بداية اكتشاف البنسلين في أوربا ..
والبداية كانت في منتصف القرن التاسع عشرحيث لاحظ العالم الفرنسي لويس باستير (Louis Pasteur)، أن ميكروب الجمرة الخبيثةالقاتل للإنسان والحيوان، لا يستطيع النمو في المعمل، إذا تلوثت الآنية، التي تحتويهبالعفن الموجود في الجو، والتربة الزراعية.
وتوصل إلى النتيجة عينها في الوقت نفسه، العالم الإنجليزي ويليام روبرتس (William Roberts)الذي كتب مندهشاً في عام 1874، أن أنواعاً كثيرة من البكتيريا، لا تنمو في وجود فطر البنسيليوموظل هذا الاكتشاف حبيس الكتب القديمة لمدة 48 عاما ..
حتى انشغل الكسندر فلمنج (Alexander Fleming) في دراسات التعقيمو عندما التحق بالجيش في الحرب العالمية الأولى ، كان مهتما بالجروح و العدوىو لاحظ ان الكثير من المطهرات توذى خلايا الجسم أكثر مما توذيها الميكروبات نفسهاو لذلك ايقن ان الذى تحتاج اليه هو مادة تقضى على البكتيريا ، و في نفس الوقت لا توذى خلايا الجسم.
و في سنة 1922 بعد نهاية الحرب ، ذهب إلى معمله يستكمل دراساته و اهتدى إلى مادة اطلق عليها اسم ليسوزيمهذه المادة يفرزها الجسم الانسانى ، و هى خليط من اللعاب و الدموع ، و هى لا توذى خلايا الجسم ، و هى تقضىعلى بعض الميكروبات ، و لكن مع الاسف لا تقضى على الميكروبات الضارة بالانسان.
وفي عام 1928 لاحظ الكسندر فيلمنج بالصدفة ( والصدفة لا تأتي لغير العقول المستعدة )أن البكتيريا تتأثر سلبا بعفن الخبز .. وتقول الرواية إنه نسي قطعة خبز متعفنة قرب صحونالبكتيريا المعقمة التي كان يجري عليها تجاربه في المعمل فلاحظ في اليــــوم التالي أنهاتسببت في قتل البكتيريا وايـــــقاف نموها .. وللتأكد من هــذه الحقيقة استقطع أجزاء منعفن الخبز (وهو نوع من الفطريات الدقيقة المنتمية لجنس البنسيليوم) ووزعها على أنابيبتضمنت أنواع من البكتيريا الخطيرة
ورغم عجزه عن استخلاص المادة المؤثرة (وهي البنسلين )إلا أنه أدرك حقيقة توصله الى اكتشاف عظيم في عالم الطب .
و نشرت نتائج ابحاث فلمنج سنة 1929 و لم تلفت النظر أول الامر . و اعلن فلمنج ان هذا الاكتشافمن الممكن ان تكون له فوائد طبية خطيرة . و لم يستطع ان يبتكر طريقة لاستخلاص هذه المادة اوتنقيتها. و ظل هذا العقار السحرى عشر سنوات دون ان يستفيد منه أحد.
وبعده بعامين تمكن الطبيبان الإنجليزيان هوارد فلوري وإيرنست تشين من استخلاص مادة البنسلينالمؤثرة وتحضيرها كعقار (استعمل لأول مرة لعلاج رجل شرطة أصيب بتسمم الدم عام 1941).
وفي السنوات التالية حضرت أنواع متفاوتة من هذا المضاد (من حيث القوة وطريقة الامتصاص)ساهمت في إنقاذ حياة آلاف الجنود في الحرب العالمية الثانية وحين انتهت الحرب أصبح البنسلينفي متناول المدنيين في بريطانيا وأمريكا وسارعت لإنتاجه عدة شركات عالمية..
