لقد اهتم الغرب بدراسة شأن الإسلام والمسلمين دراسة دقيقة متناهية سعيا منهم للوصول إلى المقومات والأساليب التي منها تكون نقطة انطلاقهم لدحر الإسلام وانتزاعه من المسلمين.
وقد اعتمدوا في سياستهم هذه على عوامل عدة ، منها:
أولا: انه ليس من الضروري المسميات .إذ أن المسلم لا ضير أن يبقى مسلما في المسمى فقط دون العقيدة والعمل.
ثانيا: إن الوصول إلى نقطة الصفر التي يمكن من خلالها معرفة الباب الذي يدخل به إلى فكر المسلم، لتغييره والسيطرة عليه من خلال إقناعه بهدم الإسلام بالإسلام مع ضمان بقاء اعتقاد المسلم بأنه مسلما نموذجيا متمسكا بإسلامه متفهما لتعاليم دينه السمحاء التي تبيح ذلك على حسب اعتقاده.
ثالثا : إن التغيير الذي يطرأ على المسلم سواء كان في جوهره الداخلي أم في مظهره الخارجي يجب أن يصحب بهجمة كاسحة للعالم تصور لهم صواب ما يقومون به وانه يمثل التطور والتقدم الذي من خلاله يمكن للمسلم أن يواكب واقعه المعاصر . ويعد هذا مهما بالنسبة لهم من اجل تحقيق غايتهم في ذلك وهو تمسك المسلم بما حققوه فيه وان تطلب الأمر إلى بذل الأموال من اجل الإعداد المتنوع .
رابعا : تصويب الأضواء على الجيل الناشئ من شباب المسلمين ومحاولة إفساده واكتسابه للتطبع بالأخلاق الهابطة لتغيير نشأته وذلك من خلال استخدامهم لعاملين:
أ.العامل المباشرة ( كالسيدي الهابط أو الصور العارية أو القنوات الإباحية أو المواقع الفاضحة ) . ويعد هذا العامل شديد الاستجابة حتى إنهم دونوه في ابرتوكولاتهم .
ب.العوامل الغير مباشرة : وهذه في الحقيقة تمس المجتمع المسلم بأسرة ممن استطاع الغبار أن يسري عبر نوافذهم حتى وصل آم دارهم . ويتضمن هذا العامل دس ما ينافيه الدين في الحياة اليومية حتى جعلوا المسلم يتطبع عليه ويعتبره من الأمور الهينة وتناسى ( أن معظم النار من مستصغر الشرر ) . وذلك بما استطاعوا دسه في القنوات الفضائية اليوم من خلال الدس الذي أصبح لا تستطيع عائلة دون أن تقتنيه مهما كان مستواها المعيشي إذ بات من ضروريات الحياة التي لا تقاوم . وكذا ما استطاعوا تحقيقه من استحداث الموديلات الماجنة وإرسالها إلى بلاد الاستلام مواكبة للتطور . والتي يتحاشاها حتى مثقفيهم لكن وللأسف إن العكس عندنا فأول من يبدأ بتطبيقها مثقفونا من الذين اعدوا فكريا من قبلهم لكن للأسف يحسب على الإسلام . فنرى ان الضيق للشباب أصبح منتها الجمال . والبنطلون مع الحجاب أصبح منتها الستر . والحجاب الشفاف أصبح منتها الالتزام . والبدي الملاسق للجسم لكنه يغطي نصف اليد أصبح منتها الاحتشام . لان جميع هؤلاء يقارنون أنفسهم ممن هم دونهم فيرو أنفسهم في القمة فيتحقق الرضا بالذات وقد يكون هذا الرضا يصدر من ام مربية او اب فاضل فهنا تحدث الطامة الكبرى.
وأخيرا فان الكتابة في هذا الموضوع مهما كان كثيرا فهو قليل لما في الأمر من أهمية بالغة ولما في واقعنا المعاصر من استجابة مفرطة يدمى لها القلب ويندى لها الجبين .
وسؤالي ما هي سبل الوقاية والعلاج للارتقاء والحذر؟