الثلاثاء، أكتوبر 12، 2010

الصداقه الإلكترونيه

 في بريطانيا أصبح من كل ثلاثة أصدقاء هناك صديق واحد افتراضي يتحاورون معه عن طريق الإنترنت ولن يروه مدى الحياة، في الصين هناك 75 صديقا افتراضيا لكل شخص.
تطور الصداقة الافتراضية
هذا التحول في العالم ككل لسنا بعيدين عنه، فمواقع الشبكات الاجتماعية أصبحت تزخر بالعديد من الصداقات الافتراضية، فمصر مثلاً تعد من ضمن الثلاثين الأوائل في استخدام موقع الفيسبوك، وأصبحت الصداقة من خلال الإنترنت أمر حتمي، فهناك من يتشاركون ذات الأفكار في المنتدى والشبكة الاجتماعية، يتحاورون طوال اليوم وفي أي وقت، ومن دون أن يكون هناك خوف من إزعاج، فبمجرد ترك تنبيه لصديق الافتراضي على الإنترنت، تجده رهن الإشارة في الوقت الذي تريد، وربما تتطور الصداقة ليصبح معك على أحد برامج الدردشة تتجاذب معه كل أنواع الأحاديث الخاصة والعامة من دون أن يطلع على مجريات لقائكم أحد، وربما تتطور الصداقة ليصبح النقاش من خلال دردشة البلاك بيري أو غيرها، وإذا زادت الثقة بينهما يصبح النقاش هاتفيا من خلال برامج الاتصال على الإنترنت أو حتى من خلال التحدث عبر الهاتف المحمول، وقد تتطور العلاقة ليصبح هناك لقاء مباشر في أحد الأماكن العامة.
إحصاءات حول استخدام الإنترنت
أعمار مستخدمي الإنترنت لغرض التواصل مع الآخرين بين 15 و24 سنة، ويندرج تحت التواصل مع الآخرين أنشطة مثل استخدام البريد الإلكتروني والتحدث في غرف المحادثة والمشاركة في المنتديات والتجمعات.
هذا الأمر يسترعي التفكير قليلاً
هناك نسبة جيدة تتطلع إلى تحويل الصداقة الإلكترونية إلى حقيقية
رأي متصفحي الإنترنت
البعض لا يتعمد البحث عن الصداقة على الإنترنت، ولكنها تتكون في ظل التعامل مع الشبكة العنكبوتية، ومتى ما تطور التعامل مع متصفحي الإنترنت لتصبح العلاقة صداقة افتراضية ففي هذه الحالة يعامل هذا الصديق الافتراضي تماماً كالصديق الحقيقي، وهذا مكنها من مقابلة العديد من صديقات الإنترنت في أماكن عامة، وفي حالة فقد الصديق الافتراضي  يستاء ويحزن عليه وإذا كان هناك سبب واضح ومقنع لغيابه لا يبحث عنه ولكن إن كان الاختفاء مفاجئا فإنه سيهتم بالبحث عنه من خلال الانترنت فقط، ولكن إذا كان الصديق الافتراضي ذكر فهنا التعامل معه في ظل ما لا يشعره بالخجل من كشف هذه العلاقة تبعا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)، مع التقيد بالتعاليم الدينية في ذلك.
بينما يرى البعض أن اللقاء الواقعي الأول مع الصديق الافتراضي من شأنه أن يكشف شخصيته التي لا تظهر من خلال الإنترنت، فإذا كانت شخصيته توحي بالسلبية فهذا الأمر لا ينسحب على وضع الصداقة من خلال الإنترنت فهنا يحاول أن يتقبل شخصيته بحسب ما تفرضه المعاملة الإنسانية، ولكن نادراً ما يتطور الأمر لصداقة واقعية ويظل الأمر وفاء وتعامل في حدود معينة بما لا يضرهما.
البعض يرى أنه ليس بالضرورة أن يبحث عن الصداقة من خلال الإنترنت، لكن لا يمانع من وجودها، ويعرف الصديق الافتراضي بأنه في الغالب الصديق الذي لا يعرفه حق المعرفة ولا يعرف عائلته ولا يعرف مكان عمله ولا يعرف أيضاً أي رابط يمكن أن يجده في الواقع من خلاله، وإنما التقيا في عالم الانترنت فقط، ولذلك تكون نقاشاتهما في مواضيع من غير الممكن الغالب مناقشتها مع أصدقائه الحقيقيون لأنه تسبب نوعاً من الحرج.
 أن هذا الأمر لا يدوم عنده كثيراً لأنه يرى ضرورة أن تتطور الصداقة الافتراضية إلى صداقة حقيقية، فالبعض يبادرمقابلة صديقه الافتراضي، ولا تتوطد علاقتهما إلا بعد معرفته حق المعرفة، ومتى ما وصلت إلى هذه المرحلة فهو لا يتحفظ في الحديث مع الصديق الافتراضي عن مواضيع عامة أو خاصة أو حساسة. وفي حالة فقد  صديقه الافتراضي لا يرى أهمية في البحث عنه، وينسى هذا الصديق لتأكده أنه لن يندم على عدم البحث عنه
الخلاصة
لا بد أن يعي مستخدم الإنترنت أو الباحث عن الصداقة الافتراضية طرق الحماية من علاقات الإنترنت، ويحاول المحافظة على خصوصيته عبر الشبكة، وعدم البوح بأسراره هناك.