سن العاشرة غالباً هو السن الأنسب لبدء الطفل في الصيام ولكن يجب مراعاة حالته الصحية وقدرته على الصيام، ومن المهم التدرج في صيام الطفل كأن يصوم نصف الوقت في أول أيام الشهر حتى يتعود ويستطيع الصيام إلى وقت الإفطار مع ملاحظة حالته الصحية فإن أًصيب بالهزال، التعب أو الدوار يجب عليه أن يفطر.
ولتغذية سليمة فيجب أن تحتوي وجبة الإفطارعلى كافة المغذيات التي تمد جسم الطفل بالطاقة وتعوضه عن ساعات الصيام الطويلة في فصل الصيف، وننصح بتناول تمرات لإمداد الجسم بسكريات سريعة الامتصاص وماء من أجل ترطيب الجسم وارتوائه ولا بأس بلبن أو عصير مُعَد منزلياً، وبعد آداء الصلاة يمكن تناول وجبة تحتوي على شوربة وقطعة بروتين مثل اللحوم والدواجن والأسماك والسلطة.
ويفضل أن تكون وجبة العشاء بعد ساعتين إلى ثلاث من وجبة الإفطار، غالباً تكون وجبة العشاء تقليدية تحتوي أطباق شعبية لذا ننصح بأن يتم تجنب الدهون المشبعة والكريمات والقلي.
ويستحب تأخير وجبة السحور، كما ننصح بأن تكون مُشبعة بالبروتين والكربوهيدرات المعقدة وتجنب الأطعمة الدسمة والأغذية العالية بالبهارات والملح كالمخللات والنودلز والشوربات الجاهزة وصلصات السلطات الجاهزة لأنها تؤدي للعطش مع الحرص على تناول أغذية عالية بالبوتاسيوم كالبطاطا الحلوة، الفاصوليا، الزبادي، الموز والقرع لمكافحة العطش خلال ساعات الصيام الطويلة.
ولصحة أفضل ننصح بتقليل تناول المعجنات والمقبلات ومحاولة اضافة حشوات صحية لها (أجبان قليلة الملح والدسم مع الوافر من الخضروات) مع تقليل كمية الدهون عند تحضيرها وشويها بدلاً من قليها، مع استبدال الطحين الأسمر بدلاً من الأبيض.
وننصح بمحاولة اعداد الحلويات العربية بالمنزل بطريقة أكثر صحية وتقليل تناولها، فهي مليئة بالدهون المشبعة التي تؤدي لزيادة الوزن وتلبك الجهاز الهضمي كما أن التسالي ذات محتوى عالي من الملح والسكر كل ذلك يضيف للجسم سعرات عالية بلا أي فائدة غذائية.
أما بالنسبة للعصيرات فيجب التقليل من المصنعة منها والعالية بالسكريات والأصباغ، واستبدالها بعصيرات الفواكه المعدة في المنزل مع التحكم بكميات السكر المضافة، كما أن عصير الخضروات كعصير الجزر مثلاً يمد الجسم بالمعادن والفيتامينات والألياف شرط اعدادها في المنزل وعدم التخلص من الألياف بتجنب تصفيتها، ولا غنى عن الماء فشربه خلال ساعات الليل من الإفطار إلى السحور يروي العطش ويرطب الجسم ويساعد في تعزيز الصحة.
وبين الوجبات الرئيسية يجب توفير أغذية صحية قريبة من الطفل تشجعه على تناولها، كوضع سلة فاكهة في غرفة الجلوس، وتقليل المنبهات للأطفال كالقهوة والشاي واستبدالها بالعصيرات والماء، ويمكن اعداد وجبات خفيفة كالسندويتشات والشوفان بإضافات صحية يفضلها الطفل، ولا بأس بقطعة شوكولاتة أو حلوى مع مراقبة الكميات.
ويجب علينا تشجيع الأطفال على الحركة واللعب بدلاً من الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية على ألا يكون ذلك خلال ساعات الصيام لتجنب الإعياء.
وبعض الأطفال ذو مراس تغذوي صعب فلا يتقبلون كل أنواع الأغذية، فتجد أمهاتم صعوبة في إطعامهم، ذلك قد يعود بالأثر السلبي على صحة الطفل خصوصاً في شهر رمضان المبارك، لذا نوجه الأمهات بالصبر (وطول البال) ومحاولة إشراك الطفل وأخذ رأيه فيما يحب من أصناف الطعام واستبدال أطعمة بأطعمة شبيهة لها في القيمة الغذائية، فمثلاً إن رفض الطفل تناول السمك يمكن استبداله بالدجاج، وإن رفض فاكهة معينة تُستبدل بفاكهة أخرى، مع محاولة أن يكون طعامه محتوياُ على أطعمة ذات ألواناً زاهية.
ولاتحاولوا أبداً إرغام الطفل على إكمال وجبته ولا تستسلموا أو تقوموا باستبدالها بالحلويات أو التسالي، واجعلوا وجباته في أوقات معينة حتى يتعود على الروتين المحدد.