يعد الصرع من الأمراض المزمنة التي من الممكن أن ترافق المريض طيلة حياته، مثلها في ذلك كمثل مرض السكري والضغط وأمراض القلب، فهو يحتاج لتناول الأدوية بشكل مستمر، فيتساءل بعض مرضى الصرع عند دخول شهر رمضان المبارك عن كيفية تناول الأدوية، وعن مدى قدرتهم على الصيام وهل يؤثر الصيام على صحتهم أم لا؟.
تختلف أدوية الصرع مع اختلاف أنواعه، وشدته، ومستوى الدواء في الدم، فأغلب أدوية الصرع يتم تناولها على جرعتين، مثل الكاربامازيبين والصوديوم فالبرويت لما تحتويه على مواد تطلق العلاج بشكل بطئ وعلى مراحل، وفي أثناء شهر رمضان المبارك يمكن تقسيم الجرعتين كالتالي: جرعة يتم تناولها مع وجبة الإفطار، والجرعة الثانية يتم تناولها مع وجبة السحور، وذلك لتقليل الأعراض الجانبية المرافقة لهذه الأدوية ومنها الغثيان والنعاس، بينما بعض الأدوية يتم تناولها على جرعة واحدة وهذه لابأس بتناولها سواء مع وجبة الفطور أو السحور، أما بالنسبة للأدوية التي يتم تناولها على ثلاث جرعات فيجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، فقد يحتاج المريض إلى البدائل الممتدة المفعول أو تعديل جرعات بعض الأدوية. أما بالنسبة للعلاجات المرافقة لأدوية الصرع المتمثلة بالكالسيوم وفيتامين (د) فيفضل تناولها على وجبة أو وجبتين من الطعام لتخفيف الأعراض الجانبية مع شرب كمية كافية من الماء أما بالنسبة للفيتامينات المتعددة فإنه بالإمكان تناولها في أي وقت بعد وجبة الفطور أو السحور، وفيما يتعلق بالسيدة الحامل المصابة بمرض الصرع فيجب الرجوع إلى الطبيب قبل اتخاذ قرار صيام شهر رمضان المبارك.
من المهم لجميع الصائمين وخصوصاً مرضى الصرع الابتعاد عن الإرهاق الجسدي، وذلك بالحصول على القسط الكافي من النوم يوميا أثناء الليل مع تناول الطعام الصحي وبكميات معتدلة والإكثار من تناول الخضار والفاكهة والإبتعاد عن التوتر النفسي وشرب كميات متوازنة من السوائل وعدم تناول المشروبات المنبهة مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والابتعاد عن التدخين.
إن الطبيب هو من يقرر تغيير نوع العلاج أو طريقة الاستخدام وهو من يقرر إذا احتاج الأمر إلى افطار المريض أم لا، وذلك بناءً على حالته مع موازنة الضرر مع المنفعة، ويجب تنظيم الأدوية للمريض والحرص على تناولها في الأوقات المحددة مع عدم تقديمها أو تأخيرها عن الموعد المحدد لأن ذلك قد يسبب -لا سمح الله- إلى حدوث نوبة صرع، كما ويجب إبعاد جميع الأدوية عن متناول الأطفال.
ويفضل عدم استخدام الخلطات العشبية لعدم وجود المعلومات الكافية حول هذه المواد ومدى تأثيرها على الجسم، ومن المهم لمريض الصرع إجراء الفحوصات الدورية اللازمة للاطمئنان على صحته، وأن لا يتردد بسؤال الطبيب والصيدلاني المختص عن أي استفسار يجول في خاطره فهم هنا لمساعدته على الدوام.