في أول أيام عيد الفطر تبدأ العائلات بإعداد الولائم وتبادل الزيارات وتقديم أصناف الحلويات الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة الإسلامية، وتغلب عليه طابع العادات الاجتماعية للاحتفال بهذه المناسبة. وعادة يتم فيه التواصل المميز بين العائلات، وفي خضم هذه الزيارات نجد أن المرء يستبدل النمط الغذائي الذي كان يتبعه في رمضان، والذي تكيف معه بعدم استقبال الأغذية طوال النهار، ليتفاجأ الجسم بتغير أوقات تناول الغذاء، ونوع وكميات الوجبات دون سابق إنذار، مما يزيد من العبء على الجهاز الهضمي، حيث نلاحظ إصابة البعض بالتلبك وسوء الهضم والحرقة والنفخة وآلام المعدة والأمعاء. إن من اللافت للنظر تغير العادات الغذائية للمجتمع في العقود الأخيرة، ورغم بعض الإيجابيات لهذه التغيرات، بتنوع وتعدد الوجبات، إلا أن الشيء السيء هو المبالغة والإسراف في تقديم وتناول مختلف الأغذية، وحب التفاخر والتقليد لدى البعض وربما الرغبة في الظهور بالشكل اللائق، فتبدأ الاستعدادات قبل عدة أيام (وربما أسابيع) ، ناهيك عن التبذير في مثل هذه المناسبات. إن من أبرز الأخطاء الغذائية الشائعة في أيام العيد عدم تناول وجبة خفيفة بعد صلاة الفجر، ويزداد الأمر سوءا عند تناول الشاي أو القهوة على معدة فارغة، فيؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة وارتفاع الحموضة وفقد الشهية وزيادة ضربات القلب، كما أن تناول الوجبات والمشروبات عند كل زيارة في هذا اليوم، يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من الوجبات دون الشعور بذلك، والإفراط في تناول الحلويات تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم الذي يشتهر به مجتمعنا، ومع المجاملات والإحراج تجد أن المرء ينصاع لتناول الحلويات تباعا، مما يزيد من ارتباك ومشاكل المعدة والأمعاء، وربما الإصابة بالإسهال، وتتضاعف المخاطر الصحية لدى المصابين بأمراض السكري والضغط والقلب، وللخروج من مأزق المجاملات بأن تتناول الحلوى وتضعها على الطاولة بدلا من استهلاكها منعا للحرج، فهذه هي أكبر مجاملة يجب أن تأخذها على عاتقك إذا كانت صحتك تهمك.
إن من المناسب الرجوع تدريجياً إلى النمط الغذائي العادي. حيث يفضل البدء بكميات قليلة من الطعام في الصباح الباكر، مثل تناول بضع حبات من التمر قبل صلاة العيد, مع تصغير حجم الوجبات بعدها لإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وتجنب إرباك الجهاز الهضمي وتناول كميات كافية من السوائل والأطعمة الغنية بالمحتوى من الألياف الغذائية, لتجنب حالات الإمساك خلال أيام العيد وسيساعد هذا النمط الجهاز الهضمي للتأقلم والعودة للنمط الغذائي الطبيعي الذي كان سائداً قبل الصيام. الأطفال وحلويات العيد يمكن تصنيف معظم الحلويات المتواجدة في الأسواق بأنها كوارث غذائية، فهي تقوض النظام الغذائي للأطفال بزيادة تناول السكر والمواد المضافة، وللأسف فإن معظم الحلويات تُسوق بصور شخصيات الكرتون أو الألغاز والهدايا التي تجذب الأطفال إليها.
وعموما فإن أغلب الألوان الصناعية تؤخذ من قار الفحم، ولو سلمنا بأن المضافات الغذائية غير مضرة عند إضافتها بالحدود المسموح بها، إلا أن أن معظم الدول النامية للأسف تعاني من قصور في التشريعات الصحية أو الجهات الرقابية أو الأجهزة التي يمكن من خلالها الكشف عن حدود الكميات المسموح بها من المواد المضافة، وهكذا فإن إجراءات صنع الحلويات في بعض الدول سهلة وربما ممتعة، حيث يمكن إضافة المواد الحافظة والمواد الملونة بأي كمية وفق توفرها، مع عدم الاكتراث بنوع وحدود الكميات المسموح بتناولها ، وتجاهل تسجيل أسماء المواد المضافة على غلاف العبوات، فلا حسيب ولا رقيب، لذلك فإن تناول الحلويات من بلدان غير موثوقة يعد خطرا على الصحة، وتزداد الخطورة عندما يتناولها الأطفال أو الأم الحامل (قد يسبب مشاكل صحية أو تشوها للجنين)، ويتميز الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السبع سنوات بعدم كفاءة عمل إنزيمات الكبد، مما قد تتسب له ببعض الأعراض المرضية مثل الحساسية والربو، إضافة إلى تأثيرها على خلايا مخ الأطفال، وقد اكتشفت دراسة علمية تأثير بعض المواد المضافة للحلويات على اضطرابات التركيز الذهني واهتياج السلوكيات لدى الأطفال بشكل مفرط وزيادة النشاط والتوتر غير الطبيعي على الأطفال مع تدنى قدرات تركيزهم في المحافظة على الانتباه الذهني. حلوى المص تسبب تسوس الأسنانوقد اتهمت مجموعة من المواد المضافة ، أهمها:
1. صبغة أصفر غروب الشمس sunset yellow FCF (E110 ، وتتواجد في الحلوى والمشروبات الصناعية بما فيها المشروبات الغازية ذات اللون البرنقالي.
2. صبغة كوينولاين quinoline yellow E104 وتعطي صبغة اللون الأصفر.
3. صبغة كارموسين carmoisine E122وتعطي اللون الأحمر القرمزي.
4. صبغة اللورا إيه سي allura red E129 وتعطي اللون البرتقالي المحمر.
5. صبغة الترتازين (الطرطزين) tartrazine E102 وتعطي اللون الأصفر.
6. صبغة مادة بونشيا 4أر ، ponceau 4RE124 وتضاف لإعطاء الألوان الحمراء.
تعتبر حلوى المص (الحلوى التي في طرفها عود) من أعظم الاختراعات التي كشفتها البشرية في القرن العشرين في تسببها بتسوس الأسنان، وينافسها في ذلك الحلوى التي تلصق على الأسنان عند مضغها، ففي غضون ربع ساعة تصل البكتريا إلى أوج نشاطها مسببة تسوس الأسنان، علما بأن حلوى المص الصلبة التي بدون عود تشكل نفس خطر التسوس إضافة إلى خطر الاختناق، فلا يجب أن يتناولها الأطفال الصغار، وعند تناولها يجب الحذر عند اللعب والحركة، ويجب أن يكون لدى الوالدان مبادئ الإسعافات الأولية، وتعلم كيفية التصرف عند الاختناق بالحلوى. ختاما.. يجب أن نكون جميعا في ريب عند شراء الحلويات، وأن لايؤثر جمال التغليف وأناقته على اختياراتنا، وأن نمضي فترة أطول من الوقت في فحص المنتجات التي نشتريها، وأن نقرأ ما عليها مهما كانت طباعته دقيقة أو صغيرة، مع حمل عدسة مكبرة لاستعمالها عند الضرورة ..!!