الاثنين، سبتمبر 28، 2009

الأطفال اليتامى

تهتم الكثير من الدراسات والتقارير البحثية المعنية بقضايا الطفولة في المجتمعات على توفير الأرضية اللازمة في التنشئة السليمة للإنسان في انطلاقته للحياة، كقاعدة أولية لترسيخ المكونات العلمية والاجتماعية وعلى مختلف المستويات وبناء مجتمع سوي يبدأ من الركن الأعظم وهو الاهتمام بكل ما يخص عالم الطفولة يقينا منها أن الطفولة هي المفصل الأساسي في غرس شتلات يافعة لتعطي في المستقبل ثمار يانعة. ورغم هذا الإدراك والفهم والمحاولات للإعداد هناك جملة من المعوقات والصعوبات الواقفة حجر عثرة وتقضي إيجاد الحلول لها قبل أي انعطافة أخرى أو لربما قبل أن يتحول هذا الركن الأساسي في أي مجتمع إلى مصدرا للشقاء والتعاسة لو فقد بعد الوالدين اهتمام المجتمع الذي يعيش فيه ويقينا إن هناك أسباب تتعالى على قدرة البشر وهو الموت الذي يصادف أي احد ولكن من يدفع الثمن مكلفا دوما هم الأطفال الأيتام ممن فقدوا أما أو أبا خاصة وهم حضنه الدافئ ومصدر سعادته وتأمين ما يمكن لهذا الطفل أن يكون فاعلا كغيره من الآخرين ولا يعني ذلك إن كل طفل يتيم سيفشل في الحياة ولكن لو غابت شروط الرعاية لهذا الطفل ولم تتوفر له بيئة دافئة أخرى كالمجتمع الواجب توفير كل الضمانات من الرعاية والاهتمام كما الوالدين باعتبارهم القوة الرئيسة الأولى في تامين المتطلبات المنزلية وتربيته على القيم الفاضلة دوما وعلى تامين حاجات الطفل من النواحي التربوية والاقتصادية والاجتماعية واهتمامنا بالطفل اليتيم لا ينبغي أن يقل عن اهتمامنا أي فئة بالفئات الأخرى من اقرأنهم والتي إن أهملت ستؤثر على العملية التنموية اعتبارها ستتجاهل تفعيل نسبة لا يستهان بها من الطاقات في حالة من الوجوم بل قد يتم استغلالها من ضعاف النفوس والاستخدام في القيام بخروقات قانونية وارتكاب جرائم بحق مجتمعاتهم
ضريبة التجاهل
من يتابع حال الكثير من الأطفال الأيتام يجد الكثير من هؤلاء نتيجة ضعف الإمكانات المادية نتيجة غياب احد الوالدين أو ربما الاثنين معا قد تسربوا من صفوفهم المدرسية وانتقلوا إلى بيئة أخرى تفوق قدراتهم العضلية والنفسية تحت ضغط الظروف المعيشية وعدم قدرة الأسرة على توفير المستلزمات المدرسية والتي إن كانت مجانية في المرحلة الأولى فهي تتطلب منه تامين الجوانب المكملة لها من ثياب ومواصلات ومستلزماتها العديدة ناهيك عن احتياجات الأسرة التي تدفعه باتجاه سوق العمل مما جعله في حالة من الضغوط النفسية وجعله عنصر ذو قابلية لاستقبال المؤثرات مهما كانت نوعيتها والوصول لدرجة التمرد على واقعه وهو يرى اقرأنه يكملون مراحل حياته المتعددة و مع تحقيق رغباتهم خاصة في حالة اليتيم الذي لا يتوفر له من يقدم له يد العون من النصيحة والتوجيه في مجتمع ينظر إلى كل أفعاله بنظرة العطف دون أن تمتد لمرحلة تقديم المادة أو منعه من ارتكاب افعل غير سوية وتبقى الكلمة التي يقنع بها النفس ( مسكين فهو يتيم )وتبقى بعض الحالات الأكثر غرابة وموجودة في مجتمعاتنا الريفية بشكل دارج وهو إهمال الأم خاصة لتربية أطفالها لفترة قد تمتد أكثر من سنة مع وجود الأقارب وهم يشهدون نتائج ذلك ويبقى الصمت دليل الرضى فالمصاب جلل والذي رحل أهم من الحي على حد أعرافنا وهذه الفترة كافية بان يكتسب الطفل سلوكيات سلبية تؤدي إلى نتائج وخيمة في سياق التجاهل التام من الأم والمحيطين بها من صلة الرحم علما أن الشرع قد أوصى باليتيم وحث على الاهتمام بهم وبشؤونهم فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال : "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" قرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإِبهام..
أيتام في حضرة الوالدين
ربما مصطلح اليتيم قد استخدم على من فقد والديه ولكن لو تابعنا سنجد هناك شريحة كبيرة مهمشة تعيش في كنف الأسرة وفي حضن الوالدين ولكنهم مغيبون عن الرعاية والاهتمام تمارس حياتها في كنف أم أو أب يديران شؤون حياتهما اليومية في تجاهل تام عن حياة الأبناء ومدى قيامهم بواجباتهم التعليمية ومن هم الأصدقاء الذين يقضون معهم جل وقتهم وما هي مشاكلهم؟ وماذا يحتاجون من توجيهات وإرشادات؟ والمسألة لا تقتصر في هذه الفئة على تأمين المادة فحسب بقدر ما تستدعي تدخلا ومتابعة دائمة من الأبوين في فهم رغبات الأبناء واحتياجاتهم النفسية حتى لا يكونوا أيتامًا فعليين ولديهم أولياء شكليين.
إجراءات لازمة
ويبدو انه لتفادي تلك المعوقات والخروج بطفولة يافعة ونافعة تحس بمعنى الطفولة الحقة الخالية من الهموم والآلام من خلال الرعاية السليمة من المجتمع والأهل تطلب منا القيام ببعض التدابير اللازمة وتأتي في مقدمتها : قيام المؤسسات الرسمية بتأمين احتياجات الأيتام وضمنها أسرهم من خلال تخصيص مبالغ مادية تصرف عليهم حتى الوصول لمرحلة القدرة على الإنتاج وعدم دفعهم للعمل وترك مقاعد الدراسة أو تركهم في المصير المجهول.
ومن ثم توسيع الجمعيات الخيرية التي تعنى بشؤون الطفل وحمايته ولا سيما نحن نعاني من نقص حاد في هذه الجمعيات وما تترتب عليها من مسؤوليات والقيام بالأنشطة والمنتديات التي تشارك فيها كافة الفعاليات الدينية والاجتماعية والثقافية تسهم في زيادة الوعي والاهتمام بأيتام يحتاجون إضافة إلى الكلمة الطيبة إلى عقول راشدة تكون وصية عليهم قولا وفعلا كي نجنب مجتمعنا مشاكل كثيرة بتنا نعايشها على مختلف الصعد وكي نحمي ذاك الطفل الذي ينظر إلى الجميع أن يكونوا له الأب والأم والبيت والمدرسة لا أن نتركه فريسة الشارع والمستقبل المجهول.