السبت، أكتوبر 30، 2010

أسباب الألم

يمكن تقسيم الألم إلى نوعين بالنظر إلى مسبباته، فإما أن يكون الألم ناتجا عن تلف أو حدوث علة في أحد أعضاء الجسم كالمفاصل، الجلد، العضلات حيث يحب أن يركز العلاج على سبب الألم. أو بسبب خلل في الجهاز العصبي - الأعصاب الطرفية او الحبل الشوكي أو مراكز المخ المختلفة وهذا النوع يتطلب طريقة مختلفة في العلاج. وهو ما يعرف بألم العصب مثل الم العصب الخامس، ألم العصب الناتج عن داء السكري وغيرها. ويقع على المريض وعائلته والمحيطين به دور كبير في الخطة العلاجية لكلا النوعين من الألم الطبيعي أو ألم العصب.
العصب الخامس Trigeminal Neuralgiaهو احد أعصاب الدماغ الرئيسية والذي يغذي الاحساس وعضلات المضغ في الوجه، وترتيبه الخامس من بين اثني عشر عصبا دماغيا ولهذا جاءت التسمية.
ويعتبر العصب الخامس من أكبر الأعصاب الموجودة في الجمجمة وينشأ في جذع الدماغ في الجزء الخلفي من الجمجمة ومن ثم يمتد الى وسط الجمجمة ويكون إلى هنا مدمجا عصبيا ثم يتفرع بعد ذلك الى ثلاثة فروع تغذي جانبي الوجه ولهذا يسمى بثلاثي الرؤوس.
آلام العصب الخامس هي من أشد الآلام، وتكون عادة مشابهة لصدمة كهربائية تحدث على جانب واحد من الوجه وعلى نوبات متكررة قد تحدث عدة مرات في اليوم الواحد وعادة ما يتفاوت عدد النوبات، وتعيق هذه الآلام المريض من ممارسة نشاطه اليومي، وفي كثير من الحالات يتم اثارة الألم بمحفزات مختلفة كالمضغ، تنظيف الأسنان، الحلاقة، التعرض لتيارات هوائية، وضع المكياج على الوجه وغيرها من المحفزات. وقد تكون هناك أماكن في الوجه يتسبب لمسها أو الضغط عليها بتحفيز واثارة الألم وتسمى هذه المناطق "بنقطة الزناد" .Trigger point
وقد أثبتت بعض الدراسات أن هذه الآلام الشديدة قد تؤدي الى الانتحار.
أسباب آلام العصب الخامس كثيرة وقد يكون السبب غير معروف، ولكن هناك أسباب ثانوية مثل وجود أورام داخل الجمجمة أو وجود شريان أو وريد دموي يضغط مباشرة على العصب، ومن المسببات أيضا بعض الأمراض والالتهابات العصبية.
تشخيص هذا النوع من الآلام هو تشخيص اكلينيكي يعتمد بشكل كبير على التاريخ المرضي لأن الفحص السريري عادة لا يوضح علامات مرضية تساعد على التشخيص، لذا يعتمد التشخيص على خبرة الطبيب المعالج، وهناك حالات كثيرة يتم تشخيصها على أنها آلام أسنان أو مشاكل في الجيوب الأنفية وقد يتم عمل إجراء علاج للأسنان بدون فائدة مرجوة لتخفيف الألم، وبعد أن يتم تشخيص ألم العصب الخامس يجب عمل أشعة رنين مغناطيسي لكي يستثنى وجود أي مسببات ثانوية مثل أورام داخل الجمجمة أو ضغط على العصب أو التهابات في الأعصاب، وايضا يجب اسثناء وجود أي مسببات أخرى مثل التهابات مفصل الفك.
علاج هذا المرض يبدأ بعلاج دوائي لتخفيف الألم وأكثر الأدوية فاعلية لهذا النوع من الألم هي الأدوية المستخدمة في علاج الصرع واللتي ايضا تخفف الآلام العصبية، أشهر الأدوية المستخدمة هو التيقريتول وهناك أدوية أخرى قد تخفف الألم ولكنها اقل فاعلية مثل موانع الالتهاب والمورفين، وقد يكون العلاج الدوائي ناجعا خاصة في بداية المرض ومع مرور الوقت تزيد نسبة فشل هذا النوع من العلاج.
وأما العلاج الجراحي فهو لحالات الأورام الضاغطة على العصب، وكذلك لحالات وجود شريان أو وريد وعائي ضاغط على العصب حيث تتم ازالة الضغط وتحرير العصب عن طريق فتحة صغيرة في المنطقة الخلفية من الجمجمة خلف الأذن.
