تحدث السكتة أو الجلطة الدماغية عندما يتوقف جريان الدم وتغذيته في منطقة من مناطق الدماغ نتيجة خثرة دموية أو عند اضطراب جريان الدم للدماغ الذي قد يكون بسبب ضيق في شرايين الرقبة أو غالبا ما يكون بسبب انسداد أحد شرايين الدماغ نفسها .
جزء الدماغ الذي يحدث به نقص التغذية الدموية يعاني بالتالي من نقص في الأكسجين الوارد مع الدم، مما يؤدي لتضرر وموت الخلايا العصبية مؤثرا على وظيفة الأعضاء التي يتحكم فيها هذا الجزء من الدماغ.
تستدعي تلك الحالة تدخلا طبيا سريعا لمعالجة الخثرة التي حدثت بالشريان. أي يلزم نقل المصاب فورا إلى مستشفى للعلاج السريع قبل أن تؤدي الجلطة إلى شلل وضرر دائم أو إلى الموت في حال عدم التشخيص والمعالجة السريعة.
نسبة عودتها واردة
الأسباب
نقص تدفق الدم يمكن أن يكون كما ذكرنا سابقا بسبب حدوث خثرات دموية أو نزيف ويكون تأثر الجسم اي وظيفة العضو على حسب الجزء المتأثر من الدماغ حيث إن لكل جزء من المخ وظيفة محددة لجزء ما من اعضاء الجسم مما يؤدى إلى عدم القدرة على تحريك أو الاحساس بهذا العضو أو عدم القدرة على رؤية جانب واحد من المجال البصري في حال تأثر المستقبلات البصرية .
الجلطات العابرة هي جلطات صغيرة تحدث نتيجة انقطاع مؤقت في وصول الدم إلى جزء من الدماغ ولكن هذة المنطقة خلاياها لا تموت بسبب رجوع ضخ الدم إليها، في هذه الحالة يحس المريض بنقص في وظيفة معينة من الدماغ ولكن هذا النقص لا يستمر أكثر من دقائق أو ساعات. وهذة الجلطة المؤقتة مهمة فهي رسول يحذر المريض من احتمالية حصول جلطة كاملة إذا لم يبادر إلى علاج أسباب حدوث الجلطات.
الأعراض الشائعة
تختلف الأعراض بحسب المنطقة التي حصل فيها نقص في وصول الدم فكل منطقة من الدماغ كما ذكرنا مهيأة لوظيفة معينة .. من المهم أن يعرف المريض أن الفص الأيمن من الدماغ يتحكم في حركة الجزء الأيسر من الجسم كما أن الفص الأيسر من الدماغ يتحكم في حركة الجزء الأيمن وتتمثل الاعراض فيما يلي:
الفقد المفاجئ للقوة في الجزء الأيمن أو الأيسر من الجسم إضافة إلى حصول ضعف في حركة عضلات الوجه في أحد الجزئين.
صعوبة الكلام مثل: ثقل اللسان، عدم وضوح مخارج الحروف، عدم فهم الكلام الموجة للمريض، عدم استطاعة المريض التعبير عن مشاعره، صعوبة القراءة والكتابة.
أعراض بصرية مثل: فقد الرؤية في إحدى العينين مؤقتا أو ضعف النطاق البصري في الجزء الأيمن أو الأيسر من مجال الرؤية.
عندما تكون الجلطة في جذع الدماغ فقد يصاحبها شعور المريض بغثيان مفاجئ وصداع ونقص في الوعي بالإضافة إلى الإحساس بالدوران والحول المفاجئ. وعلى كل فأعراض الجلطات كثيرة وماتم ذكره هو على سبيل المثال لا الحصر .
التشخيص المبكر
نستخدم كلمة FAST وهي الحروف الأولى لعلامات الاصابات المتزامنة مع حدوث الجلطة
الوجه Face
اطلب من الشخص المشتبه في إصابته أن يبتسم، هل يعجز عن الابتسام ؟ أو يسقط جانب من عضلات وجهه أثناء المحاولة؟
ساعد اليد Arm
اطلب من الشخص المشتبه في إصابته أن يرفع ذراعيه، هل يسقط أحد ذراعيه أو يتمايل لأسفل؟
الكلام والنطق Speech
اطلب من الشخص المشتبه في إصابته أن يكرر جملة ما ورائك ، هل كلامه مفكك ؟ أو يعجز تماما عن تكرار الجملة بالترتيب؟
وبناء على ظهور أي عرض من الثلاثة.اطلب الاسعاف في اسرع وقت
قد يُطلب من الشخص المشتبه في إصابته أن يخرج لسانه من فمه، وإن لم يكن مستقيماً وكان مائلا كذلك، فهذا دليل آخر.
وكنتيجة عامة، فإن كل أعراض السكتة الدماغية تشتمل حدوث أي من التالي بشكل مفاجئ:
مشكلة في الكلام كالارتباك أو التلعثم.
