أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن صيام يوم واحد في الشهر يخفض فرصة الإصابة بضيق الشرايين بنسبة 40%. وعرضت الدراسة التي أجراها باحثون من مركز إنترماونتين الطبي بالتعاون مع جامعة يوتاه الأمريكية، بالمؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للقلب بحسب ما ذكر موقع ناتشيورال نيوز الإلكتروني الأربعاء 23-7-2008م.
وقال الباحث بنجامين هورن المشارك في الدراسة: "لم يكن واضحا لماذا يعود الصوم بالنفع على القلب؟"، وتوقع أن تكون إفادة الصوم للقلب غير مباشرة، ومرتبطة ببعض الخصائص الأخرى مثل التحكم الجيد في النفس عن طريق ضبط الوجبات.الصوم سر الصحةوبدأ الباحثون الدراسة عندما لفت انتباههم انخفاض نسبة المصابين بانسداد الشرايين بين أبناء طائفة المرمون مقارنة بغيرهم أثناء تحليل لبيانات طبية مدونة بسجلات المرضى في ولاية يوتاه الأمريكية.
وحتى بعد الأخذ في الاعتبار معدلات التدخين المختلفة ظلت نسبة الإصابة بانسداد الشرايين بين أبناء الطائفة أقل بشكل ملحوظ عمن سواهم من أبناء الطوائف الأخرى في الولاية.
ودفع هذا المؤشر الباحثين إلى إجراء مسح على عينة إحصائية ضمت 515 شخصا، بلغت نسبة المرمون منهم نحو 92%، وسُئل المشاركون بعض الأسئلة عن عاداتهم المرتبطة بطقوس وعبادات الطائفة، بما في ذلك صيام يوم كل شهر، وتجنب شرب الخمور، وكذلك الامتناع عن احتساء المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والذهاب للكنيسة، والتبرعات الخيرية.ومن بين هذه العبادات والطقوس، اكتشف الباحثون أن العامل المؤثر في خفض نسبة الإصابة بأمراض القلب كان هو الصوم، حيث لم يبد سوى 59% من عينة المسح استعدادا للإصابة بأمراض القلب، وكانت المفاجأة أن هؤلاء كانوا من الصائمين بانتظام، فيما أبدى نحو 67% من غير الصوامين استعدادا أكبر للإصابة بأمراض القلب.وظل الفارق واضحا بين الصوامين وغير الصوامين حتى بعد أن قام الباحثون بضبط النتائج بعد الأخذ في الاعتبار عوامل السن والوزن والحالة الصحية العامة بما في ذلك نسبة الكوليسترول المرتفعة وضغط الدم، ونسبة السكر لدى مرضى داء السكري.وبالعودة للمتخصص هورن فقد واصل تخميناته التي قادته إلى أن منفعة الصوم العائدة على القلب ربما ترجع بشكل مباشر إلى أن الصيام يحرم الجسم من الأكل والسكر، مما يعني توقف إفراز الأنسولين، وهذا بدوره يمكنه أن يمنع توليد حساسية الأنسولين (لدى الصائم) ذات العلاقة بالنوع الثاني من مرض السكري وهو أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب.لكن هورن عاد وحذر مرضى السكري من الصوم لخطورة هذا الأمر بالنسبة لهم، كما أنه نوه إلى أن الصيام ليس مفيدا بالنسبة للذين يريدون إنقاص أوزانهم؛ لأن الجسم يبدأ في تخزين الدهون فور العودة لتناول الطعام مباشرة.فوائد صوم المسلمينيذكر أن فوائد وبركات الصوم لدى المسلمين التي لا تكاد تُعَدُّ أو تحصى، يضم لها من الفوائد الطبية أو الصحية للصيام الشيء الكثير مما حدا بالأطباء لإحاطته باهتمام بالغ، ودفعهم للوصاية به لما فيه من فوائد عديدة لتنقية الجسم من شوائبه، وعلاج الكثير من الأمراض.فيتسبب الصيام في انخفاض ضغط الدم لدى الصائم بقدر يحتمله الإنسان الطبيعي، ويستفيد منه من يعاني من الضغط المرتفع؛ بسبب الجفاف المؤقت الذي ينتج عن عدم تناول السوائل، وانخفاض نسب الكولسترول في الدم، وترسباتها على جدران الشرايين.ومما كشف عنه الطب الحديث أن الجهاز الهضمي للإنسان في حاجة للراحة، فالصيام عن الطعام والشراب يريح المعدة والأمعاء والكبد والمرارة والبنكرياس.فإراحة الكبد عن قيامه بالعمليات اللازمة لهضم الغذاء يدعه يتفرغ لعملية تنقية الجهاز الدموي من المواد الضارة به والناتجة عن عمل خلايا أجسامنا المستمرة.كما أن إراحة الجهاز الهضمي تحول الجهاز الدموي إلى أعضائنا الأخرى للتركيز على تغذيتها، ومن أثر ذلك -مثلا- ما يشعر به الصائم من تحسن نقاوة جلده ونضارته.والصيام يؤثر إيجابيًّا على عملية إزالة المواد الضارة الموجودة بالجسم من خلال القولون والكليتين والمثانة والجلد والرئتين والجيوب الأنفية؛ وبالتالي نلاحظ في أثناء شهر الصوم زيادة إفرازات الجسم (خاصة المخاط)، والتي تعمل على إزالة هذه المواد الضارة الناتجة عن تراكمات عمليات الخلايا الحيوية.كما أن للصيام تأثيرًا إيجابيًّا على تقوية الجهاز المناعي من خلال زيادة أعداد خلايا الدم البيضاء المختلفة وتكوين الأجسام المضادة، بالإضافة إلى تحسن المؤشر الوظيفي للخلايا الليمفاوية بمعدل عشرة أضعاف.وأشارت بعض الدراسات أيضا إلى أن للصيام تأثيرًا إيجابيًّا على تنقية الجسم من الخلايا الورمية من خلال إيقافه لعمليات الانقسامات التكاثرية للخلايا الورمية، وزيادة نسب موت تلك الخلايا، بالإضافة إلى زيادة نسب مادة الكورتيزون في الجسم أثناء عملية الصيام.