الجسم يحمى نفسه بالإلتهام الذاتىالالتهام الذاتي وسيلة مكيفة لبقاء الخلايا على قيد الحياة وحماية الجسم من السرطان
عبر العصور الماضية حاول بعض الأشخاص في عدة حضارات مختلفة معالجة العديد من الأمراض بالصيام بناء على التقاليد او الارشادات الشرعية مع نتائج جيدة في بعض الحالات. وحديثاً وبناء على عدة اختبارات طبية عالمية تبين أن الامتناع عن الأكل لمدة طويلة من الزمن يسبب تحويل السموم والرواسب داخل الخلية الى يحلولها، أي المصنع الأساسي فيها للتخلص منها. وفي الماضي اعتبر الالتهام الذاتي وسيلة للقضاء على الخلايا إلا أنه حديثا تغيرت النظرة تماماً بالنسبة اليه حيث أن الخبراء اعتبروه وسيلة مكيفة لبقاء الخلايا على قيد الحياة وحماية الجسم ضد الالتهابات والسرطان والأمراض القلبية والعصبية. وكما ذكرته الدكتورة كبريانو في مقالة حديثة حول هذا الموضوع الشيق نشرت في مجلة "جراحة المسالك البولية الحديثة" فإن السبيل البيولوجي الذي يعود الى الالتهام الذاتي نتيجة الصيام هو من أبرز العوامل النشوئية التي لا تساعد الجسم على توفير المغذيات الضرورية لوظائف الخلايا فحسب بل تقوم أيضاً بالتخلص من العضيّات الخلوية والجراثيم التي قد تسبب الاتلاف النسيجي وعدم استقرار الجينات والسرطان وأعراض تقدم السن. وقد اعترف أخيراً الخبراء الغربيون بفوائد الصيام كعامل بيولوجي اساسي ومهم في المحافظة على صحة جيدة وتمديد البقاء على قيد الحياة، باذن الله عز وجل.
وقد تبين بناء على بعض الاختبارات العلمية ان الدور الاساسي للالتهام الذاتي يعود الى تعبئة الطاقة من عدة موارد داخل الخلية لتوفيرها لها وامداد الأنسجة بمتطلباتها وانه يتأثر بالحالة الغذائية وبعض الهرمونات ودرجة الحرارة وتكدس الخلايا وينشط أثناء المجاعة حيث تفتقر الخلايا الى الطاقة والمغذيات وفي عملية النمو حيث تقوم الخلايا بإعادة البناء وفي حالات الالتهابات وفرط التأكسد لمساعدة الخلايا في التخلص من بعض الرواسب الخلوية السامة وفي بعض الحالات الطبية التي تتطلب درجة عالية من المتطلبات الأيضية لتأمين الطاقة الضرورية للعمليات والنشاطات الحيوية التي تقوم بها الخلايا للمحافظة على الاستتباب. ويقوم أيضاً الالتهام الذاتي بدور هام في بعض حالات الافقار النسيجي الذي يحدث في بعض الأمراض كفشل عضلات القلب والسرطان وبعض الاصابات العضلية حيث يحدث تراكم البروتينات في الخلايا نتيجة فشل تحويلها من الهيولى الى اليحلول للتخلص منها. وقد أبرزت الأبحاث والاختبارات الحديثة تأثير خلل الالتهام الذاتي على حدوث السرطان حيث أنها أظهرت أهمية ووظيفته في كبح تلك الأورام نتيجة دوره في حصول عدم الاستقرار الجيني الذي قد يكون من أبرز العوامل لظهورها وتقدمها. ومن فوائد الالتهام الذاتي أيضاً دوره في محاربة الجراثيم أثناء الالتهاب النسيجي وتنبيهه للجهاز المناعي لمحاربة تلك الالتهابات وبعض الحالات المناعية كالتهاب البروستاتا والتهاب المثانة الخلالي والتليف خلف الصفاق ومرض بيروني والعجز الجنسي والفشل الكلوي وضيق الاحليل حيث تقوم العوامل الالتهابية والمناعية بحث الآلية الالتهابية الذاتية في مكافحة بعض تلك الحالات المرضية.
كما أن بعض الأورام البولية والتناسلية الخبيثة كسرطان البروستاتا والمثانة والخصية والكلية قد تعود الى خلل في عملية الالتهام الذاتي داخل الخلايا والذي قد يتحكم أيضاً في استجابة بعض تلك الأورام لبعض الوسائل العلاجية.
والخلاصة، أن الالتهام الذاتي في خلايا الجسم الناتج عن الصيام يعتبر من العوامل الاساسية للمحافظة على الخلايا ومدها بالطاقة الضرورية وكبح الالتهابات والوقاية من الاصابة بالسرطان وبعض الأمراض المناعية الاقفارية ولتجديد الشباب وتمديد العمر باذن الله عز وجل. ولكننا لا نزال نحتاج الى الابحاث العلمية المكثفة على الحيوانات لإثبات فعالية آليته الفيزيولوجية خصوصاً أنه سيفتح أفاقاً طيبة في تشخيص وعلاج العديد من الامراض المستعصية إن شاء الله.المكسرات والحليب أكثر الأغذية تلوثاً بالسموم الفطرية .