مشكلة في التحكم في جانب واحد من الوجه، الذراعين أو القدم.
مشكلة في الرؤية بعين أو اثنتين.
مشكلة في المشي أو حفظ التوازن.
صداع بدون سبب.
سبب انسداد شرايين الدم وحصول جلطة الدماغ هو ما يسمى تصلب الشرايين وهذا التعبير مشابه لما يحصل عندما نستخدم أنابيب المياه في منازلنا لسنوات عديدة فإن ما يحصل هو انسداد بعض هذه الأنابيب نتيجة تراكم بعض المواد والصدأ إلى غيره . كذلك يحصل في جسم الإنسان إذا كان الشخص مداوما على بعض المسببات ، مثل: التدخين ومرض السكر وارتفاع الضغط وزيادة الكولسترول في الدم . والسبب الرئيس الآخر لانسداد الشرايين وحصول الجلطة هو انسدادها فجأة نتيجة أمراض القلب (مثلا: الرجفان الاذيني (atrial fibrillation)، تصلب قوسaortaاعتلالات صمامات القلب (valvular heart disease)) حيث تتكون من قلب المريض خثرات قد تكون صغيرة أو كبيرة تنطلق مع تيار الدم وتسد أحد شرايين الدماغ فجأة.
العوامل التي تزيد من احتمالية تصلب الشرايين
ارتفاع ضغط الدم
مرض السكر.
التدخين.
أمراض القلب
ارتفاع الكولسترول.
الكسل:- قلة النشاط البدني
السمنة.
وجود بعض امراض الدم عند الاطفال مثل امراض الانيميا المنجلية
مع ملاحظة انه كلما زاد عدد العوامل عند الشخص زاد الخطر عليه.
حوالي 15% من المصابين بجلطة الدماغ نتيجة انسداد الشرايين قد تنتهي بوفاتهم. لو نظرنا إلى كل الذين عاشوا الجلطة وتابعناهم لوجدنا أن حوالي نصفهم يشفون شفاء كاملا وأن حوالي النصف يبقى معهم بعض الإعاقات التي تتراوح بين متوسطة إلى شديدة.
من المهم معرفة أن المعالجة الطبية السريعة خلال الثلاث ساعات الأولى من حدوث السكتة الدماغية واجبة لتعافي المصاب. ومتابعة الشفاء بعد الجلطة يأخذ وقتا طويلا فهو يبدأ من الساعات الأولى ويستمر خلال عدة أشهر، ولكن قد يستغرق ستة أشهر وفي أحيان قد يستغرق سنوات. بالطبع هناك بعض المرضى الذين يسترجعون كافة وظائفهم في خلال ساعات أو أيام إذا كانت الجلطة من النوع البسيط.
الشفاء من الجلطة يعتمد على حجم منطقة الدماغ التي تأثرت وعلى موقع هذه الجلطة من الدماغ، كما يعتمد على عمر المريض وصحته من ناحية وجود أمراض أخرى.
وجدت بعض الإحصاءات أن احتمال حدوث جلطة مؤقتة أو جلطة كاملة بعد الجلطة الأولى تتراوح بين 10% خلال السنة الأولى، ولكن إذا لم يحصل شيء خلال السنة الأولى فإن النسبة تنخفض إلى حوالي 5% سنويا.
كيفية التقليل من احتمالية حدوث جلطة لي مرة أخرى
الاعتدال في الغذاء والتقليل من الدهون المشبعة والأملاح مع اللإكثار من تناول الفاكهة و الخضار وزيت الزيتون، والتقليل من أكل اللحوم.
قطع التدخين تماما.
معالجة ضغط الدم بالأدوية وفي الغالب يحتاج المريض إلى نوعين من الدواء لإنجاز هذا الهدف.
الاستمرار في العلاج الذي وصفه الطبيب ويجب أن يكون المريض إما على نوع من مسيلات الدم الخفيفة مثل الأسبرين أو مشابهة أو المسيلات القوية مثل (الوورفارين) حسب ما يصف له الطبيب.
التحكم الحازم بسكر الدم، وللأسف فكثير من المرضى لديهم غفلة واضحة بهذا الموضوع ولا يتنبه للخطر إلا بعد فوات الأوان.
كثرة الحركة والرياضة وترك الكسل وفي أقل الأحوال ينصح المريض بأن يمشي مشيا سريعا لمدة نصف ساعة يوميا .
الغذاء المعتمد على الخضروات والفاكهة الطازجة والأسماك وزيت الزيتون أو زيت عباد الشمس ، مع الإقلال من تناول اللحوم لديه القدرة على تخفيض احتمال الجلطة الدماغية إلى حد النصف .
مستوى الهوموسيستين
فيما يتعلق بالهوموسيستين homocysteine فقد أثبتت بعض التحاليل لتجارب سابقة أن انخفاض مستوى الهوموسيستين homocysteine مع حمض الفوليك وغيرها من المكملات قد تقلل خطر السكتة الدماغية.