تقنية تعقب العين تجرى لمعرفة كيف ينظر الأشخاص للأشياء من حولهم سواء كانت ملصقات طبية أو إعلانات في الصحف أو حتى لمواقع الإنترنت. إلا أن تقنيات تعقب العين يمكن الاستفادة منها في أبعد من ذلك وهو في مجال التشخيص لذوي الاحتياجات الخاصة.
ففي بعض حالات ذوي الاحتياجات الخاصة مثل صعوبات التعلم بأنواعها والتوحد يمكن توظيف تقنية تعقب العين للكشف عن أعراضها. على سبيل المثال لنأخذ من مجال صعوبات التعلم العسر القرائي (dyslexia)، والذي يعرف على أنه اضطراب في إتقان المهارات اللغوية اللازمة للقراءة والكتابة والهجاء. فبواسطة تقنية التعقب يمكن الكشف عن وجود عسر قرائي لدى شخص ما وذلك عن طريق مراقبة حركة عينه وثباتها.
من الملامح المعروفة لهذه الصعوبة وجود تذبذب ورجوع في مسار حركة العين وبكثرة خلال قراءة الكلمات، بالإضافة إلى إطالة النظر في الكلمات خلال قراءتها مقارنة بالأشخاص العاديين. كما أن نفس الأعراض السابقة تنطبق على الصور. فمن من لديهم عسر قرائي لا يستطيعون تثبيت نظرهم في مسارات محددة من دون وجود اضطراب وتشتت خلال النظر.
وللتأكد من هذه الأعراض أجرى الدكتور (Anikar Haseloff) من جامعة هوهنهايم (Hohenheim) في ألمانيا اختبارا على التشتت البصري لعينة من الأطفال. وقد أظهرت نتائج الاختبار أن الأطفال الذين لا يعانون من عسر قرائي كانوا أكثر تركيزا في الصورة على العكس من الأطفال الذين شخصوا بإحدى درجات العسر القرائي.
أما في مجال التوحد، فقد أظهرت نتائج بحث توصل له باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وباستخدام تقنيات تعقب العين، أن الأطفال الصغار المصابين بالتوحد يقضون وقتا أكبر في تفحص الصور الهندسية المتحركة أكثر من الصور الاجتماعية التي يظهر فيها أشخاص متحركون. ويتوقع أن تساعد نتائج هذه التجربة التي أجريت على 110 اطفال بين عمر سنة ونصف وحتى 3 سنوات، الأخصائيين في الكشف عن حالات التوحد من سن مبكرة لدى الأطفال.