الخميس، يوليو 23، 2009

قصر البارون

الا انه سيظل تحفه معمارية نادرة ونادر وجوها فى العالم (فالقصور التى تدور حول نفسها قليلة) وكل من زاره وجد نفسه امام تحفه راائعه وجولة ممتعه داخل احد اكثر القصور غموضا
يقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة بجمهورية مصر العربية وفي شارع العروبة تحديداً على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي.ويشرف القصر على شارع العروبة وابن بطوطة وابن جبير وحسن صادق

صممه المعماري الفرنسي Alexander Marcel ألكساندر مارسيل وزخرفه Georges-Louis Claude جورج لويس واكتمل البناء عام 1911 شيده المليونير البلجيكي ادوارد إمبان وكان يحمل لقب بارون وقد منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداتهفي إنشاء مترو باريس حيث كان إمبان مهندسا متميزا. والذي جاء إلى مصر من الهند .
في نهاية القرن التاسع عشر بعد قليل من افتتاح قناة السويس، وصل البارون إمبان إلى القاهرة ولم تمضِ أيام حتىاحب المليونير البلجيكي مصر وعشقها لدرجة الجنون وأتخذ قرارا مصيريا بالبقاء في مصر حتى وفاتهوكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصرحتى ولو مات وهو خارجها وفعلا بقى في مصر واختار مكاناً صحراوياً (في ذلك الوقت) لبناء قصره في وسط ضاحية مصر الجديدة التي أنشأنها بالقرب من القاهرة العاصمة والسويس كذلك تذكر البارون أنه في أثناء إقامته بالهند عندما ألم به مرض شديد كاد يودي بحياته .
أهتم به الهنود واعتنوا بصحته وأنقذوه من الموت المحققوتذكر البارون إمبان القرار الذي اتخذه أيامها بعد شفائه بأن يبني أول قصوره الجديدة على الطراز الهندى عرفاناً منه بالجميل لهذا البلد ، فوقع اختياره على تصميم مهندس فرنسي يدعى ألكسندر مارسيل الذي كان يعرض تصميم لقصر يتبنى الطرازين الأوروبي والهندي في معرض هندسي في باريس عام 1905 حيث أعجب به البارون واشتراه ليكون من أولى البنايات التي زينت لصحراء مصر الجديدة في عام 1911 حيث جمع في تصميمه بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمي إلى قصر عصر النهضة خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمي إلى الطراز الكمبودي بقبته الطويل المحلاة بتماثيل بوذا،وقد جلب رخام القصر من إيطاليا والكريستال من تشيكوسلوفاكيا ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 12,500 ألف متر

يعتبر القصر تحفة معمارية فريدة من نوعها على اعتبار أنه القصر الوحيد في العالم الذي لاتغيب عنه الشمس طوال النهار، وتم ذلك بتشييد قاعدته الخرسانية على رولمان بيلي تدور على عجلات بحيث يلف القصر بمن فيه (كل ساعة) ليرى الواقف في شرفته كل ! ما يدور حوله ويتبع الشمس في دورانها على مدار ساعات النهار.
كان حفل الافتتاح حدثالافتا في حياة المصريين وقتها وحضره السلطان حسين كامل الذي أبدى إعجابه الشديد به ورفض امبان اهداءه له

زود القصر بالخدم والحشم وابتدأت فيه حفلات السهر والسمر وارتاده رواد المجتمع الذين كانوا محور حفلاته حتى وفاة البارون في بلجيكا سنة 1929 بمرض السرطان
اقاويل وحكايات
ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة وتحولت حدائقه التي كانت غناء يوماً ما إلى خراب وأصبح القصر مهجوراً· والذي تحولت فيها حدائقه إلى خرائب وتشتت جهود ورثته ومن حاول شراء القصر واستثماره إلي أن اتخذت الحكومة المصرية قراراً بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية اللتين باشرتا عملية الأعمار والترميم فيهعلى أمل تحويله إلى متحف أوأحد قصور الرئاسة المصرية بسبب إغلاقه المستمر، نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية، ومنها أنه صار مأوى للشياطين ومن الاقاويل التى تدور حول القصر سماع أصوات لنقل أساس القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصروتنطفئ فجأة أيضا،و بأن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلاوهي لا تتيح الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن وذلك يؤكد ذلك ما حدث في عام 82 حيث شاهد العديد من المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على إطفائه أحدوضع القصر الحاليفي الاحتفال بمئوية مصر الجديدة وجد قصر البارون امبان حلا بعد معاناة استمرت 50 عاما
فبعد نصف قرن من الزمان أصبح القصر مصريا بعد أن أبرم المهندس محمد إبراهيم سليمان اتفاقا مع ورثة ملاك القصر جان إمبان حفيد البارون إمبان بشراء القصر مقابل منحهم قطعة أرض بديلة بالقاهرة الجديدة ليقيموا عليها مشاريع استثمارية. هذا الحل العبقري لازمة قصر البارون امبان كان وراءه السيدة سوزان مبارك بعد ان شهد القصر على مر 50 عاماً حالة من الاهمال نالت من جدرانه وحديقتهفتم بيعه لرجل الأعمال صغير السن المهندس علي منصور العودي عام 2005 وسيظل قصر البارون بما يحيطه من غموض وأقاويل لغزا لن يستطيع احد حلهوسيظل أيضا القصر الاكثر رعبا وغموضا فى مصروسيظل تحفة معمارية مميزة يشهدها جيل بعد