يجب ان نشير الى ان هناك من سبق واستخدم هذا العفن قبل اكتشاف الاوربيين له بـ مئآت السنينالا وهم المصريين القدمآء الذين نعجب لأمرهم حتى اليوم فهم غالبا الأسبق في الاكتشافات الطبية .
فقد كان الفراعنة يضعون الخبز المتعفن على الجروح المفتوحة ثم يربطونها لعدة أيام بقطعة قماشوكانوا يعرفون أنه كلما ارتفعت نسبة العفن على الخبز كلما ساهم ذلك في سرعة الشفاءومنع مضاعفات الجرح وكانت الفكرة ناجحة (وشعبية) لدرجة استعمال العفن لعلاجمعظم المشاكل الصحية بما في ذلك مضغه لعلاج الالتهابات الباطنية !
و قد ادى اكتشاف البنسلين إلى استخدام الكثير من المضادات الحيوية و اكتشاف عقاقير سحرية اخرى.و لا يزال البنسلين هو أكثر هذه العقاقير انتشارا حتى يومنا هذا.
الجميل في قصة البنسلين أنه لم يساهم فقط في إنقاذ حياة الملايين بل وفتح الباب أمام فكرة(المضادات الحيوية) وإمكانية استعمالها بشكل منفرد أو مختلط لعلاج أمراض أخرى كثيرة !!
.. وهذه المعلومة تثير دهشتنا من ثلاثة جوانب رئيسية ..
الأول أن عفن الخبز يتضمن بالفعل مضادا مقاوما للأخماج التي تسببها البكتيريا الضارة .
والثاني أن الأمر اقتضى آلاف السنين حتى يكتشف الطبيب الاسكتلندي الكسندر فلمنجهذه الحقيقة (التي ترتب عليها تحضير البنسيلين كأول مضاد حيوي في التاريخ) ..
أما الثالث فهو أن اكتشاف البنسلين مجرد نموذج لإنجازات علمية وطبية كثيرة أعيد اكتشافهافي عصرنا الحديث (تماما كالدورة الدموية التي اكتشفها ابن النفيس قبل وليم هارفي بعدة قرون) !!
والبداية كانت في منتصف القرن التاسع عشرحيث لاحظ العالم الفرنسي لويس باستير (Louis Pasteur)، أن ميكروب الجمرة الخبيثةالقاتل للإنسان والحيوان، لا يستطيع النمو في المعمل، إذا تلوثت الآنية، التي تحتويهبالعفن الموجود في الجو، والتربة الزراعية.
وتوصل إلى النتيجة عينها في الوقت نفسه، العالم الإنجليزي ويليام روبرتس (William Roberts)الذي كتب مندهشاً في عام 1874، أن أنواعاً كثيرة من البكتيريا، لا تنمو في وجود فطر البنسيليوموظل هذا الاكتشاف حبيس الكتب القديمة لمدة 48 عاما ..
حتى انشغل الكسندر فلمنج (Alexander Fleming) في دراسات التعقيمو عندما التحق بالجيش في الحرب العالمية الأولى ، كان مهتما بالجروح و العدوىو لاحظ ان الكثير من المطهرات توذى خلايا الجسم أكثر مما توذيها الميكروبات نفسهاو لذلك ايقن ان الذى تحتاج اليه هو مادة تقضى على البكتيريا ، و في نفس الوقت لا توذى خلايا الجسم.
و في سنة 1922 بعد نهاية الحرب ، ذهب إلى معمله يستكمل دراساته و اهتدى إلى مادة اطلق عليها اسم ليسوزيمهذه المادة يفرزها الجسم الانسانى ، و هى خليط من اللعاب و الدموع ، و هى لا توذى خلايا الجسم ، و هى تقضىعلى بعض الميكروبات ، و لكن مع الاسف لا تقضى على الميكروبات الضارة بالانسان.
