الأحد، يوليو 13، 2014

رمضان بلبنان


 الجمهوريّة اللبنانيّة هي إحدى الدول العربية الواقعة في الشرق الأوسط في جنوب غرب القارة الآسيوية. تحدها سوريا من الشمال والشرق، وفلسطين المحتلة - إسرائيل من الجنوب، وتطل من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوسط. هو بلد ديمقراطي جمهوري طوائفي غني بتعدد ثقافاته وتنوع حضاراته. معظم سكانه من العرب المسلمين والمسيحيين
يعود شهر رمضان مرة أخرى إلى لبنان كغيره من الدول العربية والعالمية، فيما أهله ينتظرونه بعادات وطقوس تبدو غائبة في باقي الأشهر.
تنتشر على البيوت والخيم الرمضانية الأهلة والنجوم المضيئة لتشكل زينة جديدة للبلاد المتشحة برغم ظروفها السياسية المعقدة بالحدائق والأشجار والزهور.
اللبنانيين يستقبلون شهر رمضان في لبنان بشوق إلى لياليه ذات الطابع الخاص، فتضج الطرقات بالناس وخاصة ساعة الإفطار، حيث يهرعون إلى بيوتهم قبل أذان المغرب، كما تملأ الزينة الطرقات "وكأنها عروس".
ويشيع في لبنان شرب الحساء بجميع أنواعه والفتوش والبطاطا المقلية والحمص بالطحينة المشهور لبنانياً، أما الطعام الرئيسي فتتسيده الملوخية الورق مع الدجاج بالإضافة إلى الكبة المقلية، وبالنسبة للحلويات تشتهر الشعيبيات والأرز بالحليب.
العادات الرمضانية في لبنان تختلف من مدينة إلى أخرى بالرغم من توحدها من حيث المبدأ.
فنجد عادات أهالي مدينة طرابلس في شهر رمضان على سبيل المثال زيارة "الأثر النبوي" في جامع المنصوري الكبير وهو عبارة عن شعرة واحدة من لحية الرسول (ص)، حيث يتزاحم المؤمنون الطرابلسيون لتقبيل هذا الأثر الشريف والتبرك به.
"يقال أن السلطان العثماني عبدالحميد الثاني أهدى هذا الأثر إلى مدينة طرابلس مكافأة لأهلها على إطلاق اسمه على أحد جوامعها والذي يعرف اليوم باسم "الجامع الحميدي"، وقد اتفق علماء المدينة على وضع "الأثر الشريف" في الجامع المنصوري الكبير كونه من أكبر جوامع المدينة".
ومن بين التقاليد الرمضانية اللبنانية أيضا ما يعرف اليوم بـ"سيبانة رمضان" وهي عادة بيروتية قديمة ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا وتتمثل بالقيام بنزهة على شاطئ بيروت تخصص لتناول الأطايب والمآكل في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر الصيام.
وجرت العادة قديما، حسب الحلبي، أن تتوجه العائلات البيروتية قبل غروب التاسع والعشرين من شهر شعبان إلى شاطئ بيروت لتحمل معها أنواعا مختلفة من الطعام والشراب وتقيم سهرات طويلة تترقب خلالها قدوم الشهر المبارك.
و أكثر ما يميز رمضان في بيروت هو "المسحراتي" الذي دائما ما يزور حيها في الشهر الكريم داعيا الأهالي للسحور والصلاة.
المسحراتي عرفته مدن لبنان الكبرى وقد غاب عنها خلال السنوات الأخيرة كان يجوب الشوارع في أوقات السحور وهو يقرع طبلة صغيرة بقضيب من الخيزران مرددا أشعارا وأناشيد دينية ومدائح نوبية وينادي على الصائمين أن يقوموا للسحور، ومرددا عبارات "يا نائم وحد الدايم"، و"قوموا لسحوركم جاء رمضان ليزوركم".
ومن التقاليد العامة في لبنان، التواجد المميز لـ"مدفع رمضان"، وهو تقليد عرفه لبنان منذ العهد الفاطمي وقد ابتدعه القيمون على البلاد لتنبيه الناس الى اوقات الإمساك والإفطار.
ويتولى الجيش اللبناني حاليا مهمة القيام بهذا التقليد داخل المدن الرئيسية، لا سيما في بيروت والضاحية الجنوبية ومدن طرابلس وبعلبك وصيدا وصور.
ويقضي هذا التقليد بإطلاق ثلاث قذائف من النوع الصوتي عند ثبوت شهر رمضان، لإشعار الناس بثبوت الشهر شرعيا ومثلها عند ثبوت شهر شوال لإشعارهم بحلول عيد الفطر السعيد، وإطلاق قذيفة واحدة من النوع نفسه قبيل حلول الفجر إشارة الى الإمساك عن المفطرات، وقذيفة واحدة عند الغروب اشارة الى حلول وقت الإفطار.
وتزدهر في لبنان وفي بيروت خاصة في شهر رمضان تجارة الأطعمة وخاصة الألبان والاجبان والخضار والفاكهة والتمور والمكسرات "اللوز والجوز والفستق" والمشروبات الخاصة بالشهر الكريم مثل "الجلاب" والتمر الهندي وعرق السوس والخروب وقمر الدين.
و اللبنانيين يحيون ليالي شهر رمضان بطرق مختلفة ومتفاوتة بين منطقة وأخرى، إلا أن معظمها يكون في المساجد والزوايا والتكايا، حيث تقام مجالس الدعاء وتلاوة القرآن الكريم.
و في الضاحية الجنوبية لبيروت تقام "الأمسيات الرمضانية" التي يستقدم خلالها قراء القرآن من إيران وبعض البلدان العربية والإسلامية الأخرى لإحياء هذه الليالي في المساجد والمصليات بتلاوة آيات وسور من القرآن الكريم.
وتشير هدى سعد الدين، أنها تحاول أسبوعيا استضافة بعض الأطفال الأيتام من الجمعيات المختلفة وتقديم طعام الإفطار لديهم وبعض الهدايا لإدخال الفرحة إلى قلوبهم.