أبسط صورة يمكن أن نتعرف بها إليه هي ما نستقبله من رسائل مزعجة (سبام) تملأ بريدنا الإلكتروني. إضافة إلى تلك الإعلانات التي تظهر في أجهزتنا بشكل مزعج ودون أن نعلم مصدرها أو كيف نوقفها. والغريب أن هذه الأنواع وغيرها من النشاطات الإلكترونية المزعجة وغير القانونية، غالبا ما تنفذ بواسطة شبكة موزعة بين أجهزة المستخدمين الأبرياء الذين لا علم لهم بمشاركتهم في مثل هذه النشاطات وأصبحوا –دون علمهم-جزءا من شبكة(البوتنت).
(البوتنت) (Botents) هي شبكة لمجموعة من الحواسيب التى يسيطر عليها مخالفو القانون، وموجهو الجريمة المنظمة على شبكة الإنترنت، من خلال (البوت) التي هي برامج يتم تنزيلها وتركيبها على الأجهزة المصابة كأشباح رقمية، دون أن يلاحظها أصحاب تلك الأجهزة المصابة، وتدار عن بعد بواسطة خادم التحكم والسيطرة (C2S). وتصبح أجهزة المستخدمين جزءا من تلك الشبكة بسبب عملية تحميل البرامج غير الموثوق بها من مواقع البرامج غير الأصلية (كراك)، أو من ملحقات البريد الإلكتروني. وعادة تأتي هذه البرامج الخبيثة ملحقة مع برامج التشارك في الملفات. ويصعب أحيانا أن يتم اكتشافها من قبل البرامج المضادة للفيروسات. ويعد جهل مستخدمي الإنترنت هو الحلقة الأضعف في مشكلة (البوت نت)، فببساطة يتم إيصال العدوى عن طريق النقر على أحد مواقع الإنترنت المصابة عمدًا أو دون قصد، وهذا كاف لتوليد عدوى الإصابة بالاشتراك في تلك الشبكات.
تمثل شبكات (البوت نت) ما يسمى بالتهديدات الصامتة والخفية، وهي تشكل خطورة بالغة لنشاط شبكة الإنترنت في كل يوم. والزيادة المطردة في إعداد (البوت نت) مع تدهور الاقتصاد العالمي تشكل تهديدا كبيرا للأعمال، والاقتصاد، والحكومات، والصناعات، والأفراد حول العالم.
ونتيجة لطبيعة(البوت نت) وانتشارها عبر دول العالم، وصعوبة السيطرة عليها وتتبعها، فإن أفضل الطرق للحماية من تلك الشبكات الضارة هو التنسيق والتعاون بين بلدان العالم من خلال الوكالات الوطنية المعنية بالقوانين المتعلقة بالجرائم الإلكترونية ومقدمي خدمات الإنترنت، بالإضافة إلى الحاجة الماسة إلى المزيد من التنظيم والهيكلة وزيادة الوعي العام، والمزيد من الموارد البشرية المؤهلة، وكذلك الموارد التقنية.