وفي عام 1928 لاحظ الكسندر فيلمنج بالصدفة ( والصدفة لا تأتي لغير العقول المستعدة )أن البكتيريا تتأثر سلبا بعفن الخبز .. وتقول الرواية إنه نسي قطعة خبز متعفنة قرب صحونالبكتيريا المعقمة التي كان يجري عليها تجاربه في المعمل فلاحظ في اليــــوم التالي أنهاتسببت في قتل البكتيريا وايـــــقاف نموها .. وللتأكد من هــذه الحقيقة استقطع أجزاء منعفن الخبز (وهو نوع من الفطريات الدقيقة المنتمية لجنس البنسيليوم) ووزعها على أنابيبتضمنت أنواع من البكتيريا الخطيرة
ورغم عجزه عن استخلاص المادة المؤثرة (وهي البنسلين )إلا أنه أدرك حقيقة توصله الى اكتشاف عظيم في عالم الطب .
و نشرت نتائج ابحاث فلمنج سنة 1929 و لم تلفت النظر أول الامر . و اعلن فلمنج ان هذا الاكتشافمن الممكن ان تكون له فوائد طبية خطيرة . و لم يستطع ان يبتكر طريقة لاستخلاص هذه المادة اوتنقيتها. و ظل هذا العقار السحرى عشر سنوات دون ان يستفيد منه أحد.
وبعده بعامين تمكن الطبيبان الإنجليزيان هوارد فلوري وإيرنست تشين من استخلاص مادة البنسلينالمؤثرة وتحضيرها كعقار (استعمل لأول مرة لعلاج رجل شرطة أصيب بتسمم الدم عام 1941).
وفي السنوات التالية حضرت أنواع متفاوتة من هذا المضاد (من حيث القوة وطريقة الامتصاص)ساهمت في إنقاذ حياة آلاف الجنود في الحرب العالمية الثانية وحين انتهت الحرب أصبح البنسلينفي متناول المدنيين في بريطانيا وأمريكا وسارعت لإنتاجه عدة شركات عالمية..
يجب ان نشير الى ان هناك من سبق واستخدم هذا العفن قبل اكتشاف الاوربيين له بـ مئآت السنينالا وهم المصريين القدمآء الذين نعجب لأمرهم حتى اليوم فهم غالبا الأسبق في الاكتشافات الطبية .
فقد كان الفراعنة يضعون الخبز المتعفن على الجروح المفتوحة ثم يربطونها لعدة أيام بقطعة قماشوكانوا يعرفون أنه كلما ارتفعت نسبة العفن على الخبز كلما ساهم ذلك في سرعة الشفاءومنع مضاعفات الجرح وكانت الفكرة ناجحة (وشعبية) لدرجة استعمال العفن لعلاجمعظم المشاكل الصحية بما في ذلك مضغه لعلاج الالتهابات الباطنية !
و قد ادى اكتشاف البنسلين إلى استخدام الكثير من المضادات الحيوية و اكتشاف عقاقير سحرية اخرى.و لا يزال البنسلين هو أكثر هذه العقاقير انتشارا حتى يومنا هذا.
الجميل في قصة البنسلين أنه لم يساهم فقط في إنقاذ حياة الملايين بل وفتح الباب أمام فكرة(المضادات الحيوية) وإمكانية استعمالها بشكل منفرد أو مختلط لعلاج أمراض أخرى كثيرة !!
.. وهذه المعلومة تثير دهشتنا من ثلاثة جوانب رئيسية ..
الأول أن عفن الخبز يتضمن بالفعل مضادا مقاوما للأخماج التي تسببها البكتيريا الضارة .
والثاني أن الأمر اقتضى آلاف السنين حتى يكتشف الطبيب الاسكتلندي الكسندر فلمنجهذه الحقيقة (التي ترتب عليها تحضير البنسيلين كأول مضاد حيوي في التاريخ) ..
أما الثالث فهو أن اكتشاف البنسلين مجرد نموذج لإنجازات علمية وطبية كثيرة أعيد اكتشافهافي عصرنا الحديث (تماما كالدورة الدموية التي اكتشفها ابن النفيس قبل وليم هارفي بعدة قرون) !!