الثلاثاء، سبتمبر 22، 2009

ماذا بعد رمضان ؟

مع وداعك يا رمضان، ثم فرحة الدنيا بالعيد السعيد، حيث شملها الحب والإخاء.. ولبست ثوب الفرحة والهناء.. ها نحن عشنا جميعاً ملتزمين قدر الجهد بهذه القيم الإسلامية النبيلة التي دعانا الله إليها وجاء رسوله الحبيب قدوة لنا فيها.. وكلها تلتقي في جنان الإسلام - الذي لا دين عند الله سواه.. هذا الدين - وهذه القيم العظيمة التي عشناها في أيام الصوم - يا ليتنا نستمر على التمسك بها.. ياليتنا نداوم في الحفاظ على أصولها.. ياليت كلاً منا لا يغير ما كان عليه في رمضان من خُلق كريم، وسلوك نبيل، وسماحة طيبة، وعطاء وخير وحب للمسلمين أجمعين. ولأن الدين عند الله الإسلام. لذا فإن الإسلام هو منهج الحياة الأسمى، وهو الصراط المستقيم إلى الله خالق كل شيء، وهو دعوة التوحيد التي لا حياد عنها. وإذا كانت لنا قيم عظمى نتمسك بها فليست هناك قيمة أعظم ولا ألزم لنا من التمسك بتعاليم الإسلام في كل شؤون حياتنا. بل إن قيمنا كلها تنبع في أصولها من الإسلام، وكل ما عند العرب من قيم حتى قبل الإسلام فإن الإسلام قد أقره، وتبنى ما هو عظيم منها. ويقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - (إنما بُعثت متمماً لمكارم الأخلاق).
هذه الأخلاق، وهذه القيم تتمثل في البشاشة، وحب الآخرين، وحسن الظن بهم، ومشاركاتهم في السراء والضراء.. ليت هؤلاء المقطبين في وجوه الناس، والذين لا يحسنون الظن بالآخرين يدركون أن هذا ليس من قيم الإسلام. الإسلام يتسم بالقدرة على استيعاب الحياة بكل جوانبها، والحل لكافة مشكلاتها الحالية والمتجددة. لأنه منهج البشرية جمعاء، أرسى مصدره الإلهي في قواعده وأصوله، من سعة الآفاق، وكلية الإحاطة، ما جعله عالمياً قادراً على الحياة والعطاء والإبداع. وإذا كان تصور الفكر المادي للإنسان والحياة تصوراً ضيقاً يتجاهل المعاني الروحية، ويجعل هذه الحياة هي البداية، وهي النهاية، وهي الغاية وبذلك تبقى الغرائز في الإنسان مشدودة إلى حيوانيتها، بدلاً من السمو بها إلى آفاقها الإنسانية، فإن التصور الشامل للحياة يربط المادة بالروح، ويربط الحياة الدنيا الزائلة بحياة خالدة هي الغاية، وبذلك يربط الإنسان بالله، فتسمو غرائزه، ويعود إلى الصورة المثالية التي أرادها الله له، ويستقيم في كل عمل يعمله. هكذا تكون كل تصوراتنا للإنسان والكون والحياة منبثقة من التصور الإسلامي الشامل، وأن ننهج في حياتنا العملية سلوكاً مستقيماً يؤكد هويتنا الإسلامية انطلاقاً من الثقة المطلقة بشمولية المنهج الإسلامي، الذي نظم عملياً علاقة الفرد بنفسه، وعلاقته بخالقه، وعلاقته بأسرته، وعلاقته بمجتمعه، وعلاقته السياسية، والاقتصادية والثقافية. وانطلاقاً من إيماننا بشمول المنهج الإسلامي نرى أن أهم المرتكزات التي تقوم عليها الحياة العملية هي العودة إلى المنابع الصافية للعقيدة، كتاب الله وسنَّة رسوله، ومقاومة البدع الفاسدة، والأباطيل الدخيلة على الدين، ومقاومة نزعات الذين يحاولون عبر إعلامهم إضعاف الوعي الديني الصحيح لدى الناس أو إدخالهم في متاهات التأويلات التي لا تخلو من سوء المقصد وزيف الحقيقة.
ذلك لأن الإسلام دين شامل لشتى المعاملات، جامع لكل العلاقات الشخصية، والاجتماعية، والعالمية متمثلة في: - علاقة الإنسان بالله:
وتتمثل في الإيمان الصادق الذي يربطه بالقيم الأخلاقية، وفي إقامة العبادات، والشعائر، واحترامها لقيم الاتصال الدائم المتجدد بالله، وهو اتصال يتم مباشرة دون واسطة بشرية، كما هو الحال في بعض المعتقدات (زعماً باطلاً).
- وفي مجال علاقة الإنسان بمجتمعه الذي يعيش فيه، فإن سمو العلاقات في مراقبة النفس مراقبة واعية تروض الغرائز الذاتية، وتقيدها بالقيم الأخلاقية التي ندعو ألا تذبل أبداً - تلك القيم التي تشكل معايير استقامة البنية الاجتماعية - والتي تدعو أن تكون مصلحة المجتمع فوق مصلحة الفرد (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، كما تدعو إلى المساواة والتعاون (وتعاونوا على البر والتقوى).
ومن أعظم قيمنا الإسلامية أيضاً العلاقات بالكون والأشياء، ذلك السمو الذي يتمثل في التفكير الذي يحرر العقل من الأوهام، والخرافات، والانغلاق، ويطلقه مفكراً في ملكوت الله، ذلك لأن التفكير، وطلب العلم، والمعرفة، والاتقان، والإبداع أمور تعتبر في الإسلام فريضة ترقى إلى مستوى العبادة. (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
ومن القيم السامية في الإسلام قيمة علاقة الإنسان بالمال - المال الذي هو عصب الحياة، وهو الشهوة الكبرى التي تحرك حياة الناس - وهو سر الصراع العالمي اليوم. وسمو قيمة المال تتمثل في أساس أكده الإسلام، وهو أن المال مال الله، وأن الإنسان مؤتمن عليه، ومستخلف فيه (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه).
إذ لا يجوز احتكار المال أو كنزه، وحبسه عن تحقيق النفع والخير العام (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم).
لكن مع وجوب الاستقامة في التصرف في المال (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً).
ومن أبرز قيمنا الإسلامية الاهتمام بالأسرة إذ يبدأ الإسلام برعاية الأسرة باعتبارها نواة المجتمع، وإعداد المرأة إعداداً يمكنها من القيام برسالتها العظيمة في البيت، كأم فاضلة، ويمكنها من مشاركة الرجل في التعليم، والعمل، وبناء الحياة في المجالات التي تتفق وأنوثتها، والتي تستطيع أن تبدع فيها (النساء شقائق الرجال).
واهتمام الإسلام بالتربية والتعليم وفقاً لمنهج يساير التقدم العلمي، وإعداد الشباب إعداداً روحياً، وبدنياً، وعلمياً، وأخلاقياً يمكنهم من تحمل المسؤولية بجدارة كما يهتم بالثقافة والإعلام لتعيش كل أجهزة الدولة وكل فئات المجتمع واعية مدروسة متطورة مع الحياة. هذه لمحات من قيم الإسلام الذي هو ديننا، وهو منهجنا العلمي الدائم الذي لا بديل عنه.
الآن ماذا بعد رمضان ؟ و الإجابه على الرابط التالى :
http://www.4shared.com/file/65618022/371845b9/___online.html