كيف يمكن تعديل مواعيد الأدوية بما يتناسب مع أوقات الصيام والإفطار، وماهي الأدوية التي يمكننا استعمالها في نهار رمضان بحسب فتاوى العلماء في هذا الجانب؟ وهو ما سوف نسلط الضوء عليه هنا، وسنجيب عن أكثر هذه التساؤلات طرحاً من قبل المرضى، وذلك فيما يخص أدوية الربو وحساسية الصدر.
بداية، يمكن تقسيم أدوية الربو بحسب طريقة الاستخدام إلى أدوية نتناولها عن طريق الفم، وأدوية استنشاق، وهي أيضاً عن طريق الفم مثل البخاخات وأقراص الاستنشاق، ويمكن أن يدخل في هذا التقسيم أدوية الاستنشاق من الفم والأنف عن طريق جهاز التبخير، وأخيرا حقن تعطى تحت الجلد في حالات معينة من الربو وحساسية الصدر مثل إبر "اوماليزوماب".
وبخاخات الربو عبارة عن علبة أو حاوية فيها دواء سائل يحتوي على الماء والأكسجين ومستحضرات طبية أخرى بحسب نوع العلاج، هذه الأدوية السابق ذكرها جميعها حكمها الشرعي: هي لا تفطر ويمكن استخدامها في نهار رمضان عند الضرورة ما عدا ما يتم تناوله عن طريق الفم فإنه يفطر بحسب فتوى ابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء.
ينبغي تعديل جرعات أدوية الربو في رمضان بما يتوافق مع أوقات الصيام والإفطار، فيما يخص استخدام الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم؛ الأدوية التي تؤخذ مرة واحدة يومياً يمكن تناولها عند الإفطار أو السحور، أما التي تؤخذ مرتين يومياً فيتم تناولها عند وقت الإفطار ووقت السحور، والتي تؤخذ 3 مرات يومياً يتم توزيعها عند وقت الإفطار وعند السحور وتكون الجرعة الثالثة بينهما أي فيما يقارب الساعة 11 مساءً، أو مراجعة الطبيب المختص لإعطاء البدائل العلاجية الممتدة المفعول التي تؤخذ على عدد مرات أقل خلال اليوم وخاصة عند وجود أدوية تؤخذ 3 مرات أو أكثر يومياً، أما بالنسبة لاستخدام باقي الأدوية كالبخاخات وأجهزة الاستنشاق والتبخير، فيتم استخدامها بحسب مواعيدها سواء كانت بانتظام أو عند اللزوم في نهار رمضان أو غيره اعتمادا على فتاوى ابن باز -رحمه الله- وابن عثيمين -رحمه الله- واللجنة الدائمة للإفتاء، والتي سبقت الإشارة إليها في هذا المقال وهي الإباحة عند الضرورة.
إن عدم الانتظام في استخدام الأدوية أو استخدامها بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى فشل الخطة العلاجية أوعدم الحصول على الفائدة المرجوة من العلاج لا سمح الله، كما أن الالتزام بتناول الأدوية سواء قبل أو بعد الطعام بحسب التعليمات، والانتباه من تعارض الأدوية مع بعضها أو مع بعض الأطعمة حسب تعليمات الصيدلي والطبيب المختص، كل ذلك له الأثر الكبير في فعالية وامتصاص الدواء بشكل صحيح والحصول على الفائدة المرجوة بإذن الله.