السبت، فبراير 16، 2013

قبل شراء لعبه لجهاز الكمبيوتر لطفلك ما الذى يجب عليك أن تفعله؟

تُعد "الألعاب الإلكترونية" بألوانها المضيئة، وتقنياتها المبهرة تحدياً كبيرا للأهالي بما تنطوي عليه من التباس وغموض بين سلبياتها وإيجابياتها، ولأننا مجتمع استهلاكي فإنه كثيراً ما يغيب عنا الحس النقدي حول محاذير تلك الألعاب، وانعكاس تأثيرها في وعي الأطفال، فجانب التسلية والإبهار يضع الطفل أمام قابلية شديدة للتعلق بها وبمختلف أنواعها، حيث إن ما يمر أمامه وبطريقة لا شعورية، يحتم إيجاد آليات وضوابط يتم من خلالها اختبار تلك الألعاب من قبل أولياء الأمور، حتى لا تتحول إلى أخطار حقيقية مع استفحال تأثيرها.
ويرى مختصون اجتماعيون أن "ألعاب الفيديو" تُعد سلاحا ذا حدين، ومن المفترض أن تكون لها ضوابط رقابية، وآليات منظمة في منح التراخيص وتوزيعها، إضافةً إلى إشراف تربوي يحصر المجالات ذات الفائدة للطفل، مع قضاء أوقات الفراغ دون خوف أو ارتباك، كألعاب تنشيط الذاكرة، والألعاب الرياضية، والألعاب التي تنمي التفكير الإبداعي؛ لأنها تساعد كثيراً في زيادة المهارات الفكرية للأطفال.
ويبقى دور الآباء كبيراً في مراقبة أبنائهم أثناء اللعب، بل والقرب منهم، لضمان عدم احتواء "سيديات" الألعاب على ما يؤثر على عقولهم، أو تصرفاتهم، كما أنه من المهم أن يصطحب الآباء أبنائهم إلى محلات الشراء، والتأكد من خلو أي لعبة من بعض الأمور السلبية مثل العنف ومشاهد القتل، أو بعض المشاهد الجنسية المُخلة بالآداب، أو المُغرية بالإفكار المنحلة عن قيم المجتمع وثقافته، ولا ننسى أن بقاء الطفل أوقاتا طويلة أمام تلك الألعاب من الممكن أن يجعله ذا شخصية منطوية وبعيداً عن أقرانه، وهو ما يؤثر عليه في المستقبل بالسلب، من خلال تفضيله العيش منعزلاً عن الناس.
يوجد بعض الألعاب تتضمن بعض الإيحاءات والصور السلبية، مما ينعكس تأثيرها على أخلاق أطفالنا، وبالتالي الوقوع في سلوكيات خاطئة.
أن بعض هذه الألعاب لا يتوافق مع قيمنا وأعرافنا،حيث أن بعض الألعاب المتعلقة بعالم الجريمه
 أن هناك ما هو أخطر، حيث  في إحدى الألعاب أنها تحكي إيحاء في حصر الشجاعة والبطولة بدولة ذلك البطل، لكي يترسخ في نفوس صغارنا أن مهمة انقاذ البشر مهمة حصرية، وهذا بالطبع يزعزع الثقة في نفوس الأطفال.أن التصميم ذا البعد الثلاثي للألعاب الإلكترونية يحدث تأثيراً خطيراً من خلال حركة الشخوص والمؤثرات الصوتية، بطريقة تجعل الطفل حريصاً على الإنفراد باللعب، بل ورافضاً مشاركة أخيه أو صديقه، مما ينمي فيه نزعة الأنانية
 أن إهمال الأُسرة للطفل حين يصل إلى هذه المرحلة من الإدمان سيكون مصدر خطر، فهم حينما يرون أنهم يحمون الطفل من الخروج مع أصدقاء السوء، إنما يفسدون ويسيئون التصرف عندما ينشأ بعيداً عن التفاعل مع الآخرين، مما يؤدي في النهاية إلى بروز النزعة الإنطوائية على الطفل.
تمتاز الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو بتطوير القدرات الذهنية للأطفال والمراهقين، بيد أن المطلوب تربوياً كيفية ضمان تطوير تلك القدرات بعيداً عن الآثار السلبية، حيث يرى الباحثون أن ثمة إمكانية لتسخير تلك الألعاب في تطوير وتعزيز القدرات الذهنية للصغار، لاسيما ألعاب التخطيط الاستراتيجي.
 حث الأبناء وترغيبهم في شراء الألعاب التي تنمي الذوق وتقوي الذاكرة، وتشجيع الأطفال على مزاولة الألعاب الجماعية أكثر من النشاطات الفردية؛ لأن اندماجهم فيها يقلل من مشاهدتهم للتلفزيون، وكذلك توجيه الأطفال إلى استخدام الألعاب التي تتميز بطبيعة تركيبية محفزة على التفكير والذكاء، وبرامج المسابقات الثقافية، والألعاب ذات الطابع التعليمي، إضافةً إلى توجيههم باستمرار نحو اكتساب هوايات مفيدة، وتحفيزهم على ذلك بالمال ودعمهم بالأدوات والمكان المناسب والتشجيع المتواصل، إلى جانب تحديد ساعات معينة لممارسة ألعاب مختارة، وتقطيع زمن الساعتين حتى لا يضيع وقت الطفل هدراً.
من المهم صحيّاً ونفسيّاً -أن يقضي الطفل (75%) من وقت فراغه في أنشطة ذات طابع حركي، وقضاء (25%) في أنشطة ذات طابع سكوني، بخلاف ما هو عليه حال أطفالنا اليوم، حيث يقضون (80%) من وقتهم أمام التلفيزيون، لاسيما في الإجازات، من المهم إشراك الطفل في حلقات تحفيظ القرآن، أو في بعض المراكز الاجتماعية، أو في زيارة الأقارب والأصدقاء أو المرضى، وحثه على القراءة المفيدة، أو خدمة الأهل في البيت أو السوق، وما سوى ذلك من المناشط المفيدة، حتى لا يضيع زمنه في اللعب واللهو، وحتى لا يفقد مهارات حياتية كثيرة في المستقبل، مؤكداً أهمية تأسيس حصانة ذاتية في نفوس أطفالنا، تعينهم على رفض كل ما هو ضار أو محرم من دون تدخل من الأسرة والمجتمع.