات طويلة ينتهي فيها الألم.
- من الخصائص المميزة للصداع أنه لا يحدث في نفس الوقت من كل يوم وغالبا يشتكي الأشخاص المصابون به بأنهم يستيقظون خلال ساعتين تقريبا من بدء النوم في نفس الوقت من كل ليلة ، أو أنهم يستيقظون في وقت مبكر من الصباح . كما يمكن أن تحدث نوبات الصداع في ساعات النهار.