وهناك تدخلات علاجية بدون عمل أي فتحة جراحية وذلك عن طريق ادخال ابرة خاصة الى المدمج العصبي للعصب الخامس عن طريق الوجه ويتم استخدام طرق مختلفة لعلاج الألم عن طريق الإبر مثل حقن مادة الجلايسرول في جذور العصب أو استخدام بالون للضغط على الأعصاب الحسية في منطقة تفرع العصب أو استخدام التردد الحراري الكهرومغناطيسي، ويجرى هذا التدخل العلاجي تحت تخدير موضعي ويكون المريض مدركا ومتجاوبا مع الطبيب المعالج اثناء هذا الاجراء العلاجي، وعادة لا يتجاوز وقت هذا الإجراء الجراحي أكثر من نصف ساعة وبإمكان المريض أن يعود بعدها الى البيت في نفس اليوم، كل هذه الطرق تعتبر ذات فاعلية لعلاج الألم، وهناك بعض الآثار السلبية لهذه الطريقة العلاجية مثل تنميل الوجه ونقص الاحساس أو وجود احساس غريب في منطقة معينة من الوجه وقد يشعر المريض بعدم الارتياح، وفي الغالب هذه الآثار السلبية تكون بسيطة وعابرة، ومن ناحية أخرى قد يتم تكرار هذا الاجراء العلاجي في حالة رجوع الألم.
ومن الطرق العلاجية ايضا العلاج بالأشعة باستخدام تقنيات مختلفة مثل جامانايف Gammaknife أو سايبرنايف Cyberknife لتسليط أشعة مركزة على العصب وعادة ما يكون التحسن تدريجيا خلال الأسابيع الأولى من العلاج، وأخيرا تختلف دواعي كل طريقة علاجية باختلاف مسببات آلام العصب الخامس وحالة المريض الصحية.
الألم قد يكون واحدا من الأسباب الرئيسية التي تدفع بالإنسان لزيارة الطبيب، عندما يستمر الألم لفترة طويلة ولا يتجاوب مع استخدام الأدوية المتعارف عليها لتخفيف الآلام قد يصبح مشكلة رئيسية في حياة المريض تؤثر على أدائه في عمله وعلى علاقته بالآخرين وخاصة أقرب الناس إليه نظرا لسيطرة الألم على حياته اليومية.
الآلام المزمنة تتسبب في بعض الأحيان بفقدان المريض عمله وخلافات عائلية والعزلة من المجتمع والرغبة في الوحدة والشعور بالإحباط والاكتئاب وعدم القدرة على النوم المتواصل والعميق.
بالنسبة للآلام الناتجة عن خلل في الجهاز العصبي سواء الرئيسي المتمثل في المخ والنخاع الشوكي أو الأعصاب الفرعية الممتدة بطول الجسد لتصل إلى كل طرف من أطراف البنية الجسدية.
هنال أمراض عديدة قد تتسبب في أمراض الأعصاب المزمنة وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. مثل الانزلاق الغضروفي والضغط على أعصاب بعينها أو نتيجة صدمة للأعصاب سواء بالقطع الكامل كما في حالات البتر أو شبه القطع الكامل كما في بعض حوادث السيارات والدراجات النارية.
من ضمن الأسباب لهذه الآلام أيضا أمراض عامة قد تصيب الإنسان مثل مرض السكري الشائع في المملكة وبعض السرطانات والعلاج بالكيماوي ونقص المناعة ونقص بعض من الفيتامينات وغيرها.
بالنسبة لمرض السكري، فالآلام المصاحبة قد تكون في شكل خلل في الأعصاب الفرعية الصغيرة وتسبب ألما في القدمين كالشعور بالوخز من وقت إلى آخر أو سخونة (كالحريق) في القدمين وآلام حادة مستمرة تتسبب في فقدان المريض القدرة على النوم المتواصل ليلا وعدم القدرة على الحركة السليمة ومشاكل نتيجة ضغط الجوارب والحذاء على القدمين وازدياد الألم نتيجة لذلك، هناك دراسة بريطانية تستنتج أن هناك مريضا لآلام الأعصاب لكل مئة شخص سليم وهناك دراسة أمريكية تستخلص أن في الولايات المتحدة حوالي أربعة ملايين شخص يعاني من آلام الأعصاب المزمنة.
إن الآلام المزمنة لها تداعيات شديدة على المريض ففي بعض الأحيان تكون سببا في فقدان المريض لعمله ومشاكل في المحيط الأسري وشعور المريض بالإحباط والاكتئاب والنزوح إلى العزلة والوحدة وعدم القدرة على التواصل مع الحياة اليومية.
