تعرف المعلوماتية (Informatics)، أنها استخدام تطبيقات الحاسب الآلي والإنترنت في المجالات العلمية والعملية، والمعلوماتية الحيوية أحد هذه المجالات، ويقصد بها فهم وتحليل البيانات البيولوجية، من خلال استخدام تطبيقات الحاسب الآلي والإنترنت لحل المشاكل البيولوجية الحيوية، وتطوير قواعد بيانات عن هذا العلم. ويعد علم الأحياء أحد العناصر الرئيسة في المعلوماتية الحيوية.
تم استخدام المعلوماتية الحيوية بفاعلية في تجارب وأبحاث الجينوم البشري، حيث يتوقع العلماء ثورة كبيرة في فهم الأمراض واكتشافها وعلاجها. واستطاع العلماء فك شفرة الجينوم البشري التي تتكون من ثلاثة بلايين رمز تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى. ولكن هذه الرموز لم يتوصل العلماء بعد لحلها ومعرفة أسرارها الدقيقة، لكنهم بصدد سبر أغوارها العميقة، وفي حال تحقق معرفة هذه الشفرات، فإن هذا يعني ثورة طبية غير مسبوقة في عالم الطب والأمراض. ولست هنا بصدد الحديث عن علوم الأحياء والجينوم البشري والخلايا، فلها علماؤها المتمكنون. ولكنني أؤكد على حقيقة مهمة لا تقبل الجدال، وهي أن التقنية أصبحت القاسم المشترك في كل العلوم والمجالات. فلم يعد هناك أي مجال علمي أو عملي إلا واستفاد من التقنية بشكل أو بآخر وتسخيرها لتطوير حقول العلم والمعرفة ومجالات العمل المختلفة، فالتطور الكبير الذي تشهده جميع مجالات العلم والعمل عِماده تقنية المعلومات، حيث أصبح عن طريقها تجاوز مرحلة الأبحاث والتطوير إلى مرحلة التطبيقات المعلوماتية لهذه المجالات، مما يعني إسهام التقنية بشكل كبير جداً في تطوير مختلف المجالات العلمية والعملية بشكل مباشر.
وقد استطاع العلماء والمتخصصون، عن طريق تطويع التقنية اكتشاف وتطوير الكثير في مجالات العلم والعمل مما لا يستطيعون تحقيقه بالطرق التقليدية. ولذا فإن التقنية كسبت الرهان في إحداث التطور الحقيقي لجميع مجالات العلم والعمل المختلفة، ولا زال في جعبتها المزيد من المفاجآت السارة لإسعاد البشرية يوماً بعد آخر.