الجمعة، يوليو 01، 2016

الصيام و امراض المعده

عندما يأكل الواحد منا طعامًا، فإن الأكل ينتقل من الفم للمريء بعد مضغه، والمريء عبارة عن الأنبوب الطويل الواصل بين الفم والمعدة، وحتى يتم ذلك الانتقال، ترتخي عضلات المريء لتسمح بمرور الطعام من خلاله والوصول إلى المعدة، وما أن يصل الطعام للمعدة حتى تنقبض عضلات المريء مرة أخرى، وتنغلق فتحة الفؤاد الواقعة في أسفل المريء، وبهذا لا يعود الطعام إلى المريء، تقوم بعدها المعدة بإفراز كميات كبيرة من الأحماض مثل حمض الكلور التي تساعد على هضم الطعام ثم تقوم بنقله إلى الأمعاء الدقيقة، ولكن ولسوء الحظ، يحدث في بعض الأحيان أن يعاني البعض من تصاعد أحماض المعدة إلى المريء فتحدث حرقة المعدة، ذلك الشعور بالألم خلف الصدر أو عند منطقة المريء وسببها أن العضلات في أعلى المعدة تكون مرتخية في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مغلقة باحكام مما يتسبب في صعود أحماض المعدة للمريء، الذي يؤدي بدوره إلى التهابات حادة فيه، وتسمى طبيًا بالارتجاع المريئي وهي تحدث لخمسين في المئة من سكان أميركا بين الحين والآخر ولكنها تعتبر حالة مرضية تستدعي مراجعة الطبيب والبدء في العلاج إذا حدثت وتكررت مرتين في الأسبوع الواحد.

إن صيام رمضان مفيد لمرضى الارتجاع المريئي، لأن رجوع حامض المعدة إلى المريء يزداد مع امتلاء المعدة، ونستطيع أن ننصح المرضى هنا بأن لا يأكلوا بكميات كبيرة أثناء الفطور وإنما أن يبدأوا الأكل بشرب السوائل ثم يأكلوا بعدها بكميات معقولة وعلى دفعات، وينصح كذلك أن لا يناموا بعد الأكل مباشرة لأنه يزيد من احتمالية الارتجاع المريئي.
للصائمين الذين يعانون من الارتجاع المريئي علاجات عدة، ولكن قبل العلاجات هناك بعض المأكولات التي يجب تجنبها في رمضان وقد وجدت الدراسات أنها تساعد من تخفيف حرقة المعدة إذا امتنع عن تناولها مثل الشوكلاته والتوابل بشكل عام، كما ينصح بممارسة الرياضة وتخفيف الوزن الذي أثبت فعالية كبيرة في تخفيف الأعراض وترك التدخين.
أما العلاجات فيمكن حصرها في قسمين: الأول هي مضادات الحموضة الموضعية المباشرة والثاني هي مثبطات إفراز أحماض المعدة، حيث ان مثبطات الأحماض تقوم بتقليل إفراز الجملة الحمضية في المعدة فتقلل أعراض الارتجاع المريئي بشكل واضح وفعال.
فالقسم الأول تحتوي أدويته على مواد قلوية على الأغلب تعادل الأحماض بالتفاعل معها وتعطي شعورًا مريحًا فوريًا وهي أنواع كثيرة مثل حليب المغنسيوم ويتم تناولها في رمضان في حال الشعور بحرقة المعدة أثناء فترة الافطار.
أما القسم الثاني مثل مضادات الهيستامين كالرانيتدين فتعطى مرتين في اليوم في غير رمضان، مرة صباحًا ومرة مساءً أما في رمضان فيتم تناولها بعد الفطور وبعد السحور، وإن كنت تتناولها مرة واحدة يوميًا قبل رمضان فيفضل تناولها بعد الفطور مرة واحدة فقط.
أما مضادات مضخة البروتون وهي أحد أشهر أدوية حرقة المعدة مثل الاومبرازول والبانتوبرازول والايزومبرازول فتعطى بالعادة مرة واحدة يوميًا في الصباح بالأوقات العادية أما في رمضان فيجب تناولها قبل الفطور أو معه.