لذلك ينبغي على المريض استشارة الطبيب المتخصص بعلاج هذه الآلام قبل أن تسوء الأمور.
هناك عدة طرق للسيطرة على الآلام ولكن ذلك يتطلب فترة من العلاج وتجربة عدد من الأدوية وأحيانا الحقن بالإبر والكورتيزون واستمرار التمرينات الرياضية، والعلاج الطبيعي وذلك لرفع قدرة المريض على التعايش مع الألم والعودة إلى العمل مبكرا وإقامة علاقة طبيعية مع المحيط الأسري والحياة الكريمة التي يتسنى لكل إنسان أن يظفر بها.
الصداع هو ألم في الرأس، أو الفروة، أو الرقبة، والصداع ذو أشكال وأنواع مختلفة، فقد يكون الصداع متقطعاً أو مستمراً، وقد يصيب الإنسان شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً، وقد تدوم النوبة عدة ساعات، وتختلف شدتها بين ألم خفيف وألم معتدل إلى الإحساس بألم شديد. لقد دلت الإحصاءات على أن عدد المصابين بأوجاع الرأس من الناس ما بين 10 و15 في المائة.
أسباب الصداع المباشرة
ونقصد بها السبب المباشر للألم، فهذا يكون بسبب تمدد الأوعية الدموية التي بالمخ، وهذه بدورها تضغط على ما حولها من أغشية حساسة، وفي حالة الأورام المخية تضغط على ما حولها، وهذا الضغط داخل الجمجمة يهيج الأعصاب التي بالأغشية والتي بالأوعية الدموية، ذلك لأن المخ نفسه لا يحس بالألم.
أنواع الصداع
قد يكون الصداع سببه غير عضوي بسبب تغيرات فسيولوجية (وظيفية) في مناطق معينة من الرأس، وليس بسبب مرض أو إصابة، وتتجاوز نسبة وقوعه 90% من حالات الصداع، كالصداع النصفي والصداع التوتري والصداع العنقودي وصداع الجوع وصداع الاكتئاب النفسي.
والصداع قد يكون عضوياً بسبب ضربة على الرأس أو حمى، أو الأورام أو ارتفاع الضغط واضطرابات العين والتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى ومشاكل الأسنان والإمساك وأعراض ما قبل الدورة الشهرية، ونسبة وقوع الصداع العضوي تقل عن 10% من مجموع حالات الصداع.
الصداع التوتري
يظهر في جانبي الرأس وعادة يبدأ من خلفها وينتشر للأمام وقد يبدو الألم مكتوماً كأن المكان مربوط بإحكام.
صداع مصدره الأنف والتهاب الجيوب الأنفية
وسببه المباشرالالتهابات للجيوب الأنفية، فيسبب ألماً في مقدمة الرأس والوجه، فنشعر بألم أشد عندما ننحني للأمام أو عندما نستيقظ من النوم صباحاً أو في حالة الرشح الأنفي أو التهاب الحلق، وهذا الصداع يزداد أثناء ساعات النهار.
صداع مصدره العين
فقد يكون من أسباب الصداع اجهاد العين، وهو من الأسباب الشائعة، وهو عادة من النوع غير الحاد، ويجيء من بعد القراءة أو بعد الخياطة لدى السيدات، لا سيما إذا كانت الانارة ضعيفة، وموضعه مقدمة الرأس عادة، وقد ينسبه صاحبه إلى مؤخَّر العين.
صداع مصدره الإعياء
وقد يكون من أسباب الصداع التعب الشديد، وصفته كصفة الصداع الذي ينشأ من اجهاد العين، وهو يبدأ عادة في ضحى النهار ثم ياخذ بالتزايد.
صداع الروماتيزم
يكون الصداع غالباً في مؤخر الرأس والعنق، ويصحبه إحساس بتعب عام وقلة ارتياح.
صداع مصدره الإمساك
وهو كثير الوقوع، وعادة يقوم المريض عن فراشه صباحاً وهو يحس بالصداع، وهو غير حاد، يصاحبه اختلال مزاج ورغبة عن الطعام.
الصداع العنقودي
وهو حاد ومؤلم جداً ويحدث عدة مرات في اليوم ولمدة شهور وينصرف لمدة مشابهة، وهذا النوع ليس شائعاً
صداع نفساني ومصدره الاكتئاب النفسي.
الصداع المرضي
ومن أسمائه الأصدعة الصفراء، وهو صداع يصاحبه غثيان، فهو يأتي على شكل نوبات، يفصل بينها أسبوع أو شهر أو أطول، وهو يبدأ عادة باضطراب في البصر وقد يَعْمَى عمىً طارئا قصيراً، ويأتي بعده ألم مستمر في الرأس.
صداع مصدره ورم في المخ
وأنواع أخرى تنشأ من أسباب مكمنها الرأس ذاته، كورم في المخ،، أو خرّاج، أو التهاب السحايا وموضعه الذي يحسّ فيه هو موضع الخلل او الاصابة التي في الجمجمة، أي: يحس بالألم في مكان واحد هو مكان الاصابة، ويكون الألم في الصباح عادة، ثم يخف كلما تقدم النهار، ويزيد أثناء الانحناء أو التوتر، أو السعال، وبتزايد المرض يبلغ صاحبه حالاً يشتد فيها الألم فلا يجد سبيلاً للخلاص إلا الرقاد في سكون.
الصداع النصفي الشقيقة
تختلف آلام الصداع النصفي عن كل آلام الأنواع الأخرى من الصداع، ويصيب هذا النوع من الصداع جزءاً واحداً من الرأس أي بشكل نصفي، ويعاني منه 25% من النساء و8% من الرجال طوال حياتهم، والمرأة أكثر عرضة لنوباته ولاسيما في مرحلة سن اليأس لتغير معدلات الهورمونات الأنثوية لديها.
والصداع النصفي نوعان
صداع نصفي عادي لا يشعر فيه المريض بدنو النوبة وتستمر نوبته من 4-72 ساعة حيث يشعر بألم في جانب الرأس أو الجانبين وقد يكون نابضاً أو متوسطاً أو شديداً مع القيء وشعور بالغثيان وحساسية للأصوات.
وصداع نصفي تقليدي وفيه يشعر المريض بدنو النوبة مرتين علي الأقل سنوياً، وقد تستمر النوبة 20 يوماً ويسبقها توتر عصبي وتشوش الرؤية.
والأفضل تحديد أسباب ظهور الصداع النصفي ومحاولة تجنبها للسيطرة علي الصداع والوقاية منه على الرغم من عدم وجود أسباب محددة لظهور الصداع النصفي
وهناك نوعان من أنواع علاج الصداع النصفي
نوع يقوم بإيقاف تأثير الصداع النصفي بمجرد بدايته وفيها مادة الإرجوتامين وتوصف للأشخاص الذين يصابون بالصداع بشكل غير دوري أو في الأعراض البسيطة ولا يتناولها مرضى القلب، أوالحوامل.
والنوع الثاني مغلقات بيتا ومغلقات الكالسيوم:
وتمنع ظهور الصداع النصفي، ويوصف للأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي بشكل دوري ومتكرر.
متي تلجأ للطبيب؟
* عندما ينتاب الشخص الصداع فجأة ويكون شديداً أو يصاحبه تلعثم في الكلام واختلاف في الرؤية أو مشاكل في تحريك الساقين أو الذراعين أو فقدان التوازن أو الاضطراب العقلي كفقدان الذاكرة.
* أو لو أخذ الصداع يزيد خلال فترة 24 ساعة، أو صاحبه حمي أو تصلب الرقبة أو الغثيان أو القيء.
* أو في حالة إصابة الرأس أو في حالة أن يكون الصداع شديداً ومركزاً في جهة عين واحدة مع احمرار العينين.
* إذا كان الشخص فوق سن الخمسين والصداع يصاحبه خلل في الرؤية أو ألم في أثناء المضغ.
* في حالة إيقاظه من النوم من تأثير الصداع أو استمراره لعدة أيام أو كان الصداع شديداً بالصباح أو غير معروف السبب.
الوقاية
* ترك التدخين فورا.
* الحصول على النوم الكافي.
* فرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم. ولاسيما إذا كان العمل يتطلب الجلوس طويلا.
* تعلم كيف تسترخي وتتنفس بعمق.
* التقليل من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.
العلاج
علاج الأصدعة يختلف باختلاف أسبابها، فلا بد من الكشف عن السبب وبإزالة السبب يزول المسبّب. فالعين لا بد ان تفحص، من حيث القراءة المجهدة، أو الكتابة المتصلة الطويلة، لا سيما في الضوء الضعيف.
واتباع طرق الاسترخاء تساعد أيضاً كما أن التدليك ووضع شيئاً ساخناً وراء الرقبة تفيد في الصداع التوتري.
ويمكن استعمال الأسبرين والأيبوبروفين والباراسيتامول، ولا يعطي الأسبرين للاطفال.فيمكن للصداع النصفي الإستجابة للأسبرين أو النابروكسين أو توليفة أدوية الصداع